بدء مشاورات السلام اليمنية في السويد

ستوكهولم

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
06 ديسمبر 2018
675DD6EF-9957-4582-B960-6E3546367E86
+ الخط -
بدأت في السويد، اليوم الخميس، مشاورات السلام اليمنية التي ترعاها الأمم المتحدة، وسط تفاؤل حذِر من المبعوث الأممي مارتن غريفيث.

ولا تُظهر التصريحات السابقة والمترافقة لوصول وفدي الحكومة وجماعة الحوثي، إلى قصر يوهانسبورغ في مدينة ريمبو السويدية، قدراً من التفاؤل يجعل استضافة السويد حاسمة لجهة وصول الطرفين إلى اتفاق إنهاء الحرب في اليمن، ولا حتى على الأقل الوصول بالجلسات إلى لقاءات مباشرة وجهاً لوجه.

غريفيث: خطوة مهمة

وفي الجلسة الافتتاحية للمشاورات، قال المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، إن جمع الوفدين اليمنيين في السويد "خطوة مهمة"، معتبراً أن "الأيام المقبلة علامة فارقة، ويجب ألا يتخلى أي طرف عن دوره".

وأوضح المبعوث الأممي أنه سيجري خلال المحادثات "بحث تخفيف العنف، ووضع مطار صنعاء، والتحديات الاقتصادية، والاتفاق بشأن تبادل الأسرى، وهي من جملة أمور أخرى يمكن أن تكون وصفة لنجاح المحادثات".

كذلك أعلن المبعوث الأممي عن توقيع أطراف النزاع اتفاقاً لتبادل الأسرى والمعتقلين "سيسمح بلمّ شمل آلاف الأسر"، متعهداً بالعمل، خلال الأيام المقبلة، من أجل التوصل إلى اتفاق يخفف معاناة اليمنيين.

وحذّر غريفيث من أن الوضع في اليمن "قد يؤدي إلى مجاعة"، وأن "مؤسسات اليمن في خطر، والتشرذم مصدر قلق هائل".

واعتبر غريفيث أن "اليمنيين هم من يقررون بأنفسهم مستقبل بلدهم"، في معرض ردّه على تغيّب إيران والسعودية والولايات المتحدة عن هذه المباحثات.

وأضاف "لا أتفق أن الأمم المتحدة تريد أن تنقذ الحوثيين، ولكن نحاول أن نحافظ على القناة التي تُبقي اليمنيين على أرض الواقع، وهذا ما يزال صالحا وضمن صلاحياتي".

وتابع "لم أقل إنني متفائل، ولكن يحدوني الطموح أن تحقق الأطراف شيئاً لأبناء اليمن، الأمر يتعلق بالأطراف اليمنية نفسها"، مشيراً إلى أن المفاوضات اليمنية تجري في سياق معقد جدا، بمشاركة سفراء من الدول المختلفة.

من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية السويدية، مارغو إليزابيث والستروم، ضرورة وقف الكارثة في اليمن، داعية الأطراف المتنازعة إلى إجراء مفاوضات بنّاءة.

وبحسب معلومات لـ"العربي الجديد"، فإن وزير الخارجية السويدي الأسبق، كارل بيلدت،  "منخرط بشكل كبير وشخصي في محاولة لتعزيز فرص خروج اليمنيين بقاعدة إيجابية، للانطلاق نحو تطبيق مبادرات السلام المتفق عليها سابقا في المنطقة، ومنها المبادرة الخليجية والقرارات الأممية".

تصعيد متبادل

وقبل بدء المشاورات رسميا، كانت الحكومة اليمنية قد طالبت الحوثيين بالانسحاب بشكل كامل من مدينة الحديدة.

ونقلت وزارة الخارجية اليمنية، في تغريدة على "تويتر"، عن وزير الخارجية خالد اليماني، الذي يرأس وفد بلاده إلى السويد، مطالبته بـ"خروج المليشيات الانقلابية من الساحل الغربي بالكامل، وتسليم المنطقة للحكومة الشرعية"، في إشارة إلى مدينة الحديدة ومينائها الذي يشكل شريان حياة رئيسياً لملايين اليمنيين.

