واستغل نتنياهو افتتاح السنة الدراسية، اليوم، لزيارة إحدى المدارس الابتدائية العربية في قرية طمرة الزعبية، في مرج بن عامر، ومخاطبة طلبة الداخل الفلسطيني من الصف الأول في المدرسة، فدعاهم إلى "التمسك بالتعليم، وأن يكبروا ليكونوا ما يريدون، وأن يكونوا مواطنين صالحين أوفياء لدولة إسرائيل".
وتأتي زيارة نتنياهو في إطار الزيارات التي يقوم بها المسؤولون الإسرائيليون في يوم افتتاح السنة الدراسية، وقد انتهزها رئيس حكومة الاحتلال لتوجيه "النصائح" لطلاب الداخل الفلسطيني بأن يتعلموا ويدرسوا اللغات العربية والعبرية والإنجليزية والعلوم، والتاريخ، تاريخ الشعب اليهودي، و"تاريخ جمهوركم".
وزاد نتنياهو على ذلك بقوله للطلبة إن عليهم، أيضاً، أن يتعلموا الحقيقة، وهي أنه "كتب علينا العيش معا مندمجين في دولة إسرائيل".
يأتي ذلك فيما تمارس حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة العنصرية والتهميش والانتهاكات ضدّ فلسطينيي الداخل. كما تعمل إسرائيل من أجل الاعتراف بها كدولة يهودية.
وقد جاءت زيارة نتنياهو، التي وثقها موقع "يديعوت أحرونوت"، عقب تصريحات عنصرية صدرت عنه ضد الفلسطينيين في الداخل، خصوصاً بعد عملية إطلاق النار في مركز تل أبيب العام الماضي، والتي نفذها مواطن فلسطيني من قرية عرعرة في المثلث، يدعى نشأت ملحم، بحيث ادعى نتنياهو يومها أن "حكومة إسرائيل لن تسلم بأن يشكل المجتمع الفلسطيني في الداخل دولة داخل دولة".
في المقابل، اختار وزير الأمن الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أن يزور مدرسة مستوطنة سوسيا جنوب الخليل، التي تقوم على أراض لقرية سوسيا الفلسطينية، التي قرر الاحتلال هدمها. وأعلن ليبرمان أن إسرائيل ترفض قيام منظمات أوروبية ووكالات دولية بتشجيع البناء "غير المرخص" في قرية سوسيا، بحسب زعمه.
وكان 2.2 مليون تلميذ من مختلف المراحل التعليمية عادوا اليوم إلى مقاعد الدراسة في دولة الاحتلال، منهم أكثر من 400 ألف تلميذ فلسطيني يدرسون في أكثر من 2800 مدرسة عربية في الداخل.
وبينت معطيات رسمية لوزارة التربية والتعليم هذا العام أن الطلاب العرب في المراحل الثانوية يحصلون على ميزانيات تقل بنحو 36 في المائة عن ما يحصل عليه الطلاب اليهود، فيما أكد محرر الشؤون التعليمية في صحيفة "هآرتس"، أور كاشتي، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أن الفجوة بين التعليم العربي في مختلف مراحله وبين التعليم اليهودي في إسرائيل، على اختلاف تياراته، تصل بالمجمل إلى نحو 70 في المائة.
وتنعكس سياسة التمييز هذه في نهاية مسار التعليم العربي على نسبة الطلبة الذين ينجحون في امتحانات التوجيهي وفي استصدار شهادة توجيه (بجروت)، إذ لا يتجاوز معدل النجاح القطري للمدارس العربية في هذه الامتحانات الـ54 في المائة، علما أن أعدادا كبيرة من الطلاب لا يتقدمون لامتحانات التوجيهي، أو يقدمون امتحانات بمستويات تعليمية لا تؤهلهم للانتساب للجامعات والدراسات العليا لاحقا.