وتؤكد مصادر ميدانية متطابقة من "المقاومة الشعبية" وأخرى من جماعة أنصار الله (الحوثيين) لـ"العربي الجديد"، أن المعارك اشتعلت بشدة في ثلاث محافظات خلال الـ48 الساعة الأخيرة. وشهدت محافظة البيضاء، وسط البلاد، هجوماً كبيراً لـ"المقاومة الشعبية" في منطقة رداع، تمكنت خلاله من تحقيق تقدم في مديرية القريشية، بعد معارك مع المسلحين الحوثيين والموالين للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، سقط خلالها العديد من القتلى والجرحى.
في محافظة الجوف، تواصلت المعارك، أمس السبت، لليوم الثاني على التوالي، وأعلنت مصادر "المقاومة" وقوات الجيش الموالية للشرعية السيطرة على مواقع جديدة في مديرية الغيل، وتقدّمت بمساندة غارات جوية، بعدما تقدمت، أول من أمس الجمعة، في مديرية المتون، وسيطرت على مواقع وُصفت بـ"الاستراتيجية".
في صنعاء، أعلن المتحدث باسم "المقاومة الشعبية" في العاصمة، عبدالله الشندقي، أن أكثر من 20 قتيلاً سقطوا وجرح عشرات آخرون من المسلحين الحوثيين وحلفائهم، خلال هجوم نفّذه الجيش اليمني و"المقاومة" على موقع جبل رشح التابع لهم في مديرية نِهم شرق صنعاء، مشيراً إلى سقوط قتيل وإصابة خمسة آخرين من رجال الجيش و"المقاومة" خلال المواجهات.
وجاءت هذه التطورات بالتزامن مع تواصل أخبار عن قدوم تعزيزات من السعودية إلى محافظة مأرب، وسط البلاد، إذ وصلت، خلال الأيام الماضية، أعداد كبيرة من الآليات العسكرية إلى المدينة، والتي باتت مركزاً للقوات الموالية للشرعية، وسط أنباء تتحدث عن التعزيزات باعتبارها تأتي ضمن استعدادات الحسم العسكري، في ظلّ مؤشرات فشل المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في الكويت.
سياسياً، من المقرر أن يصل، اليوم الأحد، إلى الكويت، الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، في جولة شرق أوسطية، يلتقي خلالها المسؤولين الكويتيين، ومبعوثه الخاص، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، والمشاركين من طرفَي مشاورات السلام اليمنية التي تنعقد تحت رعاية أممية منذ أكثر من شهرين في دولة الكويت.
وتتوقع مصادر يمنية قريبة من المشاركين أن يقدّم بان كي مون، خلال الزيارة، خارطة الطريق الأممية، رسمياً، إلى الأطراف المشاركة، بعدما أعلن ولد الشيخ، يوم الثلاثاء الماضي، أمام جلسة خاصة بمجلس الأمن حول اليمن، أنه سيقدم خطة مكتوبة، خلال الأيام المقبلة، للمشاركين في المشاورات، وطلب الدعم اللازم لهذه الخطة.
وبدت جلسات المشاورات، خلال الأيام الأخيرة، شبه مجمّدة، بانتظار زيارة الأمين العام للأمم المتحدة. ويرجح مراقبون أن تكون الأيام المقبلة حاسمة في مسار المشاورات، إما باتجاه إعلان الفشل، أو الاتفاق وانفراج الأزمة. علماً أن طرفَي المشاورات كانا قد أعلنا مواقف تعترض مبدئياً على الخطوط العريضة التي أعلن عنها المبعوث الأممي في خطته، وتتضمن إجراءات أمنية وعسكرية وتشكيل حكومة وحدة وطنية.