كشف القيادي بـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، غازي حمد، تعليقاً على الصورة التي حصلت عليها الحركة أخيراً من داخل مقر جهاز الأمن الوطني المصري بلاظوغلي، وتُظهر اثنين من أعضائها المختطفين، عن أن سفراء دول أجنبية وممثلين عن منظمات توسّطوا لدى مصر للكشف عن مصيرهم.
وتُظهر الصورة اثنين من أعضائها الأربعة الذين اختطفوا في وقت سابق بعد مرورهم من معبر رفح داخل الأراضي المصرية، في إجراء مفاجئ وقتها، أثناء توجههم للسفر إلى الخارج.
وأضاف حمد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "الجانب المصري يصرّ على إنكار وجودهم، على الرغم من أنهم اختفوا في منطقة تخضع للسيادة المصرية وبين نقطتين للجيش المصري خلال مرورهم، بشكل شرعي، وحصولهم على كافة التصاريح بالمرور".
وقال حمد إن "الهدف من الكشف عن الصورة ونشرها هو الضغط الشعبي، وتحريك الرأي العام الدولي من الجانب الإنساني، إذ إن أُسر هؤلاء الأربعة تنتظر معرفة مصير أبنائها".
وقال القيادي نفسه، والذي يعدّ مسؤول سلطة المعابر في قطاع غزة والمستشار السياسي لرئيس الوزراء سابقاً في حكومة الحركة: "نأمل من الأخوة المصريين الكشف عن مصير أعضاء الحركة الأربعة، والذي لا يزال غامضاً حتى الآن"، لافتا إلى أنه "كنا قد أوصلنا أمر أعضاء الحركة المختفين إلى أعلى مستوى، وفاتحنا الأخوة في المخابرات المصرية خلال لقاء وفد الحركة بهم في مارس/آذار الماضي، ورفض الجانب المصري الاعتراف بوجودهم لديه".
وحول الاتهامات التي توجهها بعض الأجهزة الأمنية المصرية للحركة بالتخابر مع أطراف مصرية داخلية، وإمكانية الربط بين ذلك والصورة التي سرّبتها الحركة من داخل أحد المقرات الأمنية المهمة، قال المتحدث ذاته: "نشر الصورة يأتي في إطار محاولات تحريك الملف الذي يصرّ الجانب المصري على إغلاقه"، متابعاً: "وفي ما يتعلق بموقفنا من مصر فهو معروف للجميع، فحماس ترفض التدخل، سواء السياسي أو الأمني أو العسكري، في الشأن المصري، بل على العكس نحن حافظنا على الأمن المصري على الحدود بين قطاع غزة ورفح المصرية".
وعلى صعيد ربط بعض وسائل الإعلام المصرية بين ملف مختطفي "حماس" واختفاء ثلاثة ضباط شرطة مصريين في أعقاب "ثورة 25 يناير" على الحدود بين غزة وسيناء، أبدى حمد تعجبه قائلاً: "حماس أكدت على عدم علاقتها بهذا الأمر، وقدمت أدلة دامغة تثبت براءتها منه لأجهزة المخابرات المصرية"، مشددا: "من العار في عقيدة "حماس" المساس بسوء بأي جندي مصري".
وأضاف: "هناك معلومة لا يعرفها أحد، وهي أن الجانب المصري كان قد طلب منّا مساعدته في البحث عن رفات جنود مصريين لقوا حتفهم في الخمسينيات بمنطقة خان يونس، وساعدناه في الوصول إلى هذه الرفات والحفاظ عليها، فكيف لنا إذا أن تمتد أيدينا بسوء لضباط وجنود مصريين الآن؟".
وكانت قناة "الجزيرة" الفضائية قد نشرت، أمس، صورة قالت إن حركة "حماس" حصلت عليها، وتوضح وجود اثنين من أعضائها الأربعة الذين اختطفوا داخل سيناء المصرية بعد مرورهم من معبر رفح في طريقهم إلى خارج مصر، داخل مقر الأمن الوطني بلاظوغلي في القاهرة، وقد ظهروا في حالة إعياء شديد نتيجة التعذيب.
تجدر الإشارة إلى أن الجانب المصري كان قد تراجع، في وقت سابق، عن عقد لقاء مع "حماس" كان مقرراً الشهر الماضي، بعد أن قام جهاز المخابرات بتحديد الموعد ثم التراجع عنه، من دون إبداء أسباب لقيادة الحركة.
وتقول مصادر مصرية سياسية أثارت ملف المختطفين مع مسؤولين أمنيين مصريين، إن أعضاء الحركة الأربعة لم يكونوا في رحلة علاجية كما قالت "حماس"، وإنما كانوا في طريقهم إلى تركيا، ومنها إلى إيران، في مهمة تدريبية على أسلحة جديدة، من دون أن تكشف المصادر عن أي تفاصيل أخرى أو رد الأجهزة الأمنية بشأنهم.