بينما بدأ وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، اليوم الإثنين، جولة في المنطقة، لبحث الأزمة الخليجية الناتجة عن الحملة على قطر، طالب مسؤولون أميركيون، محور أبوظبي- الرياض بالتزام العقلانية، مؤكدين أنّ قائمة المطالب الـ13، التي قدمتها دول الحصار كحزمة واحدة انتهى أمرها.
وأشار هؤلاء، إلى أنّ تيلرسون لا يتوقع إحراز تقدم، وحذروا من أنّ تحقيق تقدم قد يستغرق أكثر من شهر، لكنّهم لفتوا إلى أنّ وزير الخارجية الأميركي، يريد استكشاف إمكانية جمع كل الأطراف على طاولة التفاوض.
وفي هذا الإطار، قال آر سي هاموند، كبير مستشاري تيلرسون؛ وفق ما أوردت "أسوشييتد برس"، اليوم الإثنين، "أجرينا جولة من التبادلات والحوار ولم نحرّك الكرة"، مضيفاً: "سوف نعمل مع الكويت ونرى ما إذا كان بإمكاننا مناقشة استراتيجية جديدة".
واليوم الإثنين، وصل تيلرسون، إلى الكويت بصفتها دولة الوساطة، في إطار جولة لبحث الأزمة الخليجية الناتجة عن الحملة على قطر، ومن المقرر أن ينتقل منها إلى الدوحة، غداً الثلاثاء، بحسب مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد".
وتعتبر الكويت المحطة الثانية في جولة تيلرسون، حيث أجرى محادثات، أمس الأحد، في إسطنبول، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وذكر هاموند الذي تحدّث إلى صحافيين في إسطنبول، حيث بدأ تيلرسون جولته، أنّ المطالب الثلاثة عشر التي قدمتها دول الحصار على قطر لم تكن قابلة للتطبيق، على الأقل كحزمة واحدة.
وفي 5 يونيو/حزيران الماضي، قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصاراً برياً وجوياً، إثر حملة افتراءات، قبل أن تقدم ليل 22 ــ 23 من الشهر نفسه، عبر الوسيط الكويتي، إلى قطر، قائمة مطالب تضمّنت 13 بنداً تمسّ جوهر سيادة واستقلاليّة الدوحة.
وشملت الإملاءات المرفوضة من الدوحة، خفض التمثيل الدبلوماسي مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية، فضلاً عن إغلاق قنوات "الجزيرة"، وعدد من وسائل الإعلام، بينها موقع وصحيفة "العربي الجديد".
لكنّ مجموعة دول الحصار خفضت سقفها، خلال اجتماع لوزراء خارجيتها في القاهرة، الأربعاء الماضي، وخرجت في بيان من ست نقاط، ما يشير إلى فشلها في ليّ ذراع قطر، أو انتزاع ما يعدّ شأناً سيادياً خالصاً.
وقال مستشار تيلرسون، إنّ "الأمر انتهى، لم تستحق (المطالب) التعريج عليها مجدداً كحزمة، ولكن بشكل فردي هناك ما يمكن العمل عليه".
ولم يوضح هاموند المطالب التي كان من الممكن تحقيقها ضمن القائمة، لكنّه قال إنّ ثمة حاجة إلى تنازلات من قبل السعوديين والبحرينيين والإماراتيين والمصريين، من أجل التوصل إلى تسوية.
وأردف قائلاً: "إنه طريق ذو اتجاهين... لا توجد أيد نظيفة"، مضيفاً أنّ "هناك مزاعم متبادلة في الأزمة بالتورط بشكل أو بآخر في تمويل متطرفين".
ويوم الجمعة الماضي، وبعد ساعات قليلة من صدور بيان لدول حصار قطر (السعودية، الإمارات، البحرين ومصر)، اختارت من خلاله التصعيد، وإنهاء الوساطة الكويتية، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، عن زيارة تيلرسون إلى الكويت.
واليوم الإثنين، قالت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، إنّ "جولة تيلرسون المكوكية بين الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية، والتي تبدأ اليوم الإثنين وتستمر حتى الخميس، سوف تشمل اجتماعات مع قادة عرب لاستكشاف سبل جديدة لتسوية الأزمة المستمرة رغم جهود الوساطة الكويتية لإنهائها".
(أسوشييتد برس، العربي الجديد)