من المتوقع أن يصل وفد فلسطيني رفيع إلى العاصمة الأميركية واشنطن، بعد غد الإثنين، لعقد لقاءات رسمية مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري، وعدد آخر من المسؤولين في إدارة الرئيس باراك أوباما، حيث سيقدم الوفد الفلسطيني ورقة سياسية وأخرى أمنية.
وأكدت مصادر فلسطينية مسؤولة لـ"العربي الجديد" أن الوفد يضم رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات الفلسطينية، ماجد فرج، والسفير الفلسطيني المقبل في الولايات المتحدة الأميركية، حسام زملط، وممثلاً عن رئاسة الوزراء، وممثلاً عن وزارة الخارجية.
وأشارت إلى أنّ "الهدف من الزيارة يأتي لاستثمار مرحلة انتقال الإدارة الأميركية الجديدة والتي ستتولى مهامها بشكل رسمي في شهر يناير/كانون الثاني المقبل، حيث تهدف القيادة الفلسطينية إلى تقديم ورقة سياسية متكاملة فيها شرح للمحطات والمواقف السياسية الأميركية تجاه القضية الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وما سبق وتبنته الإدارات الأميركية المتعاقبة تجاه القضية الفلسطينية، وتحديداً سياسة الاستيطان الإسرائيلية وحل الدولتين".
وكانت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية قد انهارت في إبريل/نيسان 2014، بعد أن انطلقت برعاية أميركية وضمانات قدمها كيري، إذ رفضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي التخلي عن وقف النشاط الاستيطاني، ورفضت إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من قدامى الأسرى الفلسطينيين ما قبل أوسلو.
وإلى جانب الورقة السياسية بأبعادها وتفاصيلها، وما تأمل القيادة الفلسطينية تحقيقه من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، سيتم تقديم ورقة أمنية فلسطينية، على الصعيدين الداخلي والإقليمي.
ومن المتوقع أن تستمر الزيارة من 12 إلى 15 ديسمبر/كانون الأول، وستشمل أجندة اليوم الأول لقاء مع وزيرة الخارجية جون كيري، فيما سيقوم الوفد الفلسطيني بعقد العديد من اللقاءات الحيوية مع المسؤولين الأميركيين، تتعلق بالعديد من القضايا وأبرزها دعم المؤسسات الفلسطينية، وتأشيرات السفر، وغيرها من القضايا الحيوية.
ولم تنقطع الحوارات واللقاءات الأميركية الفلسطينية على أكثر من صعيد منذ انهيار المفاوضات مع حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وأبرزها لقاء اقتصادي رفيع المستوى، بين مسؤولين فلسطينيين، منهم وزيرة الاقتصاد عبير عودة، وعن الجانب الأميركي مساعد وزير الخارجية للشؤون الاقتصادية والأعمال تشارلز ريفكين، إلى جانب العديد من الخبراء الأميركيين، في مايو/أيار من العام الجاري.
وعقد الفريق الأميركي لقاءات مشابهة مع الجانب الإسرائيلي، لمراجعة برتوكول "باريس" المنظم للعلاقة الاقتصادية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
وإلى جانب النشاط الاقتصادي، نظمت وزارة الخارجية الأميركية عبر قنصليتها في القدس المحتلة، لقاءات مع قيادات شابة فلسطينية، تناولت الوضع السياسي الفلسطيني الداخلي وتناقضاته، ومستقبل القيادة السياسية.