اختتمت، اليوم، الدورة الرابعة من ملتقى "حوارات تونسية" التي اهتمت بالوضع الجيوسياسي في المنطقة وتأثيره على العلاقات الأورومتوسطية في خضم ما يعيشه العالم من صراعات وأزمات، وذلك بمشاركة باحثين وأكاديميين من تونس ومصر والجزائر والمغرب ودول أوروبية.
وفي تصريحها لـ"العربي الجديد"، قالت الباحثة الليبية سامية المبروك، إن "تطلعات وطموحات الذين قاموا بالثورة والذين دافعوا عليها لإنهاء عهد الاستبداد ووجهوا بإشكاليات جديدة لم يعهدوها، أخطرها الإرهاب والتطرف والعنف".
واعتبرت المبروك أن "العنف خطر يهدد حياة الإنسان واستقراره"، موضحة أن "خطط بناء دولة حديثة لا يكتمل إلا بتضافر الجهود والمصالحة الوطنية وحقن دماء الشباب الليبي، ونزع السلاح وإعداد مشاريع جادة لإعادة إعمار البلاد والقيام بدورات توعية لإدماج الشباب ممّن كانوا في ساحات القتال".
اقرأ أيضا: نداء تونس: اشتباكات بين فريقين متصارعين تهدد بانفجار الحزب
وعلى هامش المؤتمر، قال رضا التليلي، مدير مؤسسة أحمد التليلي من أجل الثقافة الديمقراطية، لـ"ألعربي الجديد"، إنّ "برنامج حوارات تونسية يسعى إلى إبراز أهمية الحوار الفكري والسياسي في العالم، وأنه يعمل على تقديم رؤية لتجديد وتنمية الحوار السياسي في تونس وفي المنطقة".
وانتهى التليلي إلى أن "نتيجة العديد من الدراسات أثبتت أن الوضع الجيوسياسي الحالي في المنطقة يتسم بالخطورة وله تأثير مباشر على الحريات بكل أشكالها وعلى المسار الديمقراطي عموما".
من جهة أخرى، قدم الناشط السياسي والحقوقي ماهر حنين، من تونس، تحليله لـ"العربي الجديد"، بخصوص الوضع الجيوسياسي في المنطقة قائلا "لا نستطيع أن ننكر أننا نعيش في عالم هش يتعاظم فيه خطر الفاشيات الجديدة واتساع دائرة الصراعات الدينية والقومية والعرقية وانبعاث الهويات الفرعية المتنافرة إلى حد يضعف الأمل بمستقبل ممكن للجميع حتى لمن يعتقد نفسه في مأمن"، موضحا "لقد أفرزت انتفاضات الربيع العربي أوضاعا داخلية وإقليمية جديدة لا زالت ارتداداتها مستمرة، فهي بقدر ما عبّرت عن تطلع الشعوب إلى الحرية والمشاركة السياسية والعدالة الاجتماعية وعن حقها في إقامة أنظمة سياسية ديمقراطية، فقد فتحت كل المنطقة على احتمالات لا تزال مجهولة، خاصة بعد تفجّر المواجهات المسلحة في ليبيا وسورية واليمن".
وقد احتضنت الندوة فضاءً مقتوحا للأحزاب السياسية وآخر لمكونات المجتمع المدني بهدف تمكينهم من التعبير عن رؤاهم ومواقفهم من هذا الوضع الجيوسياسي الراهن، بكل ما يمليه من مستجدات.
واعتبر جون فرنسوا دافيزون، نائب مدير مؤسسة الأبحاث الاستراتيجيّة بفرنسا، أنّ "العالم يعيش بين الأزمة والأمل في غد أفضل، إضافة إلى تأرجحه بين والديمقراطية والعنف"، مشددا من خلال تصريحه لـ"العربي الجديد"، على أنّ "سقوط دكتاتوريات الحكم قبل الثورات في عدة دول عربية على غرار تونس ومصر وليبيا، يفرض إعادة التفكير في الوضع الجيوسياسي للمنطقة برمتها، وربما أيضا التفكير في إعادة بناء علاقات سياسية متينة لمحاربة خطر الإرهاب الذي يهدد العالم عموما والمنطقة خصوصا".
اقرأ أيضا: منظمة الشفافية الدولية: الجيش التونسي الأقل فساداً في المنطقة