يتزامن إعلان مصادر حكومية يمنيّة عن تأجيل موعد انطلاق الجولة الثالثة من محادثات السلام التي كان من المقرر عقدها في 14 يناير/كانون الأول الحالي، مع بدء المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تحريك الجهود التحضيرية المبكرة للموعد المؤجل، بلقاءات مع القوى السياسية في العاصمة السعودية الرياض. يأتي ذلك، في الوقت الذي تتقدّم فيه القوات الشرعية اليمنية نحو شرق العاصمة صنعاء، ويكثّف طيران التحالف العربي غاراته في مناطق تعز وصعدة.
وتؤكد مصادر حكومية وأخرى حزبية بعد لقاءات جمعت المبعوث الأممي بمسؤولين يمنيين في الرياض، لـ"العربي الجديد"، أنّ الموعد المفترض لانطلاق المحادثات مبدئياً تأجّل إلى أواخر الشهر الحالي وليس إلى "أجل غير مسمى" مثلما سرّبت وكالات أنباء أمس السبت. وتؤشر معطيات عدة إلى أنّ تحركات ولد الشيخ أحمد تواجه عوائق جديدة مع تجديد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، رفضه الحوار مع الحكومة ومطالبته بأن يكون ذلك مع السعودية.
وجاء هذا التطور مع بدء المبعوث الأممي في الرياض لقاءات تحضيرية لجولة المحادثات المقبلة، إذ التقى، أمس السبت، بالأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، عبداللطيف الزياني، وناقشا الجهود السياسية المتعلقة باليمن. وأعلن الزياني، وفقاً لمصادر رسمية خليجية، دعمه لجهود المبعوث الأممي للوصول إلى حلّ للأزمة اليمنية، مؤكداً على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، والدفع بالعملية السياسية في اليمن وفق المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وجاء لقاء ولد الشيخ بالزياني، بعدما اجتمع الأوّل، منذ يومين، في الرياض، بممثلين عن الأحزاب والمكوّنات السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية. وناقش المبعوث الأممي معهم تحضيرات الجولة المقبلة من المحادثات، واستمع إلى وجهات نظرهم حول عدد من القضايا. وتوضح مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، أن ولد الشيخ طرح مقترحاً بأن تُعقد الجولة المقبلة في جنيف السويسرية. ووفقاً لمصادر سياسية يمنية، فإنّ ولد الشيخ من المقرر أن يقوم بزيارة إلى صنعاء وعدن، حيث يلتقي بممثلين عن الحوثيين وحزب المؤتمر. كما يلتقي في عدن بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وسيدعو الطرفَين إلى حضور جولة جديدة من المحادثات.
وفي مؤشر على حجم التعقيدات أمام التحضيرات، أعلن الرئيس المخلوع، مجدداً في كلمة تلفزيونية، منذ يومين، ألا حوار مع الحكومة والأطراف المؤيدة للشرعية. ووضع صالح شرطَين للمشاركة بالمحادثات المقبلة، يتعلّق الأوّل بوقف إطلاق النار، إشارة إلى العمليات العسكرية للتحالف العربي، وفكّ الحصار، وانسحاب من وصفها بـ"القوات الغازية"، والشرط الآخر، أن يكون الحوار مباشراً مع السعودية.
وفي الوقت الذي بدت فيه هذه الشروط عقبات جديدة أمام الحوار، يعتبر مراقبون أنّ سقف الشروط مبالغ به للحصول على الحد الأدنى منها، وتحديداً ما يخص وقف إطلاق النار. وقد وضع الحوثيون وحلفاؤهم هذا الشرط قبل انعقاد الجولة السابقة من المشاورات التي عُقدت في بيال السويسرية، وخرجت بعدد من النقاط لم ينفّذ شيء ملحوظ منها، حتى اليوم.
اقرأ أيضاً: تأجيل المحادثات اليمنية إلى أواخر يناير
على صعيد متصل، بدا الرئيس المخلوع متخوفاً وقلقاً بشكل لافت، مع الانتصارات الأخيرة التي حققتها "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية للشرعية اليمنية التي وصلت إلى أطراف صنعاء وكذلك محافظة حجة. أضف إلى ذلك، تخوّفه من انعكاسات الأزمة الأخيرة بين إيران والسعودية على تصعيد العمليات العسكرية في اليمن، إذ نفى في خطابه وجود علاقات "لنا مع إيران"، عسكرية على وجه التحديد.
