ونشر مثقفون وكتاب ومسرحيون وسينمائيون وشعراء بارزون في الجزائر بيان "الانحياز إلى الشعب، وإلى صفّ شعبنا وضميره الحي"، أعلنوا فيه "رفعه إلى الشّعب الجزائري، بوصفه المالك الحقيقيّ والشّرعي للسّيادة والسّلطة، وذلك ليكون شاهداً وشهيداً بأننا نرفض الاستمرار في مهزلة الدّيمقراطية المزيّفة، ونرفض دولة العسكر والعمائم والجهويات المقيتة ومشعوذي التاريخ المزوّر، ونعلن رفضنا له وإصرارنا على مقاومة هذه المغامرات الخطيرة، ولأننا نريدها دولة مدنية، ديمقراطية، لكلّ الجزائريين، تحقّق بهم ولهم قيم الحرّية والعدالة والمساواة".
وأيد البيان دعوات إنشاء "مجلس وطني تأسيسي، مهمته وضع دستور ديمقراطي وعرضه على استفتاء شعبي حر، وتحضير انتخابات رئاسية وبرلمانية وإنشاء الهيئة الوطنية للعدالة والمصالحة". واعتبر أنه "بعد أكثر من نصف قرن على اختطاف الاستقلال والدّولة من طرف عُصبة مشكوك في انتمائها لهذا الوطن وفي ولائها للدّولة الجزائرية، استولت على السّلطة بطريقة غير شرعيّة، وصادرت كلّ الحريات ومارست كلّ أشكال الاستبداد، وضيّعت عليهم الكثير من الفرص التاريخية في استكمال هدف التحرير وتحقيق أحلام الشّهداء والمناضلين".
ومن بين الموقعين على البيان، الشاعر ميلود خيزار والكاتب حمري بحري والكاتب الناقد محمد بن زيان والروائي عبد الوهاب بن منصور، والناقد السينمائي عبد الكريم قادري، والروائي إبراهيم سعدي، والشاعر المعروف بوزيد حرز الله، والمسرحي محمد شرشال، والمطرب فؤاد ومان، فيما يلتحق بهم بشكل مستمر عدد كبير من المثقفين.
وأكد المثقفون الجزائريون أن الهدف من وراء خطوتهم "المساهمة في استعادة دولتنا المختطفة، لنبنيها مدنيّة على أسس الحرية والديمقراطية والعدالة والمساواة، دولة تحتضن كلّ أبنائها، لا تتسلّط فيها جماعة أو إيديولوجيا أو جهة على الآخرين، ولا تحتكر قيم المجتمع ولا تستخدم ثرواته لاحتكار السلطة. فلا معنى لاستعادة الأرض دون استعادة الإنسان، في جوهره، وقيمه، وتعدّد مرجعياته وأشواقه".
وبرأي المثقفين في الجزائر، فإن "النظام (الحاكم) ليس لديه إرادة ولا استعداد ولا قدرة على إصلاح الدّولة، وهذا النّظام، الذي يتفاخر بإنجازاته العظيمة، ويمنّ بها على الشعب، يدرك أنّها منجزات لا ترقى إلى مستوى تطلعات هذا الشعب، وأنها لم تكن عادلة جغرافياً، ولم تحترم في إنجازها معايير الكلفة والآجال والمطابقة، كما يفترض، بل كانت فرصة لنهب مال الشعب".