رحبت الأوساط الشعبية والقبلية والإعلامية بإعلان حركة "طالبان" لقاء ممثليها المندوب الأميركي الخاص للمصالحة الأفغانية زلمي خليل زاد اليوم السبت في العاصمة القطرية الدوحة، بينما وصل المندوب بعد الاجتماع لكابول للتباحث بشأن نتائجه مع القيادة الأفغانية.
وبهذا الخصوص كتب سفير طالبان السابق لدى باكستان، المولوي عبد السلام ضعيف، على صفحته في فيسبوك: "اطلعت على بيان طالبان اليوم بشأن اللقاء بين المبعوث الأميركي وبين ممثليها في الدوحة، أتمنى أن يكون اللقاء فاتحة خير"، معرباً عن أمله "أن تساهم مثل هذه اللقاءات في إحلال الأمن في أفغانستان ووضع حد للأزمة".
وكتب أحد النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ويدعى محمد نفيس، "إن الأمن قادم بإذن الله وإن لقاء طالبان بمندوب أميركي وهو من أصول أفغانية بداية ستأخذنا نحو المصالحة الشاملة".
أما المحلل الأمني عتيق الله أمرخيل، فرأى أن "هذه قد تكون فرصة مهمة بشأن المصالحة الأفغانية وأن خليل زاد رجل مناسب إذ إنه أفغاني الأصل وهو يعرف جيداً جميع أطراف الصراع، ومنطق الحديث والتفاوض بين الأفغان، لذا يمكنه أن يؤدي دوراً مهماً بشأن المصالحة، وإننا نرحب بهذا اللقاء، كما نرحب بإعلان طالبان مواصلة الحوار".
وأضاف أمرخيل أن موقف الحركة الجديد، كما ورد في بيانها عقب اللقاء، يظهر أنها ترغب في الحوار الجاد وتفضل الحل السلمي بدلاً من الحل العسكري، وهذا مطلب جميع أطراف الصراع.
من جهته، قال الزعيم القبلي عبد الوهاب خان، من إقليم لغمان شرق أفغانستان، إن "اللقاء بين مندوبي طالبان وبين المبعوث الأميركي أمر نرحب به، إذ إننا بحاجة إلى الأمن أكثر من الطعام والغذاء"، مطالباً جميع أطراف الصراع بالعودة إلى الحوار البناء.
المحلل السياسي وحيد مزده، وهو أحد المقربين لطالبان، قال "نرحب بالأمر بحذر وترقب لأن مطلب طالبان الأساسي هو خروج القوات الأميركية، ولا أدري إن كان هناك أي حديث بهذا الشأن".
وأكدت "طالبان" اليوم السبت، أن وفداً عنها التقى خليل زاد في الدوحة، لبحث سبل وضع حد للنزاع في هذا البلد.
وأوضحت الحركة في بيان، أن "وفداً من المكتب السياسي التقى فريق التفاوض الأميركي برئاسة زلماي خليل زاد".
وأضاف بيان الحركة أن الطرفين تباحثا بشأن ما وصفه بإنهاء الاحتلال وإيجاد حل سلمي للمعضلة الأفغانية، منوهاً بأن وفد طالبان قد أصر على أن العائق الوحيد في سبيل إحلال الأمن هو الوجود الأجنبي في أفغانستان، مشدداً على أن أفغانستان دولة إسلامية لها ثقافتها ولا بد من إيجاد حل للمعضلة في إطار تلك الثقافة.
كما ذكر بيان الحركة أن الطرفين وافقا في النهاية على مواصلة الاجتماعات.