ولفت "كيوبرس" في تقرير صادر عنه، إلى أن الاحتلال يسعى إلى ذلك عبر استعادة تركيب جزئيات من أوانٍ وموجودات أثرية وجدت في تراب الأقصى، عبر مشروع تزوير وتهويد واسع تطلق عليه اسم "مشروع تنخيل تراب جبل الهيكل" وهو المسمى الاحتلالي الباطل للمسجد الأقصى، في موقع مخصص لذلك على تلة الصوانة شرقي المسجد الأقصى، بدعم مالي وإشراف من جمعية "إلعاد" الاستيطانية.
وأضاف أن "القائمين على مشروع التنخيل ينوون عرض قطع أثرية في تراب الأقصى المذكور، في معرض خاص يوم الخميس القادم في موقع البؤرة الاستيطانية مركز الزوار- مدينة داوود، الواقع جنوب المسجد الأقصى، ومن ضمنها ما يدعون أنه مقطوعة أثرية فريدة عبارة عن تجميع واستعادة لبلاط فخم كان قد تم تبليطه في ساحات المسجد الأقصى، في عصر هيرودوس، على أنه جزء من البلاط الفخم لساحات الهيكل الثاني".
ويدعي القائمون على مشروع "تنخيل تراب الهيكل" أنه تم الكشف عن 600 قطعة أثرية هي أجزاء من بلاط فخم تم استعماله في البلاط الفخم للمسجد الأقصى "الهيكل"، حسب تسميتهم، منها 100 قطعة من عهد "الهيكل الثاني"، إبان تجديد البناء الهيرودياني، حسب ادعائهم.
وتزعم الباحثة في علم التبليط الأثري القديم فرنكي شنايدر، أنها استطاعت عبر مقارنات وعمليات حسابية وتأريخية تجميع قطع كاملة للبلاط الفخم في المسجد الأقصى، على أنه من فترة الهيكل الثاني، وهو أمر غير مسبوق، ويدل على فخامة المبنى في ذلك العصر قبل نحو 2000 عام (37 ق.م إلى 4 ق.م)، الأمر الذي أثنى عليه عالم الآثار الإسرائيلي العامل والداعم لمشروع "التنخيل" د. جبريئيل جباي.
ولفت "كيوبرس" إلى أن مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية سابقاً بقيادة الشيخ رائد صلاح، وبالتنسيق وتحت إشراف وإدارة دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، كانت قد قامت نهاية التسعينيات من القرن الماضي بأعمال ترميم واسعة في المسجد الأقصى، خاصة في المصلى المرواني بالمسجد، نبع منها استخراج أطنان من الأتربة الممزوجة بالحجارة من موقع العمل، ونقل قسم منه إلى خارج المسجد الأقصى.
لكن سلطات الاحتلال قامت لاحقاً بالسيطرة على ذلك التراب ونقلته إلى منظمات قامت بدورها بعمليات تنقيب أثري مستعينة بأثريين معروفين بتوجهاتهم الأيديولوجية اليمينية والتلمودية، ونفذوا عدة مشروعات تهويدية منها ما أطلقوا عليه "مشروع تنخيل تراب جبل الهيكل".