وقال شعث، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "التهديدات الأميركية لم تنفذ بعد، وما زالت موضع النقاش، وهناك حوار يجري حالياً في واشنطن، يقوده أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ورئيس جهاز المخابرات ماجد فرج".
وشدّد على أنه "إذا أرادوا أن يلعبوا بهذه الطريقة فلن نناقش معهم أي شيء، وقد أدركت الإدارة الأميركية أن موضوع نقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس هو خط أحمر لدينا، وإغلاق مكتب المنظمة يترتب عليه عدم وجود اتصال بين القيادة الفلسطينية والقنصلية الأميركية في القدس، وانتهاء أي حوار بناء على قرارهم بإغلاق المكتب".
وقال شعث: "بالنسبة لما يتعلّق بالتهديدات الأميركية لنقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، لن نسكت عن هذه التهديدات، والرئيس محمود عباس يواصل اتصالاته مع كل الرؤساء العرب بشكل مكثف لإطلاعهم على خطورة هذه الخطوة وأثرها على العالم العربي والإسلامي، وردّ عليه الرؤساء العرب بأنهم على تواصل مع الإدارة الأميركية، وأنهم أبلغوها بموقفهم الواضح
لجهة رفض نقل السفارة الأميركية إلى القدس وإغلاق مكتب المنظمة، وهما الخطوتان اللتان تهدّد بهما الإدارة الأميركية الفلسطينيين".
بدوره، أكد المستشار الدبلوماسي للرئاسة الفلسطينية، مجدي الخالدي، أن وفداً يضم أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ورئيس جهاز المخابرات العامة، يجري اتصالات في واشنطن بشأن التهديدات الأميركية الأخيرة.
وأوضح الخالدي لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية، صباح اليوم، أن هناك ضغوطاً على الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لإصدار هذا القرار.
وشدّد الخالدي على أن "الموقف الفلسطيني واضح بأن أي قرارات أميركية أو إسرائيلية لن تغيّر حقيقة أن القدس الشرقية ستبقى عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967، ولا دولة فلسطينية من دون القدس عاصمة لها".
وتعقيباً على سؤال حول ضغوط أميركية تتعرّض لها القيادة الفلسطينية للقبول بعملية سياسية وفقاً للرؤية الإسرائيلية، شدّد الخالدي على أنه "لم ولن يتم التنازل عن الثوابت الوطنية، وأياً كانت هذه الضغوطات فإنها لن تغيّر الرؤية والموقف الفلسطيني للحل".
وبيّن المستشار الدبلوماسي للرئاسة أن عباس أجرى، أمس السبت، اتصالات مع عدد من قادة الدول، وسيواصلها اليوم، للتحذير من مغبّة اتخاذ مثل هذا القرار، الذي في حال تم فإنه يهدد العملية السياسية وجهود صنع السلام.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن عباس طالب، خلال اتصاله بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعقد قمة إسلامية طارئة وعاجلة لبحث هذه القضية ومواجهتها، قبل أن يطلب وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، اليوم، عقد اجتماعيْن طارئيْن لجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، على مستوى المندوبين الدائمين، لبحث ملف مدينة القدس.
وقالت الخارجية الفلسطينية، في بيان صحافي، إن المالكي أجرى اتصالات مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف العثيميين، طلب خلالها عقد اجتماعيْن للجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي.