يسود الإضراب الجزئي الأراضي الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، وسط دعوات للتصعيد الشعبي، رداً على قرار إعلان وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو شرعية المستوطنات وعدم مخالفتها القانون الدولي. وتأتي هذه الدعوات في ظل استشهاد الأسير المريض بالسرطان سامي أبو دياك صباح اليوم، بعد معاناة مع مرض السرطان وإهمال طبي استمر لسنوات.
كما تأتي الدعوات للتصعيد وليوم غضب شعبي وإضراب جزئي بدعوة من حركة "فتح" والقوى والفصائل الوطنية الفلسطينية، والمؤسسات والنقابات الفلسطينية، رداً على قرار بومبيو.
وأكدت دعوات الفصائل إلى مسيرات في مراكز المدن الفلسطينية، أنها من المفترض أن تنطلق باتجاه نقاط التماس مع الاحتلال الإسرائيلي، وأن ينتهي "يوم الغضب" بالطرق الالتفافية والحواجز العسكرية، لقطع الطرق على المستوطنين، كوسيلة ضاغطة عليهم وإيصال رسالة الجماهير الغاضبة.
وسيسود الإضراب الجزئي منذ الساعة الحادية عشرة ظهراً العديد من المؤسسات والوزارات، فيما دعا الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين إلى الإضراب الجزئي في المدارس كذلك، من أجل المشاركة في فعاليات "يوم الغضب".
وأعلنت وزارة التربية والتعليم الفلسطينية عن تخصيص الحصة الأولى في كلّ المدارس حول خطورة القرارات الأميركية الأخيرة بحق القضية الفلسطينية، لزيادة الوعي لدى الطلاب بشأن ما تقوم به الحكومتان الأميركية والإسرائيلية.
من جهتها، أكدت وزارة الصحة الفلسطينية استعداد طواقمها الصحية للتعامل مع أية إصابات قد تنجم عن حالة التصعيد مع الاحتلال وعصابات الاستيطان في "يوم الغضب"، الذي دعت إليه الفصائل الفلسطينية اليوم الثلاثاء.
وطالبت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، صباح الثلاثاء، بأن يكون اليوم يوم غضب شعبي عارم لروح الشهيد الأسير سامي أبو دياك، وأن يعم الغضب والتنديد كافة محافظات الوطن، تزامناً مع غضب الأسرى في كافة معتقلات الاحتلال.
وقالت الهيئة، في بيان لها: "يجب أن تكون المسيرات الشعبية الغاضبة ظهر اليوم في كافة المدن والبلدات الفلسطينية المنددة بالتآمر الأميركي الإسرائيلي على شعبنا وقضيته وسرقة أرضه، باسم الشهيد سامي أبو دياك الذي سقط اليوم نتيجة سياسة القتل الطبي المتعمد".
وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لـ"حركة فتح"، عزام الأحمد، قال أمس الإثنين، في تصريحات لإذاعة صوت فلسطين الرسمية: "إن القوى والفصائل اجتمعت في كافة المحافظات واتخذت التحضيرات اللازمة ليوم الغضب، غداً (اليوم) الثلاثاء، للخروج بصوت واحد لنقول للعالم أجمع إن حقوقنا لا يمكن سرقتها من قبل الاحتلال، ولنؤكد أننا متمسكون بالبرنامج الوطني لمنظمة التحرير ورفضه للإدارة الأميركية المتحالفة مع حكومة الاحتلال، وأنه لا يوجد انقسام، وأننا نقف خلف القيادة وقراراتها برئاسة الرئيس محمود عباس".
من جانبها، دعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، في بيان لها، "السلطة الفلسطينية وقيادتها التي بيدها زمام القرار السياسي، وكذلك اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لإكساب يوم الغضب الفلسطيني، غداً (اليوم) الثلاثاء، أبعاده السياسية، باتخاذ ما يتوجب من قرارات، تعيد النظر بالعلاقة مع الولايات المتحدة، بعدما خطت خطوتها الخطيرة في سياق تطبيق صفقة ترامب – نتنياهو، بالاعتراف بشرعية المستوطنات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة".