عادت أصداء الانقسام السياسي في لبنان، للتردد في مدينة طرابلس، شمالي البلاد، للمرة الثانية خلال أسابيع قليلة، فلم تكد تداعيات زيارة مرشح تيار المُستقبل للرئاسة ورئيس تيار "المردة"، النائب سليمان فرنجية، إلى المدينة تنتهي حتى عادت مفردات الانقسام إلى طرابلس مع زيارة وزير الخارجية جبران باسيل إليها، اليوم السبت.
جولة باسيل تضمنت لقاءات سياسية وشعبية، تخللتها مجموعة مواقف حذّر فيها باسيل "من 5 أخطار تحيط بلبنان، وهي: الصهيونية، الإرهاب، النزوح واللجوء، الفساد".
كما قدّم باسيل مطالعة تاريخية لعلاقة "التيار الوطني الحر" مع المسلمين السنّة والمسلمين الشيعة في لبنان، فاعتبر أن تياره السياسي "تفاعل بكل صدق وعفوية مع المكوّن السني عندما اغتيل الرئيس رفيق الحريري، فقوبلنا بالإقصاء عن انتخابات 2005 عند أول حكومة تشكلت بعد خروج الوصاية السورية وبعد بدء انتفاضة الاستقلال اللبنانية، وفي المقابل فإننا نسجنا تفاهما وطنيا مع المكون الشيعي من منطلق وطني ودافعنا عنه في محاولة استهدافه من عدو إسرائيلي وعدو تكفيري متماهٍ مع العدو الإسرائيلي، ودفعنا الغالي وسنبقى ندفع إيمانا منّا بهذا التفاهم، فبودلنا يوميا بالتعدي علينا وعلى أعمالنا وعلى نزاهتنا وصولا إلى كرامتنا الوطنية".
واستدعت هذه المواقف رداً حاداً من وزير العدل المستقيل أشرف ريفي، الذي اعتبر أن باسيل "تناسى دعم العماد ميشال عون (زعيم التيار الوطني الحر) لحزب الله في 7 مايو/ أيار عام 2008، عندما اجتاح الحزب وحلفاؤه بيروت والجبل، وارتكبت جريمة كبرى".
وقال ريفي في بيان، إن "وثائق ويكيليكس كشفت أنواعا أخرى من التحريض أشد خطورة على النسيج الوطني، وإسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري من الرابية (مقر عون)، كان أيضا في سياق الانقلاب المستمر الذي قاده حزب الله على الدولة والمؤسسات، والذي شارك فيه عون ولا يزال".
وفي مقابل مقاطعة عدد من القوى السياسية الطرابلسية لزيارة المرشح الرئاسي، النائب سليمان فرنجية، في وقت سابق إلى طرابلس، بدعوة من مفتي الشمال مالك الشعار، فإن جولة باسيل قد شملت رئيس الحكومة السابق، النائب نجيب ميقاتي، والوزير رشيد درباس، إلى جانب إلقاء محاضرة في جامعة الجنان. وهي الزياة الثانية لمسؤولين في التيار الوطني الحر إلى الشمال اللبناني في إطار المحاولات التي يبذلها التيار لتأمين دعم الفعاليات الشمالية لترشيح النائب ميشال عون لمنصب الرئاسة الشاغر منذ قرابة العامين.