وقال برلماني لـ"العربي الجديد"، "إنّ كتل التحالف الوطني استغلّت اليوم جلسة البرلمان لبذل جهودها لأجل إفشال مؤتمر المصالحة الوطنية"، مبيناً أنّ "تلك الكتل عقدت اجتماعات مع عدد من النواب السنّة، من الذين تربطهم علاقات معروفة مع الحزب الحاكم".
وأضاف البرلماني أنّ "عدداً من البرلمانيين السنّة حضروا تلك الاجتماعات واللقاءات، ويقدر عددهم بنحو 30 نائباً"، مبيناً أنّ "النواب السنّة اتفقوا على عقد مؤتمر صحافي وإصدار بيان مشترك بأسمائهم يرفضون به عقد مؤتمر المصالحة، وأنّه لا يمثّل المكون السني، في خطوة لإفشاله".
من جهته، عدّ عمار طعمة، رئيس كتلة الفضيلة البرلمانية، (أحد مكونات التحالف الحاكم)، أنّ "المؤتمر السنّي المزمع عقده في بغداد محاولة خاطئة لترسيخ دولة المكونات والانتماءات المناطقية الضيّقة".
وقال طعمة في بيان صحافي، تلاه في مبنى البرلمان، إنّ "المؤتمر يبعث برسالة مقلقة وخاطئة إلى أهالي المحافظات المحرّرة وبقية العراقيين، بأنّه محاولة لتسويق كثير من الشخصيات التي فقدت الجمهور، واستبعاد الشخصيات المعتدلة التي شاركت في بناء الدولة في حربها ضدّ الإرهاب والتطرف وقدّمت التضحيات".
وأكد أنّ "ما يضاعف القلق هو ما صدر من مواقف وتصريحات مسبقة من بعضهم بمطالب تذّكر بأجواء التوتر والاحتقان وتهدّد وحدة العراق"، محذّراً من "الآثار التي قد تنتج عن المؤتمر ومشاركة الشخصيّات المثيرة للجدل فيه، وامتداد التدخّل الخارجي في الإعداد والصياغة لمقرراته ونتائجه، وانعكاسها السلبي على استقرار وأمن المناطق المحرّرة، وإثارة المشاكل التي تهدر جهود القوات المحرّرة".
بدوره، عدّ الخبير السياسي، غالب الشوهاني، أنّ "مخاوف التحالف الحاكم من المؤتمر غير مبرّرة"، وقال خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "التحالف الحاكم يتحدث باسم الديمقراطية والحوار، لكنّ توجهاته واضحة نحو الإقصاء والتهميش".
وأضاف الشوهاني أنّ "المؤتمر المزمع عقده سيكون في بغداد، وأمام أنظار الحكومة، وبموافقتها، لكن بات من الواضح أنّ التحالف الحاكم يخشى من أي تهديد لمصالحه الخاصة، وإمساكه بسدّة الحكم في البلاد، لذا فقد أعلن حربه على المؤتمر بشكل واضح ووجّه كل أسلحته ضدّه".
وأشار إلى أنّ "تحركات التحالف تثبت هشاشة موقفه السياسي وتفككه مع بداية الإعداد للانتخابات المقبلة، الأمر الذي يؤشر إلى إمكانية حدوث تغيير في خارطة التحالفات السياسية للمرحلة المقبلة".
ومع اقتراب موعد عقد مؤتمر المصالحة في بغداد، تتصاعد حدّة مخاوف التحالف الحاكم من نتائجه، محاولاً بشتى الطرق إفشاله وإلصاق التهم بالداعمين لعقده.
وكان مصدر سياسي مطّلع قد أكد أمس، لـ"العربي الجديد"، أنّ كتل التحالف تمهّد لعقد مؤتمر بموازاة مؤتمر المصالحة، مستغلّة نواباً ومسؤولين وشيوخ عشائر من المكون السنّي مرتبطين بالحزب الحاكم، كخطوة لإفشال مؤتمر المصالحة.