في المقابل، هدد الحوثيون بإغلاق مطار صنعاء أمام طائرات الأمم المتحدة، في حال لم يفتح أمام الطيران المدني.

وقال رئيس ما تسمى "اللجنة الثورية العليا" التابعة للحوثيين، محمد علي الحوثي، في تغريدة على موقع "تويتر"، إنه "إذا لم يتم فتح مطار العاصمة اليمنية للشعب اليمني، في مشاورات جولة السويد، فأدعو المجلس السياسي والحكومة إلى إغلاق المطار أمام جميع الطيران".

وأضاف: "يتحمل مسؤولو الأمم وغيرهم الوصول إلى صنعاء كما يصل المرضى والمسافرون اليمنيون الذين يحتاجون، كما قيل لي، إلى ما يقارب 15 ساعة حتى يصلوا برّاً".





توقعات حذرة

وعلى الرغم من الأجواء الإيجابية التي رافقت التحضير لهذه الجولة من المفاوضات، يبدي اليمنيون مع ذلك مخاوف من تجدد سيناريو الفشل، آخذين في الاعتبار تجارب المحادثات السابقة.

وفي هذا الصدد، قالت الصحافية والناشطة الحقوقية اليمنية القادمة من الحديدة، منال قايد، إن مشاعر اليمنيين كانت "وكأننا وحدنا، والعالم لا يكترث إن قتل 10 أو 100 يومياً، أطفالاً كانوا أم كباراً، الناس في اليمن تكره الحرب، فالجوع والكوليرا ينتشران". وبالنسبة لقايد، فإن انطلاق المباحثات اليوم "فرصة أخيرة للوصول إلى السلام ووقف الحرب".

أما الصحافي اليمني عيسى الرهيجي، فعبّر عن عدم تفاؤله بشأن نتائج هذه المشاورات، معتبراً أن "حظوظ نجاح هذه الجولة لا تتجاوز 50 في المائة"، حسب توقعاته.

لكن مصدراً يمنياً اعتبر، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الوضع يبدو مختلفاً هنا، فالضمانات التي قدمها المبعوث الدولي مارتن غريفيث ليست فقط ضمانات صادرة عنه، بل أيضاً من التحالف الإماراتي السعودي، الذي يجد نفسه تحت ضغوط شديدة لإيجاد مخرج من الحرب والأزمة في اليمن"، لافتاً إلى أن "خطوات بناء الثقة، خصوصاً إخراج نحو 50 جريحاً من صنعاء إلى عُمان، والدخول الآن في نقاش حول تبادل الأسرى، بعد التوقيع الأولي، ووقف الهجوم على الحديدة سابقاً، مهدت الطريق للقدوم إلى السويد".


ذات صلة

الصورة
وفد أممي في مخيم نازحين سوريين في إدلب - سورية - 14 أكتوبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

زار وفد من الأمم المتحدة مدينة إدلب السورية، للاطلاع على أوضاع مواطنين سوريين وصلوا أخيراً بعد مغادرتهم لبنان وسط العدوان الإسرائيلي المتصاعد هناك.
الصورة
غوتيريس خلال المقابلة في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، 16 سبتمبر 2024 (فرانس برس)

سياسة

وقعت أكثر من 100 دولة عضو في الأمم المتحدة على رسالة لدعم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس رداً على إعلان إسرائيل أنه "شخص غير مرغوب فيه".
الصورة
جنود إسبان من "يونيفيل" قرب الخيام، 23 أغسطس 2024 (أنور عمرو/فرانس برس)

سياسة

تُظهر الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" وكأن القوة الأممية باتت في آخر أيامها في لبنان.
الصورة
المرض في غزة

اقتصاد

مع دخول حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة عامها الأول، حولت آلة الحرب الإسرائيلية مناطق وأحياء سكنية كاملة إلى كومة من الركام بعد تدمير 75% من المباني.