وبحسب ما وصل لـ "العربي الجديد"، فإن نحو 90 فلسطينياً قد شاركوا في اللقاء التطبيعي، كما حصل الباص الذي يقلّهم على تسهيلات من الإدارة المدنية للاحتلال الإسرائيلي لاجتياز الحواجز العسكرية الإسرائيلية بسهولة.
ونظمت مؤسسة "أفكار السلام" ومقرّها تل أبيب وتحمل ترخيصاً أميركيا، وتطلق على نفسها "الكونغرس الفلسطيني الإسرائيلي"، الفعالية التي ضمّت طلاب جامعات وأكاديميين ومسؤولين فلسطينيين، حسب ما أكد مديرها إبراهيم عنباوي لـ"العربي الجديد".
وقال عنباوي في تصريحات خاصّة: "نحن في مؤسسة أفكار السلام نهدف لغزو الشارع الإسرائيلي فكرياً، وتحميله مسؤولية ما يجري في الجانب الآخر (أي الفلسطينيين)، وتعطيل عملية السلام، لأنه هو الناخب للحكومات الإسرائيلية المتطرفة وهو القادر على التغيير إذا أراد ذلك".
وتابع: "يجب أن يكون هناك تغيير في الشارع الإسرائيلي، لأن الشارع الفلسطيني جاهز دائماً وأبداً للسلام، إلا أن الشارع الإسرائيلي مغيب ولا يدري ما يدور في الجانب الآخر، من خلال اتهامات الحكومة الإسرائيلية للجانب الفلسطيني بأنه لا يرغب بالسلام، ولا يوجد شريك فلسطيني للسلام".
وقال أيضاً: "لقد أوصلنا اليوم رسالتنا أننا جزء من الشعب الفلسطيني، وجزء من القيادة الفلسطينية ونحن مع توجهات القيادة على أساس الثوابت الفلسطينية؛ دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وهذه أهم رسالة نوصلها إليهم".
وعن المؤسسة التي يديرها، قال عنباوي: "لقد تم ترخيص المؤسسة من قبل مجموعة من الفلسطينيين والإسرائيليين في الولايات المتحدة الأميركية، ورخصنا ترخيصاً إسرائيلياً، حتى نستطيع التحرك بشكل أسهل، ونحصل على تمويلنا عبر التبرعات".
وأضاف: "لدينا موقع على فيسبوك"، مؤكداً أن "هذا المؤتمر رقم 30 الذي نقوم به في الداخل، ونظمنا أربعة مؤتمرات في الولايات المتحدة الأميركية، وثلاثة مؤتمرات في كندا، حتى يعرف العالم ما هي رؤيتنا والإيجابيات التي نملكها".
وعن اللقاء التطبيعي قال: "أمس الجمعة، شارك تقريباً 90 فلسطينياً، جميعهم من الضفة الغربية، وقمنا بالتنسيق مع الإدارة المدنية الإسرائيلية، حيث تقوم المؤسسة برفع قوائم الأسماء للإدارة المدنية، ويمنحوننا التصاريح بسهولة".
وحول المشاركين، أوضح: "شارك أكاديميون وطلاب جامعات، واتحاد الطلبة الفلسطينيين في مدينة نابلس، وكان هناك مجموعة من المخيمات وقرى نابلس، وأريحا، ومجموعة من الطلبة في الخليل، وشاركت معنا الأخت فدوى الشاعر مديرة الداخلية السابقة، ورجل الأعمال طلال العقاد منسق المجموعة في نابلس، ورجال أعمال آخرون من المدينة، والدكتور محمد الدجاني".
وإن كان هناك تنسيق مع المستوى الرسمي الفلسطيني، قال عنباوي: "أنا أقوم بالتنسيق بشكل مباشر مع المخابرات الفلسطينية. وهذا التنسيق متواصل منذ ست سنوات، حيث نقدم لهم قبل الفعالية ما هي الفعالية وأهدافها، وبعد ذلك نقدم لهم تقريراً حول ما هي نتائج هذه الفعالية".
