قال قائد غرفة العمليات في قاعدة خاتم الأنبياء للمضادات الجوية الإيرانية، علي رضا الهامي، إن هذه القاعدة أرسلت تجهيزات صاروخية جديدة إلى الشريط الحدودي الغربي
لإيران، القريب من
إقليم كردستان العراق، للرد على أي اعتداء، بحسب تعبيره.
ونقل موقع وكالة تسنيم عن الهامي قوله إن قاعدة خاتم الأنبياء أشرفت على المناورات البرية التي انطلقت في تلك المناطق قبل يومين، مشيراً إلى أن وظيفتها تتعلق بتأمين وتغطية التدريبات العسكرية ومناورات
الحرس الثوري والجيش في المناطق الغربية من إيران.
وأضاف أن سلاح المضادات والدفاعات الجوية يغطي تلك المناطق وأجواءها، ويستخدم رادارات وأجهزة رصد ذكية، فضلاً عن تجهيزات صاروخية وأمنية ومنظومات اتصالات لمراقبة التهديدات.
وفي ما يتعلق بموقف إيران الرافض
لاستفتاء انفصال كردستان العراق، اجتمع وزير الدفاع الإيراني، أمير حاتمي، بالسفير التركي لدى طهران، هاكان تكين، اليوم الثلاثاء، وبحثا عناوين ترتبط بالعلاقات الثنائية وآخر التطورات المتعلقة بالمنطقة وكردستان العراق.
وأبدى حاتمي قلقه مما سمّاه التبعات الأمنية التي سيتركها الاستفتاء، قائلاً إن إيران تخالف أي خطوة من شأنها تغيير شكل الجغرافيا والحدود لدول المنطقة، وترفض تقسيمها بالمطلق.
وأضاف أنه يأمل أن يكون قادة كردستان العراق قد فهموا الرسالة جيداً، بعد إغلاق إيران معابرها الجوية مع الإقليم.
وذكر أيضاً أن إيران تدعم التوجهات السياسية التي تحترم استقلالية ووحدة أراضي دول المنطقة، واعتبر أن إجراء الاستفتاء بالتزامن مع الحرب الضارية ضد تنظيم "داعش" الذي قال إنه مدعوم من أطراف إقليمية ودولية، من شأنه إيجاد مزيد من المشكلات التي ستنعكس على كردستان العراق بالدرجة الأولى، حسب رأيه.
أما السفير التركي فرأى أن قرار كردستان العراق أحادي الجانب وغير سليم، قائلاً إنه يأمل بأن يستجيب المسؤولون هناك للتحذيرات، علّهم يوقفون إجراءاتهم غير القانونية.
ونقلت عنه وكالة فارس قوله إن إيران وتركيا قوتان فاعلتان في المنطقة، وأهم ملفات التعاون بينهما ترتبط بالحرب على الإرهاب، كما ذكر.
بدوره، قال نائب رئيس البرلمان الإيراني، علي مطهري، إنه يجب ألا تتخذ طهران قرارات حادة وسريعة وألا تبدي حساسية عالية في تعاملها مع الاستفتاء ونتائجه.
وفي تصريحات نقلتها وكالة إيسنا، أضاف مطهري أن الاستفتاء لا يعني انفصال الإقليم عن العراق، على الرغم من أن كل المؤشرات تؤكد دعم الأكراد للاستقلال، لكن الانفصال سيطول
لسنوات، حسب رأيه، قائلاً إنه ليس على إيران أن تبدي حساسية عالية في الوقت الراهن، وعليها أن تقنع الأكراد بأن الأمر ليس في مصلحتهم.
وحذّر مطهري من الموقف الأميركي غير الواضح من الاستفتاء، كما اعتبر أنه لا يمكن الثقة بالمطلق بالموقف التركي المعلن حالياً، ما يعني أنه على إيران الانتظار حتى اتضاح مسار الأمور، كذلك ذكر أن اتخاذ ردود فعل عسكرية لن يكون لمصلحة البلاد.
واتهم كلاً من إسرائيل وأميركا بالوقوف وراء دعم تحرك المسؤولين في كردستان العراق لإجراء الاستفتاء، بما يشكل تهديداً للأمن القومي الإيراني بالنتيجة.
من جهته، أكد عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني وأحد أهم قياداته، دوران كالكان، بأن الاستفتاء الذي أقامته إدارة إقليم كردستان العراق لن يمنح الإقليم أي صفة قانونية، مشيرا إلى أنه ليس إلا محاولة من الحزب الديمقراطي الكردستاني (بزعامة البارزاني) لحصول على المزيد من المكاسب السياسية والاقتصادية وتحويلها إلى مكاسب انتخابية.
وفي مقابلة أجراها مع أحد القنوات التلفزيونية التابعة للحزب، قال كالكان: "كما قيل إن الاستفتاء ليس لأجل اكتساب أي صفة قانونية جديدة، لقد تحول إلى مزاودة، (تمت إقامته) كي يحصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على مكاسب اقتصادية وسياسية ومن ثم تحويلها إلى مكاسب انتخابية، ليس له أي موقف ديمقراطي، البرلمان (في الأقليم) لا يعمل، ولا يتخذ أي قرار، لا يوجد أي مؤتمر قومي، إن باقي أجزاء كردستان غير موجودة في هذا الأمر، غدا قد تخرج بعض القوى وتفرض محوا وإنكارا، بالمحصلة فإن إيران وتركيا والعراق اجتمعوا وهددوا".
وتابع كالكان: "يودون وضع جميع التطورات الناتجة عن نضال الديمقراطية والحرية تحت تأثير الاستفتاء، إن النظام الذي سيخرج من الاستفتاء سيكون مرة أخرى تحت تأثير النظام الاستعماري، حيث سيحاولون إعادة تصنيعه بنفس المشاكل البنيوية، وبالتالي يريدون عرقلة الحل الحر الديمقراطي للقضية الكردية".
وأكد كالكان بأنه لا دور للحزب الديمقراطي الكردستاني في الاستفتاء، بالقول: "كان المؤتمر القومي لكردستان يجتمع، وكان سيصل إلى نموذج ديمقراطي كردي في الشرق الأوسط، وكان يعمل على إيجاد وحدة ديمقراطية كردية، وتم تخريبه، حيث قامت القوى المناوئة له بإخراج أمر الاستفتاء، إن هذه ليست مزاعم، أستطيع أن أعطي أسماء الأشخاص الذين عملوا على هذا. إن هذا أمر لا علاقة له بالحزب الديمقراطي الكردستاني، ولم يكن للديمقراطي الكردستاني أي دور في الاستفتاء".