تشهد منطقة طرابلس المطار، جنوب العاصمة الليبية، اشتباكات مستمرة منذ مساء أمس الثلاثاء، في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام محلية ليبية عن خلافات بين مسلحي قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر داخل منطقة ترهونة، الواقعة 95 كلم جنوب شرق العاصمة.
وأكد المتحدث باسم عملية "بركان الغضب" التابعة لحكومة الوفاق، محمد قنونو، أن الاشتباكات مستمرة في محور طريق المطار وصولا إلى كوبري قصر بن غشير، بعد أن حققت قوات الحكومة تقدما ملحوظا في المنطقة، فيما تحاول قوات حفتر الحفاظ على مواقعها في المنطقة.
وقال قنونو، في حديث لــ"العربي الجديد"، إن "سلاح الجو تمكن من تنفيذ غارة جوية على معسكر بورشادة قرب غريان دمر خلالها مخزنا للذخيرة"، مشيرا إلى أن الغارة كانت ناجحة جدا، وأدت إلى مقتل عدد من مسلحي حفتر.
وفي غضون ذلك، أكدت وسائل إعلام ليبية محلية اندلاع اشتباكات مسلحة، ليلة الثلاثاء، بين كتائب حفتر القادمة من الشرق ومليشيا اللواء السابع من ترهونة، على خلفية قصف جوي نفذته طائرات حفتر على موقع للواء في منطقة وادي الربيع بطريق الخطأ.
وبحسب تقارير إعلامية، فإن القصف استهدف تمركزا للواء التاسع، ما أدى إلى مقتل العشرات، وتسبب في خلافات بين مسلحي اللواء وكتيبة تابعة لحفتر قادمة من الشرق تتمركز داخل ترهونة.
وفيما لم تؤكد تلك التقارير نتيجة الاشتباكات، أكدت أن مسلحي اللواء التاسع طالبوا قيادة قوات حفتر بإخراج كتائبهم من داخل المدينة، والاتفاق مجددا على تحديد المحاور والمواقع واستقلالية اللواء التاسع بتمركزاته.
ويعرف اللواء التاسع محليا باسم مليشيات "الكانيات"، بسبب قيادته من قبل ثلاثة إخوة من عائلة الكاني من ترهونة، وكان قبل أن يتحالف مع حفتر في حربه على طرابلس يعرف باسم اللواء الثامن، ويتبع وزارة دفاع حكومة الوفاق، وشن هجومين على طرابلس في أكتوبر/ تشرين الأول وإبريل/ نيسان الماضيين، قبل أن تنهزم قواته أمام قوة حماية طرابلس وقتها.
وكانت وزارة الداخلية بحكومة الوفاق قد أكدت، خلال بيان لها الأسبوع قبل الماضي، تورط مليشيا "الكانيات" في جرائم ضد المدنيين، منها تنفيذ عمليات تصفية وإخفاء قسري وعمليات سطو مسلح.
من جانب آخر، أعلن مركز الطب الميداني التابعة لحكومة الوفاق إصابة أحد المسعفين بشظايا جراء استهداف سيارة إسعاف بصاروخ موجه للمرة الرابعة.
وأوضح المركز، في بيان له ليلة الثلاثاء، أن استهداف الصاروخ الموجه تسبب في تدمير سيارة وإصابة أخرى، أثناء تأدية طاقم الإسعاف واجبهم الإنساني في إنقاذ الجرحى والمصابين وفتح ممرات آمنة للمواطنين العالقين في مناطق الاشتباك.
واعتبر بيان المركز الطبي الميداني استهداف الطاقم الطبي جريمة غير مبررة، داعيا المنظمات المحلية والدولية والأممية إلى حماية المدنيين وتحييد الأطقم الطبية.