وبالنسبة للتنسيق مع "لجنة التواصل مع المجتمع الإسرائيلي" في منظمة التحرير التي يرأسها عضو مركزية "فتح" محمد المدني، والمكلفة رسمياً من الرئيس بهذا الملف، قال عنباوي: "عملنا فترة مع رئيس لجنة التواصل محمد المدني، وبعد ذلك شعرنا بأن الوضع في اللجنة ليس كما يجب".
وتابع عنباوي: "لجنة التواصل تقول لنا: أقنع الشارع الإسرائيلي يخرج ع الشارع للأسف نحن نحاور اليمين لأن اليسار ميت، أنا مش ناقصني كل يوم أجيب 20 أو 30 شخصاً إسرائيلياً على رام الله يشربوا قهوة ويروحوا"، مضيفاً أن "لجنة التواصل لم تنجز مهمة إخراج الشارع الإسرائيلي إلى الشارع".
غير أنه استدرك قائلاً: "لدينا تواصل مع عضو مركزية في فتح الآن، وسوف يلتقي بأعضاء الكونغرس في اليومين المقبلين، ونضعه في صورة ما جرى خلال الفعالية".
ولم تتمكن "العربي الجديد" من الوصول إلى عضو مركزية "فتح"، الذي ذكره مدير مؤسسة "أفكار السلام" للتأكد من صحّة كلامه.
إلى ذلك، رفض عنباوي وصف الفعالية بـ"التطبيع"، قائلاً: "هذه الفعاليات لا تندرج تحت مسمى التطبيع، وهي كلمة ليست مفهومة حتى الآن، هناك فرق أن أكون أمام وزارة الدفاع الإسرائيلي وأحمل العلم الفلسطيني وأقول أن هذه هويتي الفلسطينية، وأن أصحاب هذا العلم في الجانب الآخر يتعذبون بسببكم، وأن هذا العلم هو هوية".
من جهتها، أكدت عضو مؤتمر حركة "فتح" في المؤتمر السابع، والمدير العام السابق في وزارة الداخلية الفلسطينية فدوى الشاعر لـ"العربي الجديد"، مشاركتها في الفعالية، قائلةً: "لقد شاركت بصفتي الشخصية، وأنا محسوبة على حركة فتح، ولم أرجع للجنة التواصل في هذا الأمر".
وتابعت: "مشاركتي باجتماع أمس في معهد غوتة الألماني في تل أبيب، مع مؤسسة أفكار السلام تركز حول موضوع فتح مفاوضات جديدة بين الشعب الفلسطيني والإسرائيلي".
وقالت: "مداخلتي كانت كالتالي: اتفقنا في آخر اليوم على عدة أمور؛ أولاً يجب أن يكون الحديث حول حل الدولتين. ثانياً؛ الاعتراف المتبادل ويجب أن يكون اعتراف إسرائيل بفلسطين أساسياً ومتبادلاً. ثالثاً؛ إذا كنا نريد الحديث عن مفاوضات لمدة عامين من أجل التوصل لاتفاقية سلام، يجب أن يتم تجميد جميع الأنشطة الاستيطانية بشكل كامل".
وأوضحت الشاعر: "كما اتفقنا على أن يتم الإفراج عن جميع "السجناء" (الأسرى)، لكن تم رفض هذه النقطة بشدة باعتبار أن هناك أسرى قاموا بقتل إسرائيليين"، مشددة "على ضرورة إعطاء الأولوية للأطفال والنساء والكبار في العمر والمرضى، ثم يكون نقاش على المجموعات التالية، لكن يجب الإفراج عن ألف فلسطيني حتى يشعر الشارع الفلسطيني بأن هناك بارقة أمل".
وأوضحت أنّ "هذه مداخلتي التي لا تتعارض مع السياسة الرسمية الفلسطينية".