وتحت عنوان "40 عاماً على الثورة الإسلامية الإيرانية: التعاون الإقليمي الآفاق والتحديات"، ألقى خرازي محاضرة مساء السبت في العاصمة القطرية الدوحة، عبّر فيها عن أمله بلقاءات أخرى لتعزيز العلاقات بين إيران وقطر، للوصول إلى الأمن والسلام الإقليمي"، وحول علاقات بلاده بالدوحة قال: "احترامنا الخاص لقطر جارتنا أمر أساسي، ورغم أن بعض السياسات لا تتواءم مع إيران، ولكن ما نثني عليه هو مقاومة هذه الدولة للعقوبات التي فرضتها الدول الأخرى"، في إشارة إلى الحصار الذي تفرضه كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر منذ 5 يونيو/ حزيران 2017.
وأضاف خرازي أن التحالف الذي تقوده السعودية في مصر واليمن ليس ببعيد، ونكران حق أحد الحلفاء (قطر) تحت ذريعة عدم الإذعان يأتي مصداقاً لما تلا الربيع العربي من عدائية أفضت إلى تدمير الموارد الطبيعية في المنطقة وبذرت بذور الشقاق بين دولها.
وبشأن الربيع العربي، قال وزير خارجية إيران الأسبق إنه "وصل إلى طريق مسدود بسبب تدخل العملاء الأجانب وزبانيتهم، ما زاد التنافس في المنطقة وأصبح أعداء الأمس أصدقاء اليوم"، حسب وصفه.
في تطرقه إلى الحرب اليمنية، قال خرازي إن "الحوثيين والزيديين يريدون أن تكون لهم حصة في الحكومة اليمنية"، مؤكداً أن "القصف السعودي قتل الأبرياء"، وأن "أميركا وصلت إلى قناعة بأنه لا فائدة من هذه الحرب".
وأضاف أن "الولايات المتحدة الأميركية تدعم السعودية لأنها تحتاج إلى أموالها، وأخذت من الرياض 400 مليار دولار في أشياء لا معنى لها"، بحسب تعبيره، لافتاً إلى أن واشنطن تسعى إلى "الإمبريالية المالية" من خلال القوة العسكرية والسلطة المالية، ومشيراً إلى أن سياسة الرئيس الأميركي دونالد ترامب "لم تزعج إيران فقط، وإنما الأوروبيين حلفاء الولايات المتحدة".
وحول الوضع الأفغاني، قال خرازي "اليوم بعد 17 عاماً وصل الجميع إلى خلاصة بأنه لا فائدة من الوجود الأميركي في أفغانستان، لأنه لم يخفف من عمليات سفك الدماء، بل زادها أكثر واقتنعت واشنطن بضرورة السلام".
وفي تناوله الوضع الداخلي، قال المسؤول الإيراني إن بلاده حققت نجاحات من دون الحاجة إلى أي دعم خارجي، مؤكداً أن سياسات إيران هي نفسها منذ الثورة، وتسير وفق الدستور الإيراني ولم تتغيّر، على حد تعبيره.
وأضاف أن "ما ينبغي على دول المنطقة هو الحوار والقرار الجماعي للوصول إلى السلام والأمن من دون التدخل الأجنبي"، مشيراً إلى أن "إيران مستعدة للبدء بالحوار والتعاون مع جميع دول المنطقة لتضع تحت تصرفها خبراتها التي اكتسبتها طيلة الأعوام الأربعين الماضية".