وأوضحت النيابة في بيان لها أن التقصير في "إدارة الجهاز الذي ورد في تصريحات نائب رئيس المجلس السيادي يجب أن يؤخذ مأخذ الجد"، مشيرة إلى أن "الأمن وسيادة حكم القانون هو الأساس لاستقرار البلاد في هذه المرحلة".
وفي وقت سابق، اتهم نائب رئيس المجلس السيادي، محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مدير المخابرات السابق صلاح قوش بالوقوف وراء ما يجري، ملقياً بالمسؤولية على قيادة جهاز المخابرات التي وجهت العناصر بجمع السلاح، قبل ستة أشهر، وإخلاء مواقعه، فضلاً عن تأخرها في تسليم مرتباتهم، والتي تم مد حسابات الجهاز بها، قبل أكثر من أسبوعين.
وشددت النيابة على إجراء التحقيقات اللازمة للكشف عما حدث بكل أبعاده وإعادة هيكلة جهاز المخابرات وفقاً لمقتضيات الوثيقة الدستورية، وقرارات مجلسي السيادة والوزراء الصادرة في هذا الصدد، مؤكدة أن البلاد في حاجة لجهاز يصون أمنها وليس لترويع المواطنين وزعزعة أمن البلاد والعباد.
وطالبت بالإسراع في رفع الحصانات وتقديم المتهمين للمحاكمات العادلة عن الجرائم التي ارتكبوها في حق المواطنين.
أسلحة ثقيلة من جهة هيئة العمليات
إلى ذلك، قال شهود عيان في منطقة كافوري إنهم سمعوا أصوات أسلحة ثقيلة من جهة مقر هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات التي يتحصن عناصرها فيها بعد تمردهم اليوم الثلاثاء، ولم تصدر الجهات المسؤولة أي بيانات جديدة بعد أحاديث عن بدء الجيش عملية لإخماد التمرد.
أطباء السودان: 5 إصابات لمواطنين
من جهة أخرى، قالت لجنة أطباء السودان المركزية إنها سجلت 5 إصابات لمواطنين جراء إطلاق النار بالقرب من عدد من المقرات الأمنية بالخرطوم.
وذكرت اللجنة أن شابة أصيبت بالرصاص بالكتف نتجت عنها إصابة لشريان رئيسي، وأن حالته مستقرة وتحتاج إلى تدخل جراحي، وأصيب آخر بالرصاص بالفخذ الأيمن، ما أدّى إلى تهتك في العضلات، والحالة مستقرة، عدا إصابة فرد من القوات المسلحة بطلق ناري في الكتف والصدر، مع إصابة أخرى بكسر في اليد إثر طلق ناري.
في السياق، قال عاملون في حقول النفط إن وحدة العمليات التابعة لجهاز المخابرات الوطني أجبرت العاملين في حقلي حديدة وسفيان، غرب البلاد، على إيقاف الإنتاج وطلبت منهم التوجه إلى مساكنهم.
ودان بيان من تجمع العاملين في قطاع النفط والغاز ذلك السلوك الذي وصفوه بالمتفلت من الوحدة وأكد ثقة التجمع بقدرة القوات المسلحة على السيطرة على ما حدث بالحقلين وبالعاصمة تغليباً لمصلحة الوطن ولأمن وسلامة مواطنيه.
وأكد البيان أن العمل في بقية الحقول يسير بصورة طبيعية وأن العاملين بالحقول في أمان.
وسُمع، اليوم الثلاثاء، دوي إطلاق نار داخل عدد من المقرّات التابعة لجهاز المخابرات الوطني السوداني، في الخرطوم، فيما أغلقت قوات من الجيش وقوات "الدعم السريع" كافة الطرق المؤدية إليها، مع تأكيد رسمي أنّ الأمر يتعلق بـ"تمرد" عناصر من الجهاز.
وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ عناصر من هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات رفضت تسليم تلك المقرّات في منطقة كافوري، شرقي الخرطوم، ومنطقة الرياض وسوبا، جنوبي العاصمة، احتجاجاً على عدم حسم مصير الهيئة وأفرادها بعد القرار الذي اتخذه المجلس العسكري في وقت سابق، بإعادة هيكلة الجهاز وحصر مهامه في جمع وتحليل المعلومات فقط، من دون المشاركة في عمليات عسكرية، أو فض التظاهرات أو اعتقال المعارضين.