وشن أمين عام حزب الأصالة والمعاصرة، أكبر حزب معارض في المغرب، عبد اللطيف وهبي، هجوماً حاداً على حكومة العثماني بسبب تدبيرها لمرحلة الطوارئ الصحية، وقال: "أتعبتنا حكومتكم بصمتها، وحولت الحجر الصحي إلى حجر سياسي، رافعة شعار "كم حاجة قضيناها بتركها"".
وتابع: "من واجبكم السيد رئيس الحكومة أن تمارسوا سلطاتكم الدستورية كاملة، لا أن تتخلوا عنها بالتقسيط لبعض الوزراء، أو أن نصبح أمام حكومة غير منصتة وإعلام عمومي يثير التقزز، وأصوات نشاز تنادي بتغييركم بحكومة تقنوقراطية، وكأن الحل السحري بات فقط بيد التقنوقراط أصحاب الأرقام، لا المؤسسات الحزبية والسياسية، ولا أصحاب الشعور الوطني والجرأة السياسية والقدرة على الحسم في اتخاذ القرار".
وفي تحول لافت في موقف الحزب من حكومة العثماني، أعلن وهبي أن "فريق وحزب الأصالة والمعاصرة يلغي دعمه السياسي للحكومة ولكل خطواتها الفاشلة وغير المحسوبة التي اتخذتها في فترة الجائحة"، متهماً، خلال تدخله في جلسة الأسئلة الشهرية بمجلس النواب، الحكومة بـ"الفشل في تنفيذ مقاربة تشاركية خلال مرحلة رفع الحجر الصحي".
وأضاف: "لقد أتعبتم المواطنين من جراء تسريبات حكومتكم المتكررة، تارة سترفعون الحجر الصحي، وتارة ستمددونه، وكأن حكومتكم مجموعة من الجزر السياسية المتفرقة، فلكل تصريحه ولكل خطابه".
وأثارت انتقادات زعيم المعارضة غضب العثماني، الذي اعتبر، خلال رده، أن "الحكم على كل شيء بالفشل غير معقول، وأنتم تنظرون بسوداوية لا ينظر بها المغاربة الذين يعيشون الكثير من الإيجابية في تدبير الوباء".
وفي رد مباشر على الانتقادات الشديدة التي جاءت على لسان وهبي، قال العثماني إنها تعكس أزمة داخلية لحزب الأصالة والمعاصرة، وأضاف: "من المؤسف أن تتكلموا بتعميم وكأنكم تتكلمون باسمهم، حتى نحن نعرف المواطنين ونتواصل معهم، وعندما قلتم إننا حكومة تصدر قرارات تعكس أزمتها السياسية، فهذا خطاب يعكس أزمتكم وصراعاتكم".
من جهة أخرى، قال رئيس الحكومة إن "المغرب استطاع أن يتجنب الأسوأ ومخاطر كبيرة، وأن يدير مرحلة مواجهة جائحة فيروس كورونا بحنكة عالية"، مشيراً إلى أن الأهم هو "الحفاظ على الأرواح، لأننا إذا فقدنا الأرواح لن نرجعها".
العثماني دافع عن قرار تمديد حالة الطوارئ الصحية بالمغرب مع تخفيف في حالة الحجر الصحي، لافتاً إلى أن كل الدول تقريباً في محيط المملكة قامت باتخاذ القرار ذاته، مشيراً إلى أن تلك الإجراءات "كانت ضرورية وإلزامية في ظل انعدام أي دواء أو لقاح، على الأقل في الوقت الراهن".