بدء الاقتراع بالانتخابات البرلمانية في الدنمارك: لمن يصوت المهاجرون؟

5698EA23-7F4D-47FA-B256-09D7BCA82E5A
ناصر السهلي
صحافي فلسطيني، مراسل موقع وصحيفة "العربي الجديد" في أوروبا.
05 يونيو 2019
85627A87-C4BA-4784-BED3-08F0107A75C4
+ الخط -
فتحت، صباح اليوم الأربعاء، مراكز الاقتراع أبوابها في الدنمارك، للتصويت في انتخابات برلمانية، وسط منافسة حادة في صفوف اليمين ويمين الوسط، بينما أظهرت آخر الاستطلاعات، مساء الثلاثاء تراجعاً هائلاً للشعبويين واليمين المتطرف، وتقدّماً كبيراً لليسار ويسار الوسط.

وأشارت الاستطلاعات، قبيل ساعات من فتح صناديق الاقتراع، إلى أنّ 3 من الأحزاب الدنماركية؛ ومن بينها حزب "سترام كورس" المتطرف بزعامة السياسي المثير للجدل راسموس بالودان، و"الحزب المسيحي الديمقراطي"، ربما لن تتخطى عتبة الحسم بـنسبة 2% من الأصوات.

ويبدو أيضاً أنّ حليف يمين الوسط في الحكم؛ "حزب الائتلاف الليبرالي" (أسسه السياسي من أصل عربي ناصر خضر قبل أن يغادره إلى المحافظين)، بزعامة وزير الخارجية الحالي أندرس سامويلسون، يقف أيضاً على عتبة لا تتخطى 2.4% من أصوات الناخبين، في تراجع كبير مقارنة بما حصل عليه في انتخابات 2015 (7.5%).

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها باكراً (ناصر السهلي/العربي الجديد) 


ودفع هذا التراجع في معسكر اليمين، مقابل تقدم معسكر اليسار ويسار الوسط، برئيس وزراء الدنمارك وزعيم حزب "فينسترا" الليبرالي في يمين الوسط لارس لوكا راسموسن، إلى رمي قنبلة انتخابية، مساء الثلاثاء، بقوله إنّه سيذهب ربما للتحالف مع يسار الوسط لتشكيل حكومة ائتلاف وسط في البلاد.

وأثار هذا الإعلان حنق "التحالف الليبرالي" واليمين المتشدد، والذي شكّل، بنسبة تفوق 21% خلال الأعوام الماضية، قاعدة برلمانية لحكم راسموسن، ودفع نحو تشديد قوانين اللجوء والهجرة.

وجاءت خطوة راسموسن، بينما يتراجع اليمين المتشدد، حيث منحت نتائج استطلاع، مساء الثلاثاء، حزب "الشعب الدنماركي" الشعبوي، نسبة تصويت محتملة هي أقل من 10%.

يتوافق يوم الانتخابات مع إجازة رسمية بذكرى "يوم الدستور" (ناصر السهلي/العربي الجديد) 


وتُعتبر تلك النتائج "كارثية"، بحسب ما يقرأها مراقبون، مقارنة بالاكتساح الذي حققه الشعبويون في عام 2015، وتحوّلهم إلى الحزب الثالث بعد "الاجتماعي الديمقراطي" و"فينسترا" الليبرالي، بنسبة فاقت 21%.

ويشير الاستطلاع الذي تولّته مؤسسة "أبينيون"، إلى ثبات تقدّم ما يسمى "الكتلة الحمراء"، في إشارة لأحزاب اليسار ويسار الوسط، لتشكيل أغلبية برلمانية، تشمل الحزب "الاجتماعي الديمقراطي"، و"اللائحة الموحدة"، وحزب "الشعب" الاشتراكي، و"رديكال فينسترا" و"البديل البيئي"، مع نسبة تتجاوز 54%، أي أكثر من نصف مقاعد البرلمان الـ179.

في المقابل، منح الاستطلاع نسبة بلغت حوالى 38% لـ"الكتلة الزرقاء" في إشارة إلى أحزاب يمين الوسط، ما يعني إمكانية الذهاب إلى حكومة بزعامة رئيسة الحزب "الاجتماعي الديمقراطي" ميتا فريدركسن التي بات راسموسن يغازلها الآن انتخابياً بتقديمه مقترح تشكيل حكومة وسط.

توقعات بنسبة مشاركة واسعة بالتصويت (ناصر السهلي/العربي الجديد)


ووفقاً للمؤشرات الصباحية، فإنّ نسبة المشاركة في الانتخابات، اليوم الأربعاء الذي يتوافق مع إجازة رسمية بمناسبة "يوم الدستور" الدنماركي؛ ذكرى التخلّي عن الملكية المطلقة، قد تتجاوز 85%.

ووجّهت أحزاب اليسار، مساء الثلاثاء، بعد تهنئة المسلمين الدنماركيين بعيد الفطر، نداءات للمهاجرين الحاملين للجنسية، بالتوجّه بكثافة إلى صناديق الاقتراع.

من التصويت في الانتخابات (ناصر السهلي/العربي الجديد)


ووفقاً لاستطلاع "العربي الجديد"، آراء عشرات المقترعين من أصول عربية، يبدو أنّ الشباب اختاروا توزيع الأصوات بين حزب "اللائحة الموحدة" اليساري، وحزب "راديكال فينسترا" المحسوب على يسار الوسط، والأكثر تقدمية من "الاجتماعي الديمقراطي" فيما خص مصالح وحقوق المواطنين من أصول مهاجرة.

وحقق الحزبان، إلى جانب حزبي "الشعب" الاشتراكي و"البديل" اليساري، نسبة قاربت 28%، وفقاً لآخر استطلاع، فيما حافظ "الاجتماعي الديمقراطي" على نسبته من انتخابات 2015 والتي تقارب 25%، يليه يمين الوسط "فينسترا" بنسبة بلغت 20.4%.

ذات صلة

الصورة
ترامب يلتقي زيلينسكي في نيويورك / 27 سبتمبر 2024 (Getty)

سياسة

تبدو أوروبا اليوم متعايشة مع احتمالية عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لكنها تنظر للأمر من باب أنه "سيتعين" على القارة العجوز "أن تكون حقاً بمفردها".
الصورة
تظاهرة ضد العنصرية في بريطانيا "اللاجئون هم موضع ترحيب هنا" في برمنغهام، 7 أغسطس 2024 (توماس كرايش/الأناضول)

سياسة

شارك آلاف المناهضين للعنصرية، الأربعاء، في تظاهرات جرت بمدن عدة في بريطانيا تنديداً بتظاهرات نظمها اليمين المتطرف في الأيام الأخيرة وتخلّلتها أعمال عنف.
الصورة
تنظيم داعش/فرنسا

سياسة

رفعت فرنسا، أول من أمس الأحد، مستوى التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى، وذلك في أعقاب هجوم موسكو الدموي الذي تبناه تنظيم "داعش"، مستعيدة تهديدات عدة للتنظيم.
الصورة
يدفع المهاجرون مبالغ أقل للصعود على متن القوارب الحديدية

تحقيقات

بحثاً عن الأرخص، تصنع شبكات تهريب البشر الناشطة في تونس قوارب حديدية من أجل نقل المهاجرين غير الشرعيين عبرها إلى أوروبا بكلفة أقل، إذ تنفق مبالغ بسيطة على بنائه