أشار المتحدث باسم عملية "البنيان المرصوص"، محمد الغصري، إلى قرب نهاية معركة سرت ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات المسلحة بين "سرايا الدفاع عن بنغازي" والقوات التابعة لخليفة حفتر، حول مدينة أجدابيا شرق البلاد.
وقال الغصري لـ"العربي الجديد" إن القصف المدفعي والجوي لا يزال متواصلاً على المعقل الأخير للتنظيم بمجمع واغادوغو الحكومي، موضحاً أنّ وجود خلايا متحركة في بعض الأحياء السكنية، لم يعد يفيد "داعش" في ظل الحصار الخانق المضروب عليه.
وأضاف "لقد ضعفت قوة التنظيم بشكل كبير، إذ تراجعت محاولات الفرار وفتح الممرات، بالإضافة إلى تراجع قوة نيرانه بشكل كبير"، مشدداً على أن إضعافه، من خلال حصاره، كان الاستراتيجية التي راهنت عليها "قوات الرئاسي"، التابعة للمجلس الرئاسي، منذ البداية، بدلاً من الدخول في مواجهات مباشرة معه داخل الأحياء السكنية".
ودون أن يحدد موعداً لانتهاء المعارك بالمدينة، قال "لا نعتقد أن قوات التنظيم ستكفيه أكثر من أيام معدودات قادمة".
وفي شرق البلاد، لا تزال القوات الموالية لحفتر تواصل صد هجمات "سرايا الدفاع عن بنغازي"، التابعة لدار الإفتاء، في المناطق الواقعة بين أجدابيا وبنغازي.
وبحسب مصادر محلية، فإن الطيران التابع لحفتر قصف، طيلة أمس وصباح اليوم، عدة تمركزات تابعة لـ"قوات السرايا"، وسط تضارب في الأنباء بشأن السيطرة الحقيقية على القرى الواقعة بين أجدابيا وبنغازي، وهي قرابة أربع قرى. لكن الطرفان يؤكدان أن الاشتباكات على الأرض تدور بشكل كبير في قرية الرقطة القريبة من أجدابيا، في مؤشر على تراجع "قوات السرايا" التي كانت تسيطر على منطقة سلطان القريبة من بنغازي.
وشهدت العاصمة طرابلس احتجاجات شعبية، أمس، على خلفية استمرار انقطاع التيار الكهربائي لمدة تصل إلى 10 ساعات يومياً، وتزايد سوء الأحوال المعيشية.
وقد أقدم محتجون من منطقة سوق الجمعة، القريبة من قاعدة بوستة، مقر حكومة الوفاق السابق، على إغلاق طريق الشط الرئيسي بطرابلس، وحرق الإطارات، فيما سمعت أمس، أصوات إطلاق أعيرة نارية بكثافة في محيط مقر قاعدة بوستة، في محاولة لاقتحام المقر، بحسب ما أفاد شهود عيان، إذ اقتحمت مجموعة مسلحة مقر شركة "ليبيانا" للاتصالات ظهر الأمس، في حادث لم تتأكد صلته بالاحتجاجات.
وامتدت الاحتجاجات ليل أمس إلى أحياء أخرى بالعاصمة، من بينها حيا قرقارش والأندلس، لتصل إلى مناطق أخرى خارج العاصمة، منها العلوص والخمس وزليتن، بحسب ما أفادت مصادر محلية، في الوقت الذي لم يصدر أي رد فعل رسمي من الجهات الحكومية على تحركات المحتجين.
دولياً، دعا المبعوث الأممي إلى ليبيا، مارتن كوبلر، إلى توحيد مؤسسة الجيش في البلد، مشدداً على أهمية رفع حظر السلاح عن ليبيا لمساعدتها في "مكافحة الإرهاب".
وتأتي تصريحات كوبلر، بعد لقائه مع الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أمس الثلاثاء بالقاهرة، قبل ساعات من لقائه المرتقب مع اللواء خليفة حفتر، قائد الجيش المعين من برلمان طبرق، اليوم الأربعاء.
وبحسب مصادر خاصة من البرلمان، فإن كوبلر سيلتقي، خلال الساعات القادمة في القاهرة، مع حفتر لمناقشة عراقيل تنفيذ الاتفاق السياسي وإمكانية إسناد دور لحفتر في مؤسسة الجيش القادمة ضمن حكومة الوفاق الليبية.
وكان كوبلر قد اجتمع، مساء أمس الثلاثاء، مع عضو المجلس الرئاسي علي القطراني، ممثل قوات حفتر في المجلس الرئاسي، ووصف المبعوث الأممي، على صفحته الشخصية في "تويتر"، اللقاء بـ"الودي" نوقشت خلاله "جميع الخيارات المتاحة في إطار الاتفاق السياسي للخروج من المأزق".