ولا يختلف الموقف الحوثي كثيراً عن حليفه تجاه المفاوضات المقبلة، بل صدر بلهجة أشد ضد الأمم المتحدة، إذ اعتبر رئيس المجلس السياسي للجماعة، صالح الصماد، أنّ الدور الأممي السلبي شجّع ما سماه "العدوان". وقال في تصريحات صحافية، أخيراً، "تأتي المنظمة الدولية لتصنع بعض الحركات والمفاوضات فقط لإخراج النظام السعودي الأميركي من حرجه".
ميدانياً، تتسارع العمليات العسكرية في اليمن بين قوات الشرعية، ومليشيات الحوثيين وقوات صالح على مختلف الجبهات، وسط تقدم للشرعية شمال شرق، وشمال غرب البلاد، بما فيها معارك شرق صنعاء. فيما يكثّف طيران التحالف العربي غاراته، وباتت أكثر تركيزاً في مناطق صعدة وصنعاء وتعز، وهم محور العمليات العسكرية المشتعلة. وشن التحالف غارات على تبة ذهبان، شمال صنعاء وأخرى على النهدين، وغارتَين على نقيل نهم في صنعاء. كما أغار الطيران على مناطق عدة في صعدة، ومنها مرع في مديرية باقم، وقصف معسكر الحرس الجمهوري في صعدة، وشنّ ثلاث غارات على مواقع في رازح، ما دفع المليشيات الموجودة في رازح ومنبه في صعدة للردّ. كما شهدت مناطق عدّة في تعز، حيث تتمركز المليشيات، غارات.
في المقابل، تخوض "المقاومة" التي حصلت على تعزيزات في البيضاء معارك ضد المليشيات في منطقة ذي ناعم في المحافظة، في ما يبدو أنها بداية حقيقية لفتح جبهة البيضاء بشكل مباشر من قبل قوات التحالف، وفقاً لمصادر "العربي الجديد". وتمكّنت "مقاومة" مريس ودمت شمال الضالع، أمس السبت، من تدمير شاحنة أسلحة وثلاثة طواقم تعزيزات للمليشيات. كما دمّرت "المقاومة" طاقماً ومدفع "بي 10"، وقتلت أكثر من عشرين عنصراً من المليشيات، وأصابت آخرين في العرفاف.
وأدت خسائر مليشيات الحوثيين والمخلوع في مختلف الجبهات، إلى نقل المعارك إلى حدود السعودية، ومحافظتَي صعدة وحجة تحديداً، والتي تزداد فيها المعارك ضراوة بين الشرعية والتحالف من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. ويقول مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات تحاول اقتحام الحدود السعودية، لكنّها تتعرض لخسائر كبيرة، لا سيما في ظلّ كثافة النيران وطيران الأباتشي السعودي والتفوّق العسكري". ويؤكد المصد ذاته أنّ "المليشيات تفقد يومياً معاركها ومحاولاتها للتقدم، إذ يحرز الجيش الوطني تقدماً في محافظة حجة القريبة من صعدة. ولم تبق مناطق محاذية مع السعودية في يد المليشيات إلا الموجودة في صعدة، فيما باتت أغلب المناطق الحدودية مع قوات الشرعية بعد تطهيرها من الانقلابيين وتمّت السيطرة على منفذَي الطوال والبقع".
اقرأ أيضاً: ولد الشيخ بالرياض وصالح يرفض الحوار
وتؤكد مصادر حكومية وأخرى حزبية بعد لقاءات جمعت المبعوث الأممي بمسؤولين يمنيين في الرياض، لـ"العربي الجديد"، أنّ الموعد المفترض لانطلاق المحادثات مبدئياً تأجّل إلى أواخر الشهر الحالي وليس إلى "أجل غير مسمى" مثلما سرّبت وكالات أنباء أمس السبت. وتؤشر معطيات عدة إلى أنّ تحركات ولد الشيخ أحمد تواجه عوائق جديدة مع تجديد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، رفضه الحوار مع الحكومة ومطالبته بأن يكون ذلك مع السعودية.
وجاء لقاء ولد الشيخ بالزياني، بعدما اجتمع الأوّل، منذ يومين، في الرياض، بممثلين عن الأحزاب والمكوّنات السياسية اليمنية المؤيدة للشرعية. وناقش المبعوث الأممي معهم تحضيرات الجولة المقبلة من المحادثات، واستمع إلى وجهات نظرهم حول عدد من القضايا. وتوضح مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، أن ولد الشيخ طرح مقترحاً بأن تُعقد الجولة المقبلة في جنيف السويسرية. ووفقاً لمصادر سياسية يمنية، فإنّ ولد الشيخ من المقرر أن يقوم بزيارة إلى صنعاء وعدن، حيث يلتقي بممثلين عن الحوثيين وحزب المؤتمر. كما يلتقي في عدن بالرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وسيدعو الطرفَين إلى حضور جولة جديدة من المحادثات.
