كشف مقرر لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي، ملحان المكوطر، اليوم الإثنين، عن زيارة قريبة للرئيس العراقي الجديد، برهم صالح، إلى العاصمة القطرية الدوحة، ضمن جولة جديدة له، هي الثانية منذ انتخابه رئيساً للعراق.
وأوضح المكوطر، في حديث لوسائل إعلام عراقية محلية، أن صالح حريص على استمرار العلاقات الخارجية مع جميع الدول، من دون الدخول في خلافات إقليمية تضر بمصالح البلاد، وأن الأيام المقبلة ستشهد زيارة رسمية له إلى دولة قطر وعدد من الدول الأخرى.
من جهته، شدد عضو البرلمان العراقي عن دورته الحالية، ريبوار طه، على أن المرحلة الحالية للعراق "تتطلب علاقات مميزة مع الجميع"، مبيناً أن العلاقات "يجب ألا تكون ضمن محاور أو استقطابات على حساب أي طرف من الأطراف، بل بما يؤسس لعلاقة عراقية جيدة مع كل المحيط العربي والإقليمي".
واعتبر النائب عن "تحالف الإصلاح"، سلام الشمري، أن الزيارات المقررة للرئيس العراقي "تهدف إلى تطوير العلاقات بين بغداد والدول التي ستشملها جولته الثانية، والتي تقع على مستوى واحد من الأهمية بالنسبة للعراق".
وأكد الشمري أن هذه الزيارات "تحمل أهدافاً غير تلك السياسية، أبرزها العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والتبادل المعرفي والثقافي".
وفي هذا الصدد، رأى الخبير في الشأن السياسي العراقي، إياد الدليمي، أن الرئيس العراقي الجديد "حاول محو صورة سلفه الذي كان يوصف بأنه قليل النشاط، ولم ينجح في الكثير من الملفات، كما في التواصل داخلياً أو خارجياً".
ولفت الدليمي إلى أن "صالح أكثر ديناميكية، كما أنه يحتفظ بعلاقات جيدة مع المحيطين العربي والإقليمي، ويحاول استغلال ذلك لتحقيق مزيد من الاستقرار، مع اعتقاده أنه مؤهل للقيام بمثل هذا الدور". وشدد الباحث العراقي على أن "قطر دولة محورية ومهمة في المنطقة، وسبق أن أعلنت عن استعدادها لتقديم كل الدعم للعراق. ومن هذا المنطلق، فإن الزيارة تعكس رغبة عراقية لتطوير العلاقة مع قطر، وأيضاً هي تمثل رسالة عراقية مهمة، مفادها رغبة بغداد في أن تكون قريبة من جميع القوى بذات المسافة، وهي غير معنية بلعبة المحاور التي يريد البعض أن يزج العراق فيها".
وكان نائب رئيس الوزراء وزير الخارجيَّة القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، قد زار العراق، الشهر الماضي، حيث عقد لقاءات عدة مع المسؤولين العراقيين في بغداد، من بينهم صالح ورئيس الحكومة وزعامات سياسية مختلفة، تركزت على تعزيز العلاقات بين الجانبين، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والقطري، وذلك وفق بيانات صدرت عن الجانبين.