من المقرر أن ينعقد، اليوم الأحد، في العاصمة الإيطالية روما، لقاء بين نائب وزير الخارجية التركي، فريدون سينيرلولو أوغلو، وبين رئيس طاقم المفاوضات الإسرائيلي، يوسيف تشاخنوبر ونائب مستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، يعقوف نيجل.
وأوضحت مصادر إسرائيلية مختلفة، أن لقاء اليوم سيكون حاسماً، وينتظر أن يتم التوصل فيه بشكل نهائي إلى مسودة الاتفاق، وإعدادها لمصادقة حكومتي البلدين عليها.
ووفقا لما نشرته صحيفة "هآرتس"، فإن التقدم في المفاوضات بين الطرفين جاء في الأسابيع الأخيرة، بعد أن قام رئيس الموساد الإسرائيلي، يوسي كوهين، بزيارة سرية لتركيا، قبل نحو أسبوعين، لبحث شروط إسرائيل في كل ما يتعلق بنشاط حركة "حماس" في تركيا.
وأضافت الصحيفة، أن الاتفاق المتبلور بين تركيا وإسرائيل، ينص على دفع إسرائيل تعويضات بمبلغ 20 مليون دولار لعائلات ضحايا السفينة مرمرة، الذين سقطوا بنيران البحرية الإسرائيلية عند اعتراض السفينة في مايو/أيار 2010، واستشهاد 11 متطوعا تركيا كانوا على متنها.
إلى ذلك، فقد تم الاتفاق بين الطرفين، على إبقاء مقارّ لحركة "حماس"، ولكن بشرط أن تحصر الحركة نشاطها في المجال السياسي بدون أي نشاط عسكري. وكانت إسرائيل طالبت بداية بإغلاق مقار الحركة وترحيل عناصرها، خاصة القيادي صالح العاروري، بادعاء أنه أسس قاعدة عسكرية للحركة، نظمت عدة عمليات ضد إسرائيل في الضفة الغربية.
في المقابل، تعهدت إسرائيل بالسماح لتركيا بتنفيذ مشاريع تنمية في قطاع غزة، بما في ذلك إنشاء منشآت لتحلية مياه البحر، ومحطة لتوليد الكهرباء، ومستشفى، ونقل المساعدات والبضائع إلى قطاع غزة عبر ميناء أسدود.
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإنه في حال تم الاتفاق بصورة نهائية على المسودة، فقد يعقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، مساء اليوم، أثناء تواجده في روما، مؤتمرا صحافيا للإعلان عن التوصل إلى الاتفاق النهائي.
وفي حال تم الاتفاق نهائياً، فإنه من المتوقع أن يعلن البلدان عن استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، وهو ما قد يفتح الطريق أيضا إلى عودة التعاون العسكري والمناورات المشتركة بين الطرفين.
ومن المقرر أن يناقش الكابينيت الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية، الأربعاء، مسودة الاتفاق، وأن يصادق عليها نهائيا، لكن التوقيع على الاتفاق رسميا سيرجأ إلى بعد أسبوعين، حتى يتسنى أيضا للحكومة التركية إلغاء التشريعات الخاصة بمحاكمة جنرالات جيش الاحتلال الإسرائيلي بتهمة جريمة الحرب، على خلفية العدوان الأخير في صيف 2014 على غزة، والقادة العسكريين الذين كانوا ضالعين في عملية اعتراض السفينة التركية "إيفا مرمرة".
ومن المقرر أن يلتقي رئيس الحكومة الإسرائيلية، في روما، اليوم، بوزير الخارجية الأميركي، جون كيري. كما ينتظر، بحسب بيان صادر عن ديوان نتنياهو، أن يلتقي برئيس الوزراء الإيطالي ماثيو رينتزي.
وذكر ديوان نتنياهو، أنه سيبحث مع كيري جملة من القضايا الإقليمية، بينها الملف الفلسطيني والأوضاع في سورية. كما سيبحث نتنياهو، بشكل خاص، مع كيري، موضع المبادرة الفرنسية، والتقرير المرتقب للرباعية الدولية حول الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة، والجمود في العملية السلمية.
وكانت مصادر إسرائيلية قد ذكرت، في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن نتنياهو سيبحث مع كيري، سبل وإمكانيات إطلاق تحرك إقليمي للالتفاف على المبادرة الفرنسية، التي أعلنت إسرائيل عن رفضها.