وفي تصريحات صحافية له على هامش مؤتمر حول "الأمن الإقليمي في مرحلة ما بعد داعش" عُقد اليوم في طهران، قال ظريف إن بلاده قدمت مساعدة في الحرب على الإرهاب من خلال "استشارات عسكرية"، مشدداً على أن "داعش والتطرف لا يزالان يهددان المنطقة والسلم الدولي، وهو ما يحتاج إلى ترتيبات معينة تستند إلى التنسيق بين أطراف المنطقة ككل".
وفي ما يتعلق بالملف السوري، قال ظريف إن طهران تعتبر مقررات محادثات أستانة مخرجاً لخفض التوتر، متهماً "مجموعات إرهابية" بالتصعيد في سورية، والولايات المتحدة الأميركية بـ"التخريب". وطالب وزير الخارجية الإيراني، واشنطن، بوقف سياساتها، التي رأى أنها ترمي إلى السيطرة على مناطق غنية نفطياً في سورية، وإلى إثارة البلبلة والإبقاء على حالة النزاع في المنطقة.
وفي سياق منفصل، أكد ظريف أن بلاده لن تتفاوض حول ملف منظومتها الصاروخية، معتبراً أن بعض الدول التي تتخوف من صواريخ إيران "عليها أن تسأل نفسها عن الأسلحة التي في حوزة بعض جيرانها". وفي هذا الشأن، تساءل الوزير الإيراني "ألا يوجد في السعودية صواريخ يزيد مداها عن 2500 كيلومتر، وصواريخ أخرى قابلة لحمل الرؤوس النووية؟".
وانتقد ظريف السياسات السعودية، قائلاً إن "بعض الدول فقدت كرامتها، وتحاول شراء أمنها من خلال صفقات ودفع مبالغ تصل قيمتها إلى 116 مليار دولار، بينما تدفع إيران على أسلحتها مبالغ تتراوح بين 12 و16 مليار دولار فقط".
وفي ما خصّ الاتفاق النووي، علق ظريف على التصريحات الأميركية التي تضع شروطاً لبقاء واشنطن في الاتفاق من خلال موافقة إيران على بنود ثانية ترتبط بالصواريخ وحقوق الإنسان ونشاطات الحرس الثوري الاقتصادية، فقال إنها ليست شروطاً جديدة، ولكنها "ليست بمكانها".
وطالب ظريف، المجتمع الدولي، بأن يدرك أن بلاده ملتزمة بتعهداتها، موضحاً أن أميركا تحاول الفرار إلى الأمام من خلال عدم تطبيق التعهدات التي تقع على عاتقها في الاتفاق، عبر وضع شروط جديدة "غير قابلة للتفكير"، وأن بلاده "تطالب الجانب الأميركي بالالتزام بما عليه".
إلى ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، في حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، إن طهران لن تدخل في مفاوضات تمسّ أمنها القومي أو برنامجها الدفاعي الصاروخي، مؤكداً رفض بلاده كل شروط الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في هذا الصدد.
وأكد نوبخت أن بلاده "ستخرج من الإتفاق إذا لم تكن قادرة على حصد مكتسباتها، لكنها لن تكون الطرف الذي سيخرقه وسينتهكه أولاً، وإنما سترد على الإجراءات التي يتخذها الآخرون فيه".