تخوفات مصرية من اعتداءات قبل بطولة الأمم الأفريقية

21 مايو 2019
أصيب 19 سائحاً في التفجير أمام المتحف المصري(فرانس برس)
+ الخط -
كشفت مصادر أمنية مصرية أنّ الرئيس عبد الفتاح السيسي أصدر تعليمات إلى وزير الداخلية محمود توفيق، برفع حالة الاستعداد الأمني في البلاد إلى الدرجة القصوى، عقب حادث تفجير عبوة ناسفة أمام المتحف المصري الكبير بالقرب من منطقة الأهرامات، أول من أمس الأحد، أثناء مرور حافلة يستقلها 25 سائحاً من دولة جنوب أفريقيا، ما أسفر عن إصابة 19 منهم بخدوش سطحية نتيجة تهشم زجاج الحافلة. وقالت المصادر في حديث خاص لـ"العربي الجديد"، إنّ "هناك تخوفات لدى مؤسسة الرئاسة من التداعيات الأمنية للحادث الأخير، كون الحافلة السياحية كانت تقلّ سائحين من دولة أفريقية، قبل نحو شهر من تنظيم البلاد لكأس الأمم الأفريقية لكرة القدم، في الفترة من 21 يونيو/حزيران إلى 19 يوليو/تموز المقبلين، الأمر الذي يستدعي رفع حالة التأهب الأمني في مواجهة احتمالات شنّ هجمات إرهابية أخرى في محيط العاصمة القاهرة".

وأضافت المصادر أنّ "رئيس الجمهورية يعوّل كثيراً على استقرار الحالة الأمنية قبل فعاليات كأس الأمم الأفريقية وخلالها، ليتمكّن من تصدير صورة جيدة إلى الخارج حول نجاح تنظيم البطولة"، محذرةً من الآثار السلبية الناتجة عن تعرّض البلاد لأي اعتداءات إرهابية محتملة خلال الأسابيع القليلة المقبلة، خصوصاً أنّ مصر فازت بتنظيم كأس العالم لكرة اليد في عام 2021، وهو ما يتطلّب إظهار حالة الاستقرار التي تعيشها البلاد.

وحسب المصادر، فإنّ الفترة السابقة على تنظيم مصر للبطولة الأفريقية ستشهد حالة من الاستنفار الأمني في جميع المحافظات، وعلى وجه الخصوص القاهرة، والإسكندرية، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، التي سوف تستضيف ملاعبها مباريات البطولة، وذلك في محاولة لطمأنة الوفود الأفريقية القادمة إلى البلاد، لا سيما أنّ مصر لديها رصيد وافر من حوادث العنف في الملاعب.

وتفقد السيسي، أول من أمس الأحد، الاستعدادات والإجراءات التنظيمية الخاصة ببطولة كأس الأمم الأفريقية، ومنظومة استخراج بطاقات المشجعين، وحجز التذاكر، بالتزامن مع إطلاق التميمة الرسمية للبطولة، وذلك بحضور مساعده للمشاريع القومية شريف إسماعيل، ورئيس الوزراء مصطفى مدبولي، ومدير الاستخبارات العامة عباس كامل، ووزير الشباب والرياضة أشرف صبحي، ورئيس الاتحاد المصري لكرة القدم هاني أبو ريدة.

وعلى الرغم من امتناع وزارة الداخلية عن إصدار بيان رسمي حول حادث استهداف سائحي جنوب أفريقيا، والاكتفاء بإرسال إفادة معممة للصحف والمواقع الإلكترونية حول أن الحادث ليس إرهابياً، ويعود إلى انفجار جسم غريب على نزلة الطريق الدائري في اتجاه ميدان الرماية، إلا أنّ الوزارة خرجت بعد ساعات قليلة بإعلان توجيه "ضربة استباقية" لعناصر ادعت أنهم من جماعة "حسم"، التي تصر على نسبها إلى جماعة "الإخوان المسلمين"، رغم النفي المتكرر من الجماعة لذلك، ما أسفر عن مقتل 12 من أعضائها في مدينتي 6 أكتوبر والشروق.

وزعمت وزارة الداخلية أنّ "معلومات وردت إلى قطاع الأمن الوطني بالوزارة، تفيد بصدور تكليفات من قيادات الجناح المسلح لتنظيم الجماعة في الخارج، إلى عناصر حركة حسم المسلحة التابعة لها، بهدف تنفيذ سلسلة من العمليات العدائية خلال الفترة المقبلة، وإحداث حالة من الفوضى في البلاد"، في حين أنّ ذلك ليس بعيداً عن عمليات التصفية الجسدية للمعارضين المختفين قسرياً بواسطة أجهزة الوزارة، في أعقاب أي اعتداء إرهابي.

وعلى غير المعتاد، لم يرسل المركز الإعلامي لوزارة الداخلية صوراً للضحايا الذين قتلوا تحت مزاعم "تبادل إطلاق النار" في بيان تصفيتهم، على وقع حديث خبراء في الطب الشرعي مع "العربي الجديد"، وكذلك مع وكالة "رويترز"، حول أن أغلبية الصور المتعلقة بتلك الوقائع "تظهر بوضوح قتل الضحايا من مسافات قريبة، وبطلقات مباشرة في الرأس أو الصدر أو الظهر"، بما يؤكد أنها عمليات "قتل جماعي".

وسبق لمصر أن استضافت البطولة الإفريقية أربع مرات آخرها في عام 2006، إلا أنّ هذه النسخة ستكون أكبر مناسبة رياضية تستضيفها البلاد منذ ثورة 25 يناير/كانون الثاني 2011، التي تلتها سنوات من عدم الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، أدت إلى منع المشجعين من حضور المباريات المحلية لفترات طويلة، وإجراء مباريات الدوري الممتاز حتى الآن من دون جمهور في أغلب الأحيان.

ومثلت مذبحة "استاد بورسعيد" في 1 فبراير/شباط 2012، أحد أبرز أحداث العنف المرتبطة بالملاعب المصرية، حين قتل 74 مشجعاً من أنصار النادي الأهلي، إثر صدامات خلال مباراة الفريق والنادي المصري، إلى جانب أحداث استاد الدفاع الجوي في 8 فبراير 2015، التي راح ضحيتها 22 من مشجعي نادي الزمالك، بسبب التدافع على بوابات استاد دار الدفاع الجوي قبل مباراة في الدوري العام بين النادي وفريق إنبي.

المساهمون