يستمر القصف الوحشي من قبل طيران روسيا والنظام السوري على مدن وبلدات ريفي إدلب وحلب شمالي سورية.
ووثق "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، اليوم الأحد، مقتل ثلاثة مدنيين، بينهم امرأة، جراء قصفٍ جوي استهدف بلدة سرمين بريف إدلب الشرقي، كما قتلت امرأة جراء غارات جوية نفذتها طائرات حربية روسية على مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، فيما لا يزال عدد القتلى مرجحاً للارتفاع وسط وجود إصابات بحالة خطرة.
وقصف الطيران الروسي وذاك التابع لقوات النظام، عبر عشرات الغارات والبراميل المتفجرة، كلاً من سراقب وريفها وسرمين والنيرب وآفس وحاس وأماكن أخرى بريفي إدلب الشرقي والجنوبي الشرقي، بالتزامن مع قصف جوي روسي مكثف على مناطق متفرقة ضمن الريف الحلبي.
وأفاد مراسل "العربي الجديد" في حلب، بأنّ فصائل المعارضة خرجت من بعض المباني في "جمعية الزهراء" غرب حلب، بعد أن توغلت داخلها، أمس السبت، ضمن معارك طاحنة بينها وبين قوات النظام والمليشيات المساندة لها، ما أوقع خسائر فادحة في صفوف قوات النظام.
وكانت الفصائل قد شنت هجوماً معاكساً، عصر السبت، توغلت من خلاله نحو الكتل الأولى من المباني على محور "جمعية الزهراء" وسيطرت عليها، بعد تفجير عدة مفخخات في مبانٍ كانت تتحصن بها قوات النظام ومليشيات محسوبة على إيران.
وأكدت مصادر من داخل الفصائل، أن الهجوم أسفر عن مقتل حوالي 70 عنصراً من قوات النظام؛ من بينهم ضابط برتبة عميد، بالإضافة لخمسة عناصر من القوات الخاصة الروسية المشاركة في المعارك، مضيفة أنه تم تدمير عدد من الآليات من بينها دبابات وعربات مصفحة، واغتنام أسلحة أخرى.
أما في الريف الجنوبي من حلب، فقد سيطرت قوات النظام على بلدة زيتان، صباح اليوم الأحد، إثر اشتباكات متواصلة، منذ الليلة الماضية، مع قوات المعارضة، التي باتت حالياً في وضعية دفاع لصد هجوم قوات النظام نحو قريتي الحميرة وخلصة، ومنعها من التقدم نحو بلدة الزربة جنوب حلب، التي تعد الهدف القادم لقوات النظام والمليشيات المساندة بعد زيتان.
وفي الريف الشرقي الأوسط من إدلب، سيطرت قوات النظام على كفربطيخ وداديخ في طريق تقدمها نحو مدينة سراقب الواقعة على تقاطع الطريقين الدوليين "أم 5" و"أم 4"، بعد اشتباكات متواصلة مع الفصائل منذ الليلة الماضية.
وكانت قوات النظام قد سيطرت على البلدتين بعد غطاء جوي ومدفعي مكثف من قبل سلاح الجو الروسي ومدفعية النظام، ولا تزال القوات المهاجمة تحاول التقدم باتجاه قريتي تل مرديخ ولوف، دون تحقيق السيطرة عليهما، وخسرت قوات النظام على محورها مجموعة من العناصر خلال عمليات الهجوم يوم الأمس.
أما في الريف الجنوبي من إدلب، فما تزال الاشتباكات مستمرة على محور بلدتي كفرومة وحيش اللتين سيطرت عليهما قوات النظام خلال المعارك الأخيرة، في محاولة لتلك القوات إحراز تقدم هناك لتوسيع السيطرة ولا سيما على قرية حنتوتين، إلا أن خرائط السيطرة لا تزال على حالها، حيث دمرت الفصائل قاعدة صواريخ "كورنيت" لقوات النظام على محور كفرومة صباح اليوم.
ولأول مرة منذ السيطرة عليها من قبل فصائل موالية لتركيا إثر عملية "درع الفرات"، شنت مقاتلات حربية غارة على مدينة الباب شرقي حلب ما أوقع مصابين، حيث تعد المدينة ضمن النفوذ التركي، وهي مشمولة بحظر غير معلن لتحليق الطيران الحربي والمروحي للنظام، إلا أنّ فصائل موالية لتركيا من "الجيش الوطني"، شنت، أمس السبت، هجوماً خاطفاً من محورها باتجاه قرية تادف التي تسيطر عليها قوات النظام ومليشيات محسوبة على روسيا، ما دفع قوات النظام للرد من خلال قصف المدينة.
ثلاثة أرتال جديدة للجيش التركي باتجاه "خفض التصعيد"
في المقابل، يستمر دخول الأرتال التركية لتعزيز نقاط المراقبة لها بريف إدلب أو منطقة "خفض التصعيد"، رغم استمرار المعارك واحتدامها على أكثر من محور سواء بريفي إدلب الجنوبي والشرقي، أو ريفي حلب الغربي والجنوبي.
وذكر مراسل "العربي الجديد" أنّ ثلاثة أرتالٍ ضخمة للجيش التركي دخلت من نقطة كفرلوسين الحدودية مع تركيا، شمالي إدلب باتجاه الجنوب، صباح وظهر اليوم الأحد.
وتشير المعلومات إلى أنّ التعزيزات هي عبارة عن رتل واحد تمت تجزئة دخوله على ثلاث دفعات، يعتقد أن تمركزها سيكون بين بلدة الزربة وأطراف بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي، لإنشاء نقطة تركية جديدة هناك.
وكان رتل تعرض للقصف من قبل الطيران الحربي الروسي في محيط مروره قرب بلدة قناطر بريف حلب الجنوبي، دون تسجيل إصابات ضمن صفوف أفراده أو عتاده.
وبحسب مصادر محلية، فإن قوام الدفعات التي دخلت من كفرلوسين صباح اليوم، ولا تزال مستمرة بالتدفق من النقطة، تجاوزت الـ 150 آلية، بينها دبابات وناقلات جنود وشاحنات عسكرية، بالإضافة للمعدات اللوجستية.
ويشار إلى أن الجيش التركي عمد، في الأيام الأخيرة، لإنشاء ثلاث نقاط له، في محيط مدينة سراقب فقد توزعت النقاط بين جهات المدينة الشرقية والجنوبية والشمالية، بالتزامن مع تقدم قوات النظام بإسناد روسيا ومؤازرة مليشيات موالية لإيران نحو المدينة الاستراتيجية الواقعة على تقاطع الطريقين الدوليين "أم 4" و "أم 5"، في عمق محافظة إدلب.
ويرجح كذلك، أن يقوم الجيش التركي بإرسال تعزيزات من الدفعات التي أرسلها، اليوم، باتجاه النقطة الجديدة التي أنشأها عند مفرق كفرعميم- أبو الظهور شرقي مدينة سراقب، لتحصينها بشكل أكبر.