قُتِل اثنا عشر مدنياً وأصيب ما لايقل عن عشرة آخرين، مساء أمس الثلاثاء، في قصف نفّذته طائرات تابعة للنظام السوري وأخرى تابعة للتحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، على مناطق في حلب والرقة، شمالي سورية.
وقال عضو الدفاع المدني، عبد الله الحسين، لـ"العربي الجديد، "إن طائرة حربية يعتقد أنها تابعة للنظام السوري، شنّت مساء أمس غارة جوية بالصواريخ الفراغية، على حي صلاح الدين الخاضع لسيطرة المعارضة السورية، غربي مدينة حلب، مما أدى إلى مقتل سبعة مدنيين بينهم أطفال ونساء وإصابة أربعة آخرين، تم نقلهم إلى النقاط الطبية الميدانية لتلقي العلاج"، مضيفاً "أن القصف أحدث دماراً واسعاً في مدرسة، بالإضافة إلى عدّة منازل مجاورة".
وبيّن أن "قصفاً بالصواريخ الثقيلة من طراز أرض -أرض، طاول حي الزبدية ضمن المدينة، مصدرها مواقع قوات النظام في حي الإذاعة، مما أسفر عن مقتل مدني وإصابة ثلاثة آخرين بجراح، إلى جانب بعض الأضرار المادية".
وأضاف أنّ طائرات النظام الحربية استهدفت أيضاً بلدة كفر حمرة في الريف الشمالي، تزامناً مع إلقاء الطيران المروحي براميلَ متفجرة على حي الراشدين ومحيط قرية الخالدية في الريف الجنوبي، دون تسجيل إصابات .
وفي السياق نفسه، استهدفت طائرة تابعة للنظام السوري مدينة الباب الخاضعة لسيطرة تنظيم الدولة الإسلامية، "داعش"، شرق مدينة حلب بثلاث غارات جوية، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة نحو خمسة آخرين بجراح.
وفي تلك الأثناء، شنّت طائرة تابعة للتحالف الدولي ضربة جوية على مدينة الطبقة، قرب محافظة الرقة الخاضعة لسيطرة "داعش"، نتج عنها مقتل مدنيين اثنين وإصابة آخرين، تزامن ذلك مع عدّة غارات أخرى شنّتها طائرات التحالف، على مراكز لتنظيم "داعش"، في كلّ من بلدة عيسى وجنوب منطقة تل السمن، دون ورود أنباء عن إصابات.
وقال الناشط الإعلامي، مشعل الحريري، لـ"العربي الجديد"، إن "هجوم الفصائل المسلحة جاء بعد فترة هدوء تجاوزت الأسبوع على عدد من جبهات القتال في المنطقة".
وبعد عودة الاشتباكات، خسر لواء "شهداء اليرموك" مناطق لحساب المعارضة المسلحة الممثلة بـ"مقاتلي الجبهة الجنوبية"، وعدد من الفصائل الإسلامية التابعة لجبهة "النصرة"، وفق الناشط.
وبيّن "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن فصائل المعارضة المسلحة تقدمت في محيط سد سحم الجولان وسد كوكب ومحوري العلان وعين ذكر بريف درعا الغربي.
ولفت الحريري إلى أن "المعارضة المسلحة استهدفت مناطق تنظيم داعش في كل من عين ذكر ونافعة وسد سحم والشجرة في ريف درعا الغربي بالأسلحة الثقيلة، مما أدى الى تدمير عدد كبير من معاقل التنظيم وتدمير عدد من آلياته، ومما أسفر عن خسائر في صفوف التنظيم".
كذلك، قصفت قوات النظام مناطق سيطرة المعارضة في أحياء درعا البلد وطريق السد ومنطقة الجمرك القديم في مدينة درعا المحررة.
ولفت الناشط الإعلامي إلى أن "قوات النظام قصفت مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بالقذائف الصاروخية وقذائف الدبابات"، مضيفاً أنها "حاولت دخول حي المنشية الاستراتيجي؛ بهدف إعادة السيطرة على الجمرك القديم، لكن فصائل المعارضة المسلحة تصدت لها وأفشلت محاولاتها، مكبدة إياها خسائر في الأرواح والعتاد".
وقال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إن قوات النظام قصفت مناطق في جمرك درعا القديم في مدينة درعا، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية.
وفي سياق منفصل، أعلن تنظيم "داعش" بسط سيطرته على حي الصناعة في مدينة دير الزور شرقي سورية بشكل كامل، عقب سيطرة مقاتليه على مناطق المسلخ والمرآب ونقاط محيطة بهما، وهما آخر ما كانت تسيطر عليه قوات النظام في الحي، وفقاً لوكالة "أعماق" التابعة للتنظيم.
وبيّنت الوكالة أن "مسلحي التنظيم قتلوا خلال المواجهات نحو عشرين عنصرا في صفوف قوات النظام، إلى جانب إصابة آخرين بجراح"، مشيرةً إلى أن "عناصر التنظيم واصلت تقدمها باتجاه مواقع داخل حي الطحطوح ، المجاور لحي الصناعة، وتمكنت من السيطرة عليها".