قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن بلاده تتعامل مع منظمة فتح الله غولن الإرهابية على أنها "خلايا سرطانية"، لافتا إلى أنه يتم فصل المنتمين لهذه المنظمة من العمل في المؤسسات العامة من أجل الحفاظ على الدولة.
جاء ذلك في مقابلة تلفزيونية مع قناة "روتانا خليجية"، تم بثها مساء الأحد، وتناول خلالها الرئيس التركي آخر المستجدات الإقليمية والمحلية.
وقال أردوغان إن "منظمة غولن الإرهابية نتعامل معها كأنها خلايا سرطانية؛ لذا نفصل المنتمين إليها (من العمل في المؤسسات العامة) للحفاظ على الدولة. هذه المنظمة من تقف وراء الانقلاب بهدف الاستيلاء على الدولة وعلى مفاصلها. تسرّع عناصر هذه المنظمة في موعد الانقلاب في 15 يوليو/ تموز، وكشفوا عن أنفسهم بأنفسهم".
وأضاف "كنا نعرف الذين ينتمون لمنظمة غولن، لكننا لم نكن نعرف أنهم خونة، ولا يمكن وصف هذه المنظمة على أنها جماعة إسلامية بل هي منظمة إرهابية".
وردا على اتهام البعض لتركيا بمعاملة حركة "الخدمة" التي يتزعمها فتح الله غولن مثلما فعلت مصر مع جماعة الإخوان المسلمين، عقب إطاحة قادة الجيش بالرئيس محمد مرسي في يوليو/ تموز 2013، قال إن "التطورات في مصر مختلفة تماما عن تركيا، وزير الدفاع في مصر عبد الفتاح السيسي، آنذاك، انقلب على رئيس الدولة، بعد ذلك قاموا بإجراء انتخابات صورية وليست واقعية، من ثم تبوأ السيسي منصب الرئاسة".
واستدرك كلامه بالقول "لكن تركيا ليست كذلك، فعندما وجهت نداءً للمواطنين بالتوجه إلى الميادين، خرج مئات الآلاف إلى الميادين، وتحدوا طائرات الـ أف 16 التي كانت تحاول إخافتهم، وأنا افتخر بشعبي، وقد ألهم الله الشعب النصر".
وأشار أردوغان إلى أن "هذا الشخص (السيسي) كان وزيرا للدفاع في عهد الرئيس مرسي. تصور أن وزير الدفاع في بلد يأتي وينقلب على رئيس الدولة؛ هذا الأمر لا يمكن القبول به".
على صعيد متصل، اشترط الرئيس التركي، إطلاق سراح مرسي وجميع المسجونين على خلفية الإطاحة به لتطبيع العلاقات مع القاهرة.
وقال أردوغان: "الحكم الحالي في مصر هو حكم الانقلاب. ليس هناك حكومة جاءت بطريقة ديمقراطية. حدث انقلاب على الشرعية في مصر، ولا بد من تصحيح هذا الخطأ، ولا بد من فتح المجال أمام الديمقراطية".
وأضاف أن "الرئيس مرسي الذي انتخب بأغلبية 52 في المائة من الشعب المصري موجود في السجن، وكثير من أصدقائه، وحُكم على بعض منهم بالإعدام، فلا بد من حل هذه المشكلة".
وأضاف "إذا تم إطلاق سراح هؤلاء يمكن البدء في تطبيع العلاقات، فلا يوجد مشكلة بيننا وبين الشعب المصري، وهناك روابط تاريخية بيننا".
واعتبر الرئيس التركي أنه "من المفيد جدا أن تكون هناك علاقات تجارية مع مصر، لكن على مستواي لا أقبل أن يكون هناك اتصال، وأعتبره أمرا غير أخلاقي".
وفي ما يخص قانون "جاستا" الذي يحق للولايات المتحدة بموجبه مقاضاة السعودية، أعرب عن "أسفه" إثر تمرير واشنطن القانون، مؤكدا أن "تركيا ستقف بجانب السعودية من خلال إجراءات قانونية، كما ستدرس مع السعودية الرد المناسب من كافة الجهات على هذا القانون الذي يخالف المنطق، فكيف تحاسب دول على جرائم أشخاص". وأكد على أن التنسيق مع السعودية "مستمر دائما وبشكل مكثف خلال الفترة الأخيرة".
(الأناضول)