وفي اتصال مع "العربي الجديد"، أوضح قاسمي أن "إيران أوضحت، وبشكل صريح، للأطراف الباقية في الاتفاق بعد انسحاب أميركا منه، أن المطلوب منها هو الالتزام بتعهداتها"، مشدداً على أنه "لم يتحدث أي مصدر رسمي حتى الآن عن المقترحات المقدمة لإيران، وأي أنباء خارجة عن هذا الصدد، من قبيل ما تتناوله وسائل إعلام غربية، التي تنقل تصريحات عن دبلوماسيين غربيين، تراه إيران بلا معنى وأنه غير صحيح".
وتأتي تصريحات قاسمي هذه لتنفي الأنباء التي نشرتها صحيفة ألمانية، اليوم الأحد، والتي ذكرت أن اجتماعاً سيُعقد بحضور الأطراف الأوروبية في الاتفاق إلى جانب روسيا والصين، لبحث مسألة تقديم دعم مالي لإيران مقابل قبولها بقيود تفرض على برنامجها الصاروخي ودورها الإقليمي، موضحاً أن "المصادر المعنية في إيران لم تتطرّق إلى هذا الأمر".
وتابع قاسمي أن "ما تريده إيران في الوقت الراهن هو الحصول على تعهّد من بقية الأطراف كي تلتزم ببنود الاتفاق المدونة سابقاً، ومن المفترض أن تقنع الأطراف الغربية طهران بكيفية تحقق ذلك عملياً في المستقبل، وبناء على ذلك ستتخذ إيران قراراتها لاحقاً"، حسب تعبيره.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "الأمر الطبيعي، الذي أوضحته إيران للمعنيين بالاتفاق، يتعلق بضرورة الالتزام بالبنود بعد انسحاب أميركا"، لذلك أطلقت طهران حواراً مع الغرب، وعقدت اجتماعاً مع أطراف أوروبية في بروكسل الأسبوع الماضي لتبادل وجهات النظر.
الدعم السياسي للاتفاق غير كافٍ
في السياق ذاته، التقى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، بالمفوض الأوروبي لشؤون الطاقة ميغل أرياس كانيته، الموجود في طهران، فنقل له ظريف أن "الدعم السياسي الأوروبي للاتفاق النووي غير كافٍ، وعلى الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات عملية أكثر لاستمرار التعاون الاقتصادي، كما عليه أن يزيد استثماراته في إيران".
وبحسب وكالة "فارس"، ذكر ظريف أن "انسحاب أميركا من الاتفاق النووي رفع من مستوى تطلعات المجتمع الدولي نحو الاتحاد الأوروبي، علّه يحفظ الإنجازات الناتجة عن الاتفاق"، قائلاً إن "تعهد الاتحاد الأوروبي المتعلق بتطبيق الاتفاق لا يتناغم ووجود احتمال بانسحاب بعض الشركات الأوروبية الكبرى من إيران ووقف تعاونها معها".
من جهته، قال كانيته إن "الاتحاد الأوروبي يولي أهمية خاصة ومضاعفة للحفاظ على الاتفاق النووي"، مؤكداً أن الإرادة السياسية للاتحاد تصب في مصلحة تطبيق الاتفاق واستمرار التعاون بين إيران والشركات الأوروبية.
وأضاف أن "انسحاب أميركا من الاتفاق تسبب بمشكلات للأوروبيين، لكن الرسالة التي يريدون إيصالها إلى طهران مفادها بأن الاتحاد الأوروبي يحبّذ استمرار التعاون مع إيران والحفاظ على الاتفاق".
يذكر أن كانيته، الذي وصل إلى إيران أمس السبت، والتقى رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، هو المسؤول الأوروبي الأول الذي يصل إلى طهران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي.
وكان المسؤول الأوروبي قد بحث مع صالحي "سبل منح ضمانات لإيران"، مؤكداً اهتمام الاتحاد الأوروبي باستمرار التعاون الاقتصادي معها، وشرح للمعنيين فيها الآليات التي يبحثها الأوروبيون حالياً لتحقق كل ذلك.
عقوبات تستهدف الأوروبيين
ونقلت وكالة "مهر" الإيرانية، عن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية، علاء الدين بروجردي، قوله إن "الإدارة الأميركية تبحث عن سبل ضغط جديدة، وستعمل على فرض عقوبات جديدة على الأوروبيين وشركاتهم"، حسب تعبيره.
وأضاف بروجردي، الذي قدّم توضيحات عن الجلسة البرلمانية غير العلنية التي عقدها ظريف ومساعده عباس عراقجي مع نواب من البرلمان اليوم الأحد أيضاً، أن هؤلاء تطرقوا للخيارات والسيناريوهات المحتملة، والتي قد تطرأ على الاتفاق، وذكر أن روسيا والصين إلى جانب الأطراف الأوروبية الثلاثة أبدت اهتماماً بالغاً بالحفاظ على الاتفاق خلال لقاء ممثليها بظريف، وهو ما أكده هذا الأخير خلال تلك الجلسة.