فيما لا يزال مسرح المعركة جنوب العاصمة الليبية طرابلس يشهد تبادلاً للضربات الجوية، ورغم الهدوء الحذر في مختلف محاور القتال على الأرض، إلا أن مصادر مطلعة تتحدث عن استعدادات في صفوف قوات حكومة الوفاق ومليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، لمعركة جديدة تتوسع خلالها رقعة الاشتباك.
وكشفت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، عن استعداد حثيث من قبل طرفي القتال، لشن هجوم واسع قد يؤدي لتوسع رقعة المعركة لتشمل مناطق جديدة.
وكشف مصدر برلماني، موال لحفتر من طبرق، عن استعداد قيادة قوات حفتر لإطلاق "ساعة صفر" جديدة، تهدف لتنفيذ عملية واسعة باتجاه طرابلس، مرجحاً أن يكون موعدها أول أيام عيد الأضحى.
ونفى المصدر، في حديث لـ"العربي الجديد"، علمه بالتفاصيل العسكرية للهجوم المقبل لكن معلوماته تؤكد الاستعداد لشن هجوم وشيك يعد له حفتر بشكل دقيق.
وكشف المصدر بعض التفاصيل، قائلاً "يتم الإعداد لهجوم جوي مكثف بعد وصول دعم عسكري جديد، من ضمنه ست طائرات إماراتية مسيرة"، مشيراً إلى أن الحملة الجوية ستستهدف مصراته وسرت ومواقع الجيش في غريان وجنوب طرابلس.
وأكّد المصدر أن قادة حفتر يعولون بشكل كبير على تدمير أهداف ومراكز هامة لقوات حكومة الوفاق تزامناً مع تقدم على الأرض.
ورجّح المصدر أن يتمكن حفتر من التقدم في مواقع جديدة، لكنه لفت في المقابل إلى أن "طموح حفتر في السيطرة الكلية على طرابلس تراجع بشكل كبير"، موضحاً أنّ "هدفه يتوقف على السيطرة على مواقع جديدة جنوب طرابلس وحولها لا سيما منطقة القربولي شرق طرابلس والزاوية غربها".
ويبدو أن عزم حفتر على إطلاق حملة عسكرية جديدة باتجاه طرابلس معلومة ليست غائبة عن قوات حكومة الوفاق، التي أعلنت بدورها التحشيد العسكري.
طيران أجنبي على خط المعركة
وأعلن قائد المنطقة العسكرية الغربية التابعة لقوات الجيش بقيادة حكومة الوفاق، اللواء أسامة جويلي، عن اتخاذ قواته إجراءات، وصفها بـ"غير المتوقعة"، تحسباً لهجوم جوي على العاصمة طرابلس.
وأشار الجويلي، خلال مقابلة مصورة نشرتها عملية "بركان الغضب"، إلى أن الهجوم الجوي الوشيك على طرابلس "خارجي"، في إشارة لإمكانية مشاركة طيران أجنبي في العملية المقبلة.
وذكر الجويلي أن معلومات استخباراتية أشارت إلى استعدادات لشن ضربات جوية من خلال استقدام جهات خارجية، مؤكداً استعداد قيادة الجيش لصد أي هجوم، وأن الهجوم "سيكون له ردة فعل وإجراءات مضادة غير متوقعة".
استعدادات للسيطرة على قاعدة الجفرة
بالتزامن، أكّد أحد القادة الميدانيين بقوات حكومة الوفاق في محور وادي الربيع، لـ"العربي الجديد" وجود استعدادات كبيرة لاقتحام منطقة ترهونة وعملية أخرى تتجه للسيطرة على قاعدة الجفرة.
ووجهت قوات حكومة الوفاق ضربة جوية، الجمعة الماضية، لقاعدة الجفرة، تمكنت خلالها من تدمير مركز رئيسي لتسيير طائرات، وتدمير طائرة نقل عتاد عسكري ومقاتلين بالإضافة إلى قتل عدد من المرتزقة الأفارقة الذين يقاتلون في صفوف حفتر.
وفيما تعد ترهونة المحاذية لطرابلس في جنوبها الشرقي القاعدة الأولى لهجوم حفتر على الأرض باتجاه طرابلس، تعد قاعدة الجفرة، الواقعة على بعد 550 كيلومترا جنوب غرب طرابلس، المركز الرئيسي لقيادة عملياته على طرابلس بعد سقوط غريان، نهاية الشهر الماضي، كما تتواجد فيها مراكز إطلاق وتسيير طائرات إماراتية دون طيار تستهدف مواقع الجيش.
إلى ذلك، أعلن المركز الإعلامي لغرفة علميات "الكرامة"، التابع لقوات حفتر، شنّ غارات جوية، أمس الثلاثاء، على مواقع لقوات حكومة الوفاق في محور عين زاره وفي مدينة غريان.
بينما أكّد مكتب الإعلام الحربي، التابع لحكومة الوفاق، استهداف سلاح الجو "تجمعات لمليشيات حفتر في الكازيرما والكايخ وما بعد الأحياء البرية بمحور المطار جنوب العاصمة".
وعلى الرغم من إعلان طرفي القتال شن ضربات جوية إلا أن أيا منهما لم يشر إلى اشتباكات على الأرض خلال الساعات الماضية.
وخلفت الحرب التي أطلقها حفتر على طرابلس منذ إبريل/نيسان الماضي أكثر من ألف قتيل، فيما تجاوز عدد الإصابات 5 آلاف جريح، بحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية.