وانطلق موكب تشييع جثمان الشهيد رداد من أمام "مستشفى الشهيد ياسر عرفات" بمدينة سلفيت، باتجاه مسقط رأسه قرية الزاوية غربي المدينة، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه ومن ثم مواراته الثرى.
ووسط حالة من الحزن والغضب الشديدين، ودعت عائلة الشهيد رداد جثمان ابنها بالزغاريد والدموع، فيما حمل المشيعون جثمان الشهيد على الأكتاف وجابوا به شوارع القرية، وأدوا صلاة الجنازة عليه ومن ثم ساروا به باتجاه مقبرة القرية، حيث ووري الثرى هناك.
وفي قرية حجة شرقي مدينة قلقيلية، استقبل الآلاف من أهالي القرية جثمان الشهيد بشار مصالحة بعد أن انطلق من "مستشفى درويش نزال" من المدينة، وألقيت نظرة الوداع الأخيرة على الجثمان وسط حزن شديد في منزل عائلته في القرية، في حين ردّد المشاركون هتافات حيوا فيها الشهيد وعائلته.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة على الشهيد في المسجد القديم بالقرية، ومن ثم جابوا به شوارع وأزقة القرية وصولاً إلى المقبرة حيث ووري الجثمان الثرى هناك.
وردد المشاركون شعارات طالبت بالرد على جرائم الاحتلال، منددين بسياسة احتجاز جثامين الشهداء، كما ودعا المشيعون إلى توحيد الصف الوطني للوقوف في وجه الاحتلال الإسرائيلي الذي يستهدف الفلسطينيين بشتى الطرق.
وكانت سلطات الاحتلال قد سلّمت جثماني الشهيدين، بعد احتجاز دام أكثر من سبعين يوماً في ثلاجات الموتى.
وتسلمت طواقم مركز إسعاف وطوارئ قلقيلية جثمان الشهيد مصالحة، عند حاجز (109) العسكري، المقام على أراضي الفلسطينيين، شرقي مدينة قلقيلية شمال الضفة، حيث تم نقله باتجاه مستشفى درويش نزال في المدينة.
وقال رئيس مجلس قروي حجة، غسان حجاوي، لـ"العربي الجديد"، إن "أهالي البلدة تسلموا جثمان الشهيد، والذي كان كقالب ثلجي، نتيجة احتجازه أكثر من سبعين يوماً في ثلاجات الاحتلال".
كذلك، نقلت سيارة تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني جثمان الشهيد، رداد، بعد أن تسلمته عند مفترق قرية كفل حارس، شرقي مدينة سلفيت شمال الضفة، في اتجاه مستشفى الشهيد ياسر عرفات في المدينة.
وأوضح رئيس مجلس قروي الزاوية، نعيم شقير، لـ"العربي الجديد"، أن "أهالي الشهيد تسلموا الجثمان بعد أن رفضوا كافة شروط الاحتلال"، مشيراً إلى أن "حالة الجثمان كانت سيئة للغاية، نظراً لتجمده الكامل بسبب احتجازه داخل ثلاجات الاحتلال منذ يوم استشهاده حتى اليوم".
وكان الشهيدان، رداد ومصالحة، قد استشهدا في الثامن من شهر آذار/ مارس الماضي، عقب تنفيذهما عمليتين منفردتين، إذ نفذ الأول عملية طعن مستوطنة "بتيح تكفا" في مدينة القدس المحتلة، في حين نفذ الثاني عملية طعن في نفس اليوم في مدينة يافا في الداخل الفلسطيني المحتل، قتل خلالها سائحاً أميركياً، وأصاب عشرة آخرين.
وتحتجز سلطات الاحتلال، منذ بداية "الهبة الشعبية" مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، جثامين أربعة عشر شهيداً فلسطينياً، ثمانية منهم من مدينة القدس المحتلة، وأربعة من ضواحيها، واثنان من الضفة الغربية، وهم الشهيدان عبد الحميد أبو سرور وعبد الفتاح الشريف، وكانت محكمة إسرائيلية قد أوصت بتسليم جثامين الشهداء قبل شهر رمضان.