وقال مصدر دبلوماسي رسمي، متحفظاً عن ذكر اسمه لـ"العربي الجديد"، إنّ "القاهرة تواجه صعوبات كبيرة في التواصل مع أطراف المعارضة السودانية، وقيادات من الحرية والتغيير، بسبب وجود موقف شعبي سوداني رافض للدور المصري، بسبب ما يثار عن دعم رسمي للمجلس العسكري، وتعزيز سلطاته في مواجهة المطالب الشعبية".
وأضاف المصدر "للأسف حالة الرفض لدور مصري، وكذلك الصورة في الشارع السوداني، تعد الأسوأ منذ عقود طويلة"، لافتاً إلى أن "الأسوأ أنه لأول مرة يكون هناك ترصُّد للمصريين على المستوى الشعبي، على عكس ما كان في السابق عندما كان الرفض للمستوى الرسمي فقط".
وفي وقت سابق، قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري، أحمد حافظ، إن الاجتماع الذي دعت إليه مصر الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، يأتي استكمالاً لمساعيها الرامية لتنسيق الرؤى الإقليمية التي تهدف إلى توفير المناخ المواتي، الذي يُحفز مختلف الأطراف السودانية على استئناف الحوار المباشر وتعزيز العمل المشترك فيما بينها، وذلك وصولاً إلى اتفاق حول إدارة المرحلة الانتقالية.
وأوضح المتحدث أن الاجتماع يعكس حرص الأطراف المشاركة فيه على تماسك ووحدة واستقرار السودان الشقيق، مشيراً إلى أن مصر قد تواصلت مع كافة الأطراف السودانية قبل انعقاد الاجتماع؛ من أجل التأكيد على الرغبة المشتركة في مساعدة كافة الأطراف السودانية على التوصل لاتفاق فيما بينها، بما يكفل الحفاظ على مؤسسات الدولة الوطنية، ويحقق تطلعات الشعب السوداني الشقيق في الأمن والاستقرار والتنمية.
وأكد المتحدث أن الدول المشاركة تعتزم طرح تصوراتها ورؤاها خلال الاجتماع إزاء مجمل الأوضاع في السودان خلال هذه المرحلة المهمة والدقيقة، إدراكاً منها لما يمثله أمن واستقرار السودان من أهمية بالغة للمنطقة والقارة الأفريقية بأكملها.
وأشار حافظ إلى حرص الدول المشاركة على تقديم كافة أوجه الدعم اللازم لجميع الأطراف السودانية؛ من أجل إنجاز استحقاقات المرحلة الانتقالية وفق نهج شامل يضمن تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه فيما بينها.
ويضم تجمع الشركاء الإقليميين للسودان دول: إثيوبيا، تشاد، جمهورية الكونغو، أفريقيا الوسطى، جيبوتي، إثيوبيا، كينيا، رواندا، الصومال، جنوب أفريقيا، جنوب السودان، أوغندا، نيجيريا، إريتريا، فضلاً عن رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فكي محمات.
إلى ذلك، أكّد رئيس المجلس العسكري الانتقالي في السودان، عبد الفتاح البرهان، جاهزية المجلس للعودة للتفاوض مع قوى "الحرية والتغيير"، مؤكداً "لا نرغب في الانفراد بالسلطة"، ومتعهداً بمواصل محاسبة الفاسدين من رموز النظام السابق.
وشدد البرهان خلال خطاب رسمي على وقوف المجلس مع مطالب الشعب السوداني، مؤكداً "لم نكن نهدف إلى تولي الحكم حين انحزنا إلى جانب الشعب".
وأضاف البرهان: "نحن لا نضع عراقيل أمام المفاوضات مع جميع الأطراف السودانية، وندعو جميع الأطراف السودانية إلى ألا تضع قيوداً للحوار".
وتابع: "علينا التصدي لمن يشكك في وطنية المجلس العسكري. ونؤسس لانتخابات سودانية ديمقراطية ولا نمانع من المراقبة الدولية".