وفي مؤشر على حجم التعقيدات أمام التحضيرات، أعلن الرئيس المخلوع، مجدداً في كلمة تلفزيونية، منذ يومين، ألا حوار مع الحكومة والأطراف المؤيدة للشرعية. ووضع صالح شرطَين للمشاركة بالمحادثات المقبلة، يتعلّق الأوّل بوقف إطلاق النار، إشارة إلى العمليات العسكرية للتحالف العربي، وفكّ الحصار، وانسحاب من وصفها بـ"القوات الغازية"، والشرط الآخر، أن يكون الحوار مباشراً مع السعودية.
وفي الوقت الذي بدت فيه هذه الشروط عقبات جديدة أمام الحوار، يعتبر مراقبون أنّ سقف الشروط مبالغ به للحصول على الحد الأدنى منها، وتحديداً ما يخص وقف إطلاق النار. وقد وضع الحوثيون وحلفاؤهم هذا الشرط قبل انعقاد الجولة السابقة من المشاورات التي عُقدت في بيال السويسرية، وخرجت بعدد من النقاط لم ينفّذ شيء ملحوظ منها، حتى اليوم.
اقرأ أيضاً: تأجيل المحادثات اليمنية إلى أواخر يناير
على صعيد متصل، بدا الرئيس المخلوع متخوفاً وقلقاً بشكل لافت، مع الانتصارات الأخيرة التي حققتها "المقاومة الشعبية" والقوات الموالية للشرعية اليمنية التي وصلت إلى أطراف صنعاء وكذلك محافظة حجة. أضف إلى ذلك، تخوّفه من انعكاسات الأزمة الأخيرة بين إيران والسعودية على تصعيد العمليات العسكرية في اليمن، إذ نفى في خطابه وجود علاقات "لنا مع إيران"، عسكرية على وجه التحديد.
ولا يختلف الموقف الحوثي كثيراً عن حليفه تجاه المفاوضات المقبلة، بل صدر بلهجة أشد ضد الأمم المتحدة، إذ اعتبر رئيس المجلس السياسي للجماعة، صالح الصماد، أنّ الدور الأممي السلبي شجّع ما سماه "العدوان". وقال في تصريحات صحافية، أخيراً، "تأتي المنظمة الدولية لتصنع بعض الحركات والمفاوضات فقط لإخراج النظام السعودي الأميركي من حرجه".
في المقابل، تخوض "المقاومة" التي حصلت على تعزيزات في البيضاء معارك ضد المليشيات في منطقة ذي ناعم في المحافظة، في ما يبدو أنها بداية حقيقية لفتح جبهة البيضاء بشكل مباشر من قبل قوات التحالف، وفقاً لمصادر "العربي الجديد". وتمكّنت "مقاومة" مريس ودمت شمال الضالع، أمس السبت، من تدمير شاحنة أسلحة وثلاثة طواقم تعزيزات للمليشيات. كما دمّرت "المقاومة" طاقماً ومدفع "بي 10"، وقتلت أكثر من عشرين عنصراً من المليشيات، وأصابت آخرين في العرفاف.
وأدت خسائر مليشيات الحوثيين والمخلوع في مختلف الجبهات، إلى نقل المعارك إلى حدود السعودية، ومحافظتَي صعدة وحجة تحديداً، والتي تزداد فيها المعارك ضراوة بين الشرعية والتحالف من جهة، والحوثيين وقوات صالح من جهة أخرى. ويقول مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، إنّ "المليشيات تحاول اقتحام الحدود السعودية، لكنّها تتعرض لخسائر كبيرة، لا سيما في ظلّ كثافة النيران وطيران الأباتشي السعودي والتفوّق العسكري". ويؤكد المصد ذاته أنّ "المليشيات تفقد يومياً معاركها ومحاولاتها للتقدم، إذ يحرز الجيش الوطني تقدماً في محافظة حجة القريبة من صعدة. ولم تبق مناطق محاذية مع السعودية في يد المليشيات إلا الموجودة في صعدة، فيما باتت أغلب المناطق الحدودية مع قوات الشرعية بعد تطهيرها من الانقلابيين وتمّت السيطرة على منفذَي الطوال والبقع".
اقرأ أيضاً: ولد الشيخ بالرياض وصالح يرفض الحوار