إدانات ورفض دولي لفضّ المجلس العسكري السوداني اعتصام القيادة في الخرطوم

الخرطوم

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
03 يونيو 2019
9A7FA687-C334-4EAD-8159-5BF2EA303712
+ الخط -
صدرت ردود فعل دولية رافضة لإقدام المجلس العسكري السوداني على فضّ اعتصام أمام مقر قيادة الجيش بالخرطوم، وارتكاب مجزرة خلّفت حتى اللحظة 13 قتيلاً ومئات المصابين والمعتقلين، مستنكرة الأمر، ومحملة المجلس العسكري مسؤولية التصعيد.

وطالبت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه، قوات الأمن السودانية بوقف الهجمات على مخيمات الاحتجاج في العاصمة الخرطوم، والسماح للأطقم الطبية بالوصول إلى المصابين، وفق ما أوردته وكالة "رويترز".

وقالت باشليه في بيان: "آسفة بشدة للاستخدام الواضح للقوة المفرطة في مخيمات الاحتجاج. التقارير عن استخدام قوات الأمن للذخيرة الحية قرب المنشآت الطبية بل وداخلها مقلقة للغاية".
وأضافت "أحث قوات الأمن على وقف مثل هذه الهجمات على الفور وعلى ضمان وصول (أطقم) الرعاية الطبية للجميع على نحو آمن ومن دون عراقيل".

من جانبه، قال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، في بيان، إن الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريس يندد بقوة بالعنف وبتقارير عن استخدام قوات الأمن السودانية القوة المفرطة ضد المدنيين.

وقالت السفارة الأميركية في الخرطوم، اليوم الإثنين، إن "هجمات قوات الأمن السودانية ضد المتظاهرين خاطئة ويجب أن تتوقف، وأن المسؤولية تقع على المجلس العسكري".

وأضافت في تغريدة على "تويتر"، أن "المسؤولية تقع على عاتق المجلس العسكري".

كذلك دعا الاتحاد الأوروبي قياداتِ الجيش السوداني إلى "نقل سريع" للسلطة إلى قوى مدنية، والسماح بالاحتجاج السلمي في البلاد.

وقالت المتحدثة باسم الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية، مايا كوسيانيتش، في مؤتمر صحافي: "نتابع تطورات الوضع عن كثب بما في ذلك هجمات اليوم على المحتجين المدنيين، وندعو المجلس العسكري الانتقالي للعمل بشكل مسؤول واحترام حق الناس في التعبير عن قلقهم"، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وأضافت أن "أي قرار بتكثيف استخدام القوة، لن يكون من شأنه سوى إخراج العملية السياسية عن مسارها.. أولوية الاتحاد الأوروبي ما زالت هي نقل السلطة سريعاً إلى سلطة مدنية".

من جهته، أدان الاتحاد الأفريقي العنف ضد معتصمي العاصمة السودانية الخرطوم، داعياً إلى إجراء تحقيق "فوري" و"شفاف" من أجل مساءلة المسؤولين عن ذلك، في بيان صادر عن المفوضية الأفريقية التي تعتبر الأمانة العامة للاتحاد وجهازه التنفيذي، نشر عبر الموقع الرسمي للتكتّل القاري، وفق ما أوردته وكالة "الأناضول".

ونقل البيان عن رئيس المفوضية التشادي موسى فكي قوله: "ندين بشدة أعمال العنف التي اندلعت اليوم بالخرطوم، وأدت إلى سقوط عدة قتلى وجرح مدنيين".

ودعا فكي إلى "إجراء تحقيق فوري وشفاف، من أجل مساءلة جميع المسؤولين"، داعياً في الوقت نفسه "المجلس العسكري الانتقالي في السودان إلى حماية المدنيين من المزيد من الأذى".

وأشار إلى بيان مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي بشأن السودان، الصادر في 30 إبريل/ نيسان الماضي، الذي طالب الأطراف المعنية بالعودة إلى المفاوضات بشكل عاجل، من أجل التوصل إلى اتفاق شامل، بما يمهد الطريق إلى سلطة انتقالية بقيادة مدنية.

ودعا فكي "جميع الشركاء الدوليين إلى تعزيز الجهود المشتركة، من أجل الوقف الفوري للعنف (في السودان)، والاستئناف السريع للمفاوضات، من أجل التوصل إلى تسوية سياسية".

وجدد عزم الاتحاد الأفريقي على مواصلة إشراك الشعب السوداني ومرافقته، لدعم توطيد اتفاق سياسي يتماشى مع قرارات مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد.

وفي تغريدة على "تويتر"، أعلن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت، إدانته لمهاجمة القوات الأمنية السودانية للمتظاهرين. وكتب في هذا الصدد: "إنها خطوة فظيعة ستقود فحسب إلى مزيد من الانقسام والعنف".

وأضاف في تغريدته: "ذلك لن يساعد السودان في بناء المستقبل الذي يطالب به الشعب. المجلس العسكري يتحمل المسؤولية الكاملة إزاء هذا الفعل، والمجتمع الدولي سيحاسبه على ذلك".


