تزامناً مع سحب الإمارات بعض قواتها العسكرية من مناطق يمنية خلال الأيام الماضية، تثير زيارات الوفود الإماراتية المتكررة إلى طهران تساؤلات حول أسباب الزيارات، وما إذا كانت لها صلة بموضوع سحب القوات من اليمن، أم أنها تتجاوز ذلك إلى سعي إماراتي لتهدئة الأمور مع طهران.
وفي هذا السياق، كشف المستشار السابق في وزارة الدفاع الإيرانية، أمير موسوي، أن مسؤولين إماراتيين زاروا طهران أخيرا وأن زياراتهم لا تزال متواصلة، قائلا إن "المباحثات بين الطرفين جارية وثمة مؤشرات حول احتمال حدوث تقارب ما".
وفي مقابلة تلفزيونية الخميس الماضي، ألمح وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى أن شيئا ما يحدث خلف الكواليس بين طهران وأبوظبي، قائلا "إن هناك مؤشرات على أن الإمارات بصدد اتخاذ سياسات جديدة في المنطقة، وهذا يصب في مصلحة حكومتها". لكن ظريف لم يشر خلال حواره التلفزيوني إلى وجود مباحثات بين بلاده والإمارات، مع تأكيده أن إيران "مستعدة لدعم الإمارات والسعودية في حال انفصلتا عن الفريق باء".
ويقصد ظريف بالمجموعة "باء" كلاً من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون.
وأضاف الدبلوماسي الإيراني السابق، أمير موسوي في حوار مع موقع "فرارو" الإيراني، أن "الإمارات تلقت رسالة حادة خلال استدعاء الخارجية الإيرانية القائم بأعمال سفارتها لدى طهران"، على خلفية انطلاق الطائرة المسيرة الأميركية التي أسقطها الدفاع الجوي الإيراني خلال الشهر الماضي من الأراضي الإماراتية.
وأشار موسوي إلى أن الخارجية حذرت أبوظبي "من تحركاتها السرية ضد طهران"، قبل أن يؤكد أن "الحكومة الإماراتية أخذت الرسالة على محمل الجد بأن القوات المسلحة الإيرانية لن تسكت إذا ما تكررت هذه الحوادث".
وزعم موسوي أن أبوظبي "تعلم أن أي حركة صغيرة ضد إيران ستؤدي إلى انهيار منشآت وأمن هذه الدولة الزجاجية"، على حد وصفه، مشيرا إلى أن طهران أكدت لوفد إماراتي زارها أخيرا ضرورة تخلي الإمارات عن تصرفاتها وسياساتها العدائية تجاه إيران.
ولفت إلى أن المسؤولين الإيرانيين وضعوا الإماراتيين أمام "تفاصيل تصرفاتهم"، مؤكدين أنه "يتم رصد ما تقوم به الأجهزة الاستخباراتية الإماراتية في كل من العراق وسورية ولبنان".
وفيما أشار موسوي إلى "وجود فرصة لتعيد الإمارات النظر في سلوكها"، أكد أن اللقاءات والمباحثات بين طهران وأبوظبي مستمرة، متوقعا التوصل إلى "التوقيع على اتفاقية عدم الاعتداء بين دول المنطقة في حال اتبعت الإمارات سلوكا مناسبا".
وأضاف المستشار السابق في وزارة الدفاع الإيرانية "عندي علم بأن الزيارات مستمرة وربما تحقق نتائج"، قائلا إن أبوظبي "حصلت على تطمينات من طهران بأنها لا تسعى إلى الانتقام منها".
واعتبر موسوي أن الانسحاب الإماراتي من اليمن "خطوة واحدة"، داعيا أبوظبي إلى اتخاذ خطوات أخرى تجاه إيران.
وتابع "الإمارات فهمت أن عليها معرفة حدودها وأنها لا تملك شيئا سوى المال والدعم الإسرائيلي والأميركي"، مضيفا أنها "أصبحت تتجه نحو طهران وأنه في حال تخلت عن سياساتها، فإن إيران مستعدة لتحتضنها كدولة صغيرة جارة".
كما أكد موسوي أنه "كلما تقترب منا الإمارات تنخفض المواجهات في المنطقة"، معربا عن قناعته أن أبوظبي "باتت تعلم أن لصبر إيران حدوداً ولذلك وصلوا إلى نتيجة أن عليهم أن يتراجعوا قليلا أمام إيران، لكننا ننتظر ماذا سيحدث في المستقبل".
وعلى صعيد العلاقات الإيرانية السعودية، كشف موسوي أن بلاده تلقت أخيرا رسالة من السعودية عبر سويسرا، لكنه لم يوضح فحواها، مشيرا إلى أنه "في حال رأت السعودية أن الإمارات تقترب من إيران، فهي أيضا ستغير مواقفها".