وقال غريفيث، في مقابلة مع إذاعة الأمم المتحدة، في وقت متأخر أمس الخميس، وفق ما أوردت وكالة "رويترز": "أود جمع الطرفين في غضون أسابيع على الأكثر... وأتمنى أن يجتمع مجلس الأمن، الأسبوع المقبل، وأن نعرض عليه خطة بشأن كيفية استئناف المحادثات".
وعزا غريفيث عدم وقوع هجوم كبير على مدينة الحديدة، غربي اليمن، حتى الآن، إلى محادثات الأمم المتحدة مع طرفي الصراع.
وفي هذا الصدد، قال "لدّي أولويتان، إحداهما هي منع وقوع هجوم على الحديدة، والأخرى هي بدء المفاوضات السياسية. بالنسبة للهدف الأول، أعتقد أن عدم حدوث هجوم كبير على ميناء أو مدينة الحديدة يعود إلى المحادثات التي أجريناها مع الأطراف".
وتابع غريفيث أن "الإنجاز الثاني هو أن قيادة جماعة أنصار الله (الحوثيين) تمكنت من أن تعطينا في الأمم المتحدة عرض القيام بدور قيادي في إدارة ميناء الحديدة، ويعتمد ذلك على وقف إطلاق النار العام في المحافظة". أما الإنجاز الثالث، بنظر المتحدث، فهو "أننا نواصل مع الأطراف تحديد ما يتعين عمله لتجنب احتمال وقوع أي هجوم على الحديدة".
وشرح المبعوث الأممي دور المنظمة في هذا المجال، قائلاً إن "ما نحاول فعله الآن هو تحديد ما هو ضروري لتجنب وقوع هجوم على الحديدة، وهذا يتضمن تدابير محددة للميناء والمدينة ووقفاً عاماً لإطلاق النار". واستدرك قائلاً "لكن اتضح لي من المشاورات مع الأطراف، بما في ذلك التحالف، أن حلّ قضية الحديدة مرتبط ببدء المفاوضات السياسية. هدفنا هو معالجة مسألة الحديدة في سياق المفاوضات السياسية".
وقال المبعوث الأممي: "عُرض علينا القيام بدور قيادي في الميناء وإدارته، وتمت الموافقة على ذلك من قبل حكومة اليمن وأنصار الله، ولكن يتعين معالجة قضية المدينة والمحافظة، وفي الوقت الحالي لا نزال نجري المفاوضات حول ما إذا كان دور الأمم المتحدة سيساعد في تجنب وقوع الهجوم، والأهم هو ما إذا كان استئناف المفاوضات سيعني تجنب الهجوم على الحديدة وتجنب التحرك نحو الحرب".
وأشار غريفيث إلى أنه يسعى إلى جمع الأطراف اليمنية المعنية في محادثات في غضون الأسابيع القليلة القادمة، مشيراً إلى أنه سيواصل إجراء مشاورات مع الحوثيين حول الحديدة واستئناف المفاوضات السياسية.
وتشهد مدينة الحديدة عملية عسكرية بدأتها القوات اليمنية، بإسناد من التحالف العربي بقيادة السعودية، في 13 يونيو/حزيران الجاري، للسيطرة على الحديدة ومينائها الاستراتيجي، وتحريرها من مسلّحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين).
ويؤكد التحالف أنّ الهجوم الذي بلغ مطار المدينة الواقع في جنوبها، لن يتوقّف إلا في حال انسحاب الحوثيين من المدينة ومينائها.
وأبلغ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، الأربعاء، غريفيث، رفض مبادرة الأخير القاضية بتسليم ميناء الحديدة إلى إدارة دولية تابعة للأمم المتحدة.
وأمضى غريفيث، الأربعاء، ساعات قصيرة في العاصمة المؤقتة عدن، التقى خلالها هادي، وأبلغه بموافقة الحوثيين على رقابة وإشراف دوليين على ميناء الحديدة.
والعرض كان قد أعلنه زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، منذ أسبوع، في خطاب تلفزيوني، على نحو يسعى لسحب البساط من مبررات العملية العسكرية بالحديدة المدينة والميناء، ويبقي للحوثيين السيطرة في تلك المنطقة بطريقة أو بأخرى، وهو ما رفضه الجانب الحكومي اليمني.
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) June 29, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— أخبار الأمم المتحدة (@UNNewsArabic) June 29, 2018
|
وتكتسب جهود المبعوث الأممي المتعلقة بالحديدة أهمية استثنائية، فبالإضافة إلى أنّها ستحدّد مصير المعركة "الحاسمة"، التي وصلت إلى أطراف المدينة، فإن نتائجها ستحدد مصير الخطة المطروحة لعملية سياسية شاملة في البلاد، ولا تبتعد كثيراً عن الأطر المطروحة في وقتٍ سابق، وتتألف من شقين: أمني وسياسي.
ويتطلّب الشق الأول تنازلات من الحوثيين (على غرار انسحابات وترتيبات وقف إطلاق النار)، والآخر يشمل الاتفاق على تشكيل حكومة انتقالية تشارك فيها مختلف الأطراف، بمن فيهم الحوثيون. وهي المقترحات ذاتها التي تدور حولها المفاوضات والجهود الدولية منذ عام 2016، إلا أنّ الخلاف يكمن في تراتبية الخطوات المطلوبة لتنفيذ خطة السلام والأولوية بين المسارين الأمني والسياسي.
يُشار إلى أن زيارة المبعوث الأممي إلى عدن هي الأولى له منذ تعيينه في فبراير/شباط الماضي، خلفاً للموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وجاءت الزيارة نتيجة لوجود هادي الذي بقي لأشهر طويلة في السعودية، قبل العودة أخيراً إلى اليمن، وبالتزامن مع إبرام تفاهمات مع أبوظبي، التي اتهمها المسؤولون اليمنيون بالوقوف وراء منعه من العودة طيلة أشهر سابقة.
غارات في صعدة
ميدانياً، جددت مقاتلات "التحالف العربي"، اليوم، ضرباتها الجوية ضد أهداف مفترضة لجماعة "أنصار الله" في محافظة صعدة، شمالي اليمن.
وأفادت مصادر تابعة للحوثيين، بأن مقاتلات "التحالف" قصفت بخمس غارات جوية، أهدافاً في منطقتي القد والأزهور، في مديرية رازح، كما استهدفت بغارتين أخريين مواقع بمنطقة حصامة بمديرية الظاهر، وكلاهما (رازح والظاهر)، من المديريات الحدودية مع السعودية، وتتبعان إدارياً لمحافظة صعدة. ولم ترد على الفور تفاصيل حول آثار الضربات.
وتشهد المناطق الحدودية لمحافظة صعدة مع السعودية مواجهات ترتفع وتيرتها من حين لآخر، بين الحوثيين من جهة، والقوات السعودية إلى جانب قوات يمنية موالية للشرعية من جهة أخرى، في بعض الأجزاء القريبة من الحدود، وقال الحوثيون، الجمعة، إنهم قصفوا بصواريخ الكاتيوشا "معسكر المخيل العسكري" في جازان.