أكد مسؤولون عراقيون أنّ قضية التزوير بنتائج الانتخابات وتداعياتها، تقود العراق إلى المحاصصة الطائفية من جديد، محذرين من خطورة هذه المرحلة، خصوصاً أنّ الصراع على الانتخابات هو صراع سياسي يهدف لتحقيق مصالح خاصة.
وقال النائب عن ائتلاف الوطنية، عبد الكريم عبطان، لـ"العربي الجديد"، "إنّ أزمة الانتخابات والتزوير التي شابها، ليست أزمة عابرة على العراق، وإنّ نتائجها صعبة للغاية"، مبيناً أنّه "حتى في حال الخروج من الأزمة، فإنّ هناك صعوبة بتشكيل الحكومة المقبلة، فلا توجد كتلة تستطيع أن تحصد الأغلبية بـ 165 نائباً، ولا حتى كتلتان، ولا ثلاث، ولا أربع".
وأوضح أنّ "النتائج المترتبة عن ذلك، هي عودة العراق إلى المحاصصة، أو ما يسمى بالتوافق الوطني، أو أي تسمية من هذا القبيل، ما يعني عودة السياسة التي فشلت في إدارة البلاد على مدى 15 عاماً، وهي عودة إلى المربع الأول"، مؤكداً أنّ "الأجواء مشحونة، وتوجد قرارات جديدة قيد البحث، والقضاء سيتدخل والوضع ليس سهلا".
ودعا إلى "استخدام الأساليب المهنية في إعادة العد والفرز، والعمل على تلافي الأزمات الخطيرة".
وعلى الرغم من التداعيات الخطيرة لأزمة الانتخابات، والتي تنعطف بشكل خطير نحو أزمة مستعصية، خاصة بعد إحراق صناديق الاقتراع في أحد مخازن مفوضية الانتخابات، والتي يراد إعادة عدها وفرزها من جديد، إلّا أنّ المليشيات تتمسك بنتائج الانتخابات الحالية.
من جهته، قال القيادي في تحالف سائرون، نبيل العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الخاسرين في الانتخابات يسعون لخلق أزمة سياسية من خلال نتائج الانتخابات وأزمة التزوير، والتشبث بها لتحقيق مصالح خاصة"، مبينا أنّ "القضية بدأت تخرج من إطار التزوير والقضاء، إلى صراع سياسي وتشبث بالبقاء في الحكم".
وأكد أن "تلك الجهات الخاسرة، تعلم أنها لن تحقق شيئا من إعادة العد والفرز، لذا فهي بدأت تدفع باتجاه إعادة الانتخابات، فهي لا تقبل حتى بإعادة الفرز، إن لم يكن موافقا لما تطمح في تحقيقه"، مشيراً الى أنّ "نتائج العد والفرز أيضا سترفض من تلك الجهات، وسيتصاعد الخلاف بشكل خطير".
ويحذر مراقبون من خطورة المرحلة المقبلة على العراق، مؤكدين أنّ صراع الخاسرين والرابحين في الانتخابات لن ينتهي بسهولة، وعلى القضاء مسؤولية كبيرة.
بدوره، قال الخبير السياسي، نعيم الجميلي، لـ"العربي الجديد"، "إنّ المرحلة التي يمر بها العراق خطيرة للغاية، فلا سلطة للقضاء على الكتل السياسية"، مبينا أنّ الأزمة ليست أزمة عد وفرز أو تزوير فقط، بل هي صراع خاسرين ورابحين، وصراع تمسك بالسلطة".
وأشار إلى أنّ "المسؤولية الكبيرة اليوم على عاتق القضاء، وعليه أن يعمل بمهنية ولا يجامل أي جهة على حساب أخرى، ويتخذ القرارات المهنية بشأن نتائج الانتخابات"، داعياً الكتل السياسية إلى "الحوار فيما بينها بدلا من التصعيد".
يأتي ذلك في وقت، حذر فيه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، من حرب أهلية، في العراق، بسبب أزمة الانتخابات المتصاعدة، داعياً إلى التعاون والتكاتف لتجاوز هذه المرحلة.