أطلق الوزير السابق بالحكومة الليبية المؤقتة، عوض البرعصي، مبادرة سلام لإنهاء الحرب والصدام السياسي الذي تعاني منه ليبيا منذ سنين. وتطالب المبادرة بتأخير التنافس على السلطة وهياكلها إلى ما بعد إجراء حوار، يصل إلى اتفاق سلام يبنى عليه دستور المرحلة القادمة وقانون انتخابات عادل، وتعديل القوانين المتعارضة مع هذا العقد الاجتماعي الجديد.
ودعا البرعصي، أحد أبرز أعضاء حزب "العدالة والبناء"، في نص مبادرته التي خصص لها موقعا إلكترونيا مستقلا، إلى تأسيس "توافق واسع بمشاركة كل الليبيين على قضايا الاختلاف التاريخية والحديثة".
ولفت إلى أن الخلاف في ليبيا حول "المركزية السياسية والإدارية والصدام السياسي والاجتماعي، لن يعالج في ظل استمرار النزاعات الجهوية والاجتماعية".
واعتبر أن كل "محاولات رأب الصدع في ليبيا، تجنبت بشكل مستمر النظر إلى جذور النزاعات وقصرها في بعض ما نتج عن فبراير، مما أثر في نجاعة تلك المحاولات"، مؤكدا أن هذه المبادرة ملك الليبيين في الداخل والخارج ومن هم في الأسر.
وعن سبل عمل المبادرة قال البرعصي إن "القائمين عليها سيسعون إلى إطلاق مشاورات مع ممثلي الجهويات، وقضايا الاختلاف التاريخي والحديث، ومناقشة مسألة المهجرين والأسرى في السجون، بالإضافة إلى التواصل مع كل المناطق والمكونات للوقوف على مطالبها، ومن ثم التواصل مع أطراف الصدام السياسي والحرب والنزاعات الجهوية، لإقناعهم بضرورة الانخراط في المبادرة".
ولوضع حد للتدخل الإقليمي والدولي في الأزمة الليبية، دعت المبادرة إلى تبني "دبلوماسية السلام مع دول الجوار والعالم، لتحقيق أكبر دعم دولي وإقليمي ينهي الحرب ويؤسس لدولة حديثة"، مؤكدةً أهمية تحديد العلاقة مع هذه الدول على أساس حماية مصالح ليبيا وإعادة بناء العلاقات معها دون هيمنة أو تهديد أو تدخل.
وتولى عوض البرعصي عديد المناصب السياسية من بينها وزير الكهرباء في حكومة عبد الرحيم الكيب، أولى حكومات ليبيا بعد الثورة الليبية، ثم أتى نائبا لرئيس الحكومة المؤقتة علي زيدان عام 2013، قبل أن يستقيل من منصبه في أغسطس/ آب من العام ذاته بسبب رفضه لطريقة تعامل الحكومة مع أزمات البلاد.