مجلس الأمن يدين التجربة الصاروخية الجديدة لكوريا الشمالية وترامب يلوح بالخيار العسكري
أعرب مجلس الأمن الدولي، في ختام اجتماع طارئ، أمس الجمعة، عن "إدانته الشديدة" لإطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيّاً جديدًا فوق اليابان، معتبرًا هذه الخطوة "استفزازية للغاية"، في وقت لوح فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بالخيار العسكري.
وطالب المجلس، في بيان صدر بإجماع أعضائه، النظام الكوري الشمالي بـ "التوقف فورًا" عن هذه "الأفعال الفاضحة"، مؤكدًا أن "هذه الأفعال لا تهدد المنطقة فحسب؛ بل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة".
ولكن البيان الذي أيده جميع أعضاء المجلس، بمن فيهم الصين، دائمة العضوية، لم يتضمن أي تهديد بفرض مزيد من العقوبات على النظام الكوري الشمالي.
وأتى بيان المجلس بعد ساعات من إطلاق كوريا الشمالية صاروخًا بالستيًّا عبر فوق اليابان مسافة غير مسبوقة، على ما يبدو، قبل أن يسقط في البحر.
وجرت عملية الإطلاق الجديدة بعد أيام من سادس تجربة نووية أجرتها كوريا الشمالية، وكانت الأقوى حتى الآن، وأعلنت أنها فجرت خلالها قنبلة هيدروجينية يمكن استخدامها رأسًا حربيًّا لصاروخ بالستي.
في غضون ذلك، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرا جديدا إلى كوريا الشمالية، مؤكدا أن الولايات المتحدة تمتلك خيارات عسكرية "قوية" للرد على بيونغ يانغ إذا ما واصلت تجاربها النووية والصاروخية البالستية.
وقال ترامب في خطاب ألقاه في قاعدة أندروز الجوية العسكرية وقد وقفت خلفه ثلة من العسكريين ووراءهم قاذفة شبح من طراز بي-2 "بعدما رأيت قدراتكم، أنا اليوم واثق أكثر من أي وقت مضى من أن خياراتنا المختلفة ليست فعالة فحسب وإنما أيضا قوية".
وأعرب الرئيس الأميركي عن أسفه لأن يكون نظام كيم جونغ-أون قد "أبدى مرة جديدة ازدراءه بجيرانه وبالمجتمع الدولي بأسره".
دعوة لوقف التهديدات
إلى ذلك، دعا المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيينزيا، مساء الجمعة، إلى وقف التهديدات المتبادلة بين الولايات المتحدة الأميركية وكوريا الشمالية.
وقال نيينزيا "يتعين (على واشنطن وبيونغ يانغ) وقف التهديدات المتبادلة (بالمواجهة العسكرية)، والانخراط في عملية مفاوضات ذات معنى، بما في ذلك استئناف المحادثات السداسية".
وتهدف المحادثات السداسية، المتوقفة منذ سنوات، إلى حل الأزمة النووية الكورية سلميا، وهي تضم كلا من كوريا الشمالية، وروسيا، والصين، وكوريا الجنوبية، واليابان، والولايات المتحدة الأميركية.
وتابع المندوب الروسي "استمعنا اليوم إلى تصريحات لوزير الخارجية الأميركي، ريكس تيلرسون، قال فيها إنه ينبغي على روسيا والصين سرعة التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2375، لكن هذا القرار طرح أيضا عملية سياسية يجب تنفيذها، فبدونها نعتبر أن القرار لم يتم تنفيذه كاملا".
ودعا المندوب الروسي واشنطن إلى "التنفيذ الكامل لجميع فقرات القرار، الذي أكد ضرورة إيجاد حل سياسي للأزمة في شبه الجزيرة الكورية".
ووصف "نيينزيا" التكهنات بصدور قرار جديد من مجلس الأمن، ردا على تجربة بيونغ يانغ الصاروخية الأخيرة بـ"الدائرة الشريرة".
(فرانس برس، الأناضول)