من جهته، قال سفير بريطانيا لدى الخرطوم عرفان صديق: "يساورني قلق شديد إزاء إطلاق النار الكثيف الذي كنت أسمعه من مقر إقامتي، والتقارير التي تفيد بأن قوات الأمن السودانية تهاجم موقع الاعتصام ووقوع إصابات".

وأضاف الدبلوماسي البريطاني في تغريدة له على "تويتر": "لا عذر لأي هجوم من هذا القبيل ويجب أن يتوقف الآن".

إلى ذلك، أدانت فرنسا فضّ اعتصام المحتجين في الخرطوم بالقوة، ودعت إلى إحالة المسؤولين عن أعمال العنف هذه على القضاء.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية في بيان، إن "فرنسا تدين أعمال العنف التي ارتكبت في الأيام الماضية في السودان في قمع التظاهرات (...)، وتدعو إلى مواصلة الحوار بين المجلس العسكري الانتقالي والمعارضة بهدف التوصل إلى اتفاق شامل سريعاً حول المؤسسات الانتقالية".

كما أعربت دولة قطر عن أسفها لقرار فض اعتصام الخرطوم بالقوة، وممارسة قوات الأمن العنف ضدّ المتظاهرين السلميين العزّل من أبناء السودان، معتبرة أنه قد تكون له عواقب خطيرة على مسار التحول السلمي وعلى النسيج الوطني السوداني، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية القطرية.

وبحسب البيان ذاته، ناشدت دولة قطر "المجلس العسكري الانتقالي، أن يوقف ممارسات قوات الأمن ضد المتظاهرين العزّل". كذلك دعت إلى "تغليب صوت الحكمة بالانخراط بشكل عاجل في حوار مفتوح وصادق وجامع لكل أطياف المجتمع السوداني، ولا سيما الشباب الذين حيّاهم المجلس العسكري عند تسلّمه وأثنى على سلميتهم".

بدوره، ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بفض اعتصام الخرطوم، واصفًا الخطوة بأنها "سيناريوهات مؤلمة لا ينساها التاريخ"، وفق ما نقلت "الأناضول".

وقال علي القره داغي، الأمين العام للاتحاد، في بيان له الإثنين، إن يدين "الأحداث المؤسفة التي وقعت اليوم بالسودان وعملية فض الاعتصام بالقوة الغاشمة من قبل القيادة العامة (للمجلس العسكري)".

وأضاف أن "العملية أسفرت عن مقتل حوالي 30 شخصاً على الأقل، بينهم طفل عمره 8 سنوات، إلى جانب إصابة نحو 116 شخصاً بجروح، من دون مراعاة لحرمة رمضان والإنسان".

وحث القيادة العامة في السودان على "عدم تكرار هذه السيناريوهات المؤلمة مرة ثانية والتي لا ينساها التاريخ حتى لا تكون لعنة على من فعلها وعلى بلادهم".

وطالب البيان الشعب السوداني بجميع مكوناته ومؤسساته الوقوف صفاً واحداً أمام هذه "المؤامرة التي تستهدف تحقيق الفوضى الهدامة"، مناشداً الجميع بضرورة تحقيق مصالحة شاملة وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة.

وفجر الاثنين، بدأت السلطات فضّ اعتصام آلاف السودانيين أمام مقر قيادة الجيش بالعاصمة الخرطوم، الذي استمر لنحو شهرين، مستخدمة في ذلك الرصاص الحيّ والغاز المسيل للدموع، وفقاً لوكالة "الأناضول".


وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإن التقديرات الأولية لحصيلة القتلى وصلت حتى الآن إلى 13 قتيلاً، نتيجة لتدخل قوات الأمن، فضلاً عن إصابة المئات، بعضهم إصاباتهم خطيرة، وسط توقعات بارتفاع حصيلة الضحايا نتيجة العنف المفرط الذي استعملته القوات التي تدخلت لفضّ الاعتصام.

ذات صلة

الصورة
سودانيات نزحن إلى القضارف بسبب ويلات الحرب، 6 يوليو/ تموز 2024 (فرانس برس)

مجتمع

حذّرت "هيومن رايتس ووتش" الحقوقية في تقرير أصدرته اليوم الإثنين، من أنّ طرفي الحرب في السودان، وخصوصاً قوات الدعم السريع، ارتكبا "أعمال عنف جنسي واسعة النطاق".
الصورة
متطوعون في مبادرة لإعداد وجبات طعام بود مدني (فرانس برس)

مجتمع

زادت الحرب في السودان عدد المحتاجين الذين وقعوا ضحايا للظروف السيئة وواقع خسارتهم ممتلكاتهم وأعمالهم واضطرارهم إلى النزوح.
الصورة
تحقيق تهريب السوريين

تحقيقات

للمرة الثانية يضطر السوريون إلى ترك كل ما يملكون وراء ظهورهم للنجاة بحياتهم، فراراً من حرب السودان، إذ يسلكون دروباً صحراوية شديدة الخطورة للانتقال إلى مصر
الصورة

سياسة

قالت المنظمة الدولية للهجرة إن نحو 300 ألف شخص فروا من القتال على جبهة جديدة في حرب السودان مع دخول مقاتلين من قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش مدينة ود مدني.