وقالت مصادر محلية في حلب، لـ"العربي الجديد"، إن "مدفعية النظام استهدفت ليلاً حي بستان القصر"، فيما طاولت "هجمات الطيران الحربي بالرشاشات الثقيلة بعض الأحياء الشرقية داخل المدينة"، التي كانت شهدت أمس مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه من جهة، وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى، على عدة محاور، وخاصة وسط حلب القديمة وحي باب الفرج.
كما استهدف قصف قوات النظام بالمدفعية والصواريخ، خلال ساعات الفجر، بلداتٍ وقرى تسيطر عليها المعارضة السورية في ريف حلب الجنوبي، إذ طاولت الهجمات مناطق خان طومان، والزربة، وبرنة، وطريق الشام، وزيتان، والقراصي، وطريق الشام، وخلصة وغيرها، فيما نفذ الطيران الروسي غاراته ليلاً على قرى ومناطق معارة الأرتيق، والملاح، وحريتان كفرحمرة شمالي المحافظة.
ويأتي هذا بعد يومٍ دامٍ عاشته مناطق وبلداتٌ وقرى في المحافظة، بعدما باتت أحياء المدينة الشرقية، الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية، محاصرة، منذ الخميس الفائت، بسبب تقدم قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معه عند طريق الكاستيلو الاستراتيجي، والذي أصبح مقطوعاً نارياً، ما يهدد حياة عشرات آلاف المدنيين الذين يقطنون أحياء حلب الشرقية، إذ بإغلاق الكاستيلو انقطعت بهم السُبل داخل مناطقهم، التي باتت محاصرة دون وجود طرقاتٍ لإيصال المواد الغذائية إليهم.
وقتل وجُرح، يوم أمس، بالغارات الروسية وقصف طيران النظام، عشرات المدنيين في حلب وإدلب، إذ أفادت شبكة "سورية مباشر" أن "مقاتلات النظام الحربية ارتكبت مجزرة إثر استهداف ساحة بزة في حي باب المقام (في حلب)، ما أسفر عن مقتل 20 مدنياً، من بينهم نساء وأطفال، إضافة لسقوط عدد من الجرحى تم إسعافهم إلى النقاط الطبية القريبة"، كما "قتل شخص وأصيب آخرون بقصف من الطيران المروحي ببرميل متفجر على حي الجلوم".
أما في إدلب، فقد سقط ما لا يقل عن ثمانية قتلى من المدنيين، بينهم مراسل "الجزيرة مباشر" وعنصر من الدفاع المدني، بالإضافة إلى سقوط جرحى بغارةٍ روسية، استهدفت تجمعاً لصهاريج الوقود في قرية ترمانين بريف المحافظة الشمالي.
كما استهدفت طائرة حربية تابعة للنظام، أمس، مشفى بجبل الزاوية جنوب مدينة إدلب، ممّا أدّى إلى خروجه عن الخدمة، ومقتل ثلاثة مدنيين.
وقال الناشط الإعلامي، مصطفى أبو محمد، لـ"العربي الجديد"، "إنّ طائرة حربية استهدفت مشفى الشفاء في بلدة إحسم بجبل الزاوية بالصواريخ الفراغية، ما أسفر عن تدمير مختبر المشفى وأجهزته بشكل كامل، إضافة لسيارتين تابعتين له"، مشيراً إلى أنّ "إدارة المشفى أعلنت خروجه عن الخدمة".
وأضاف أنّ "القصف أدّى إلى مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة ثمانية آخرين، كانوا موجودين بالقرب من المشفى، تمّ إسعافهم إلى مشافٍ أخرى لتضرر مشفى البلدة".
وجاء كل ذلك على الرغم من إعلان النظام السوري، في وقت سابق، تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، في محاولة منه، على ما يبدو، لتهدئة الجبهات الأخرى والتفرغ لمعركة حلب، حيث واصل طيران النظام والطيران الروسي استهداف المدينة وريفها، بالإضافة إلى مناطق أخرى في سورية.
وكانت وكالة النظام الرسمية "سانا" نقلت، أمس، عن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" تمديد "مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سورية بدءاً من الساعة 0.01 يوم 12 تموز حتى الساعة 23.59 يوم 14 تموز". لكن هذا التمديد الثاني للهدنة، منذ فجر الأربعاء الماضي، لم يؤد إلى أي هدوءٍ على الأرض، إذ يواصل النظام عملياته العسكرية وقصفه المدفعي والجوي في مختلف مناطق سيطرة المعارضة السورية، وخاصة شمالي البلاد.