وقال محاميد، إنهم فوجئوا مساء اليوم برافعات البلدية وهي تقوم بإزالة النصب التذكاري خضوعا لتهديدات الاحتلال، مشيرا إلى أنه وبعد التواصل مع رئيس البلدية محمد أبو غالي، قال إن عملية الإزالة تأتي في إطار الضغوط والتهديدات الكثيرة التي تمارسها سلطات الاحتلال على المحافظة والبلدية من أجل إزالة التذكار. وأوضح أن البلدية قامت بالإزالة تجنباً لعملية الاجتياح التي يهدد بها الاحتلال، حفاظاً على المدينة من تلك العملية.
واستهجن محاميد، خضوع البلدية والمحافظة إلى تهديدات الاحتلال باجتياح المدينة، لافتاً إلى أنها تتعرض لعمليات اقتحام بشكل شبه يومي، وهي خاضعة لسيطرة الاحتلال الإسرائيلي، واستغرب أن تدفع عملية التهديد والاقتحام رئيس البلدية والمحافظ إلى إزالة النصب التذكاري الذي قاما بافتتاحه في الخامس عشر من الشهر الجاري، تكريماً للشهيد خالد نزال.
وحاول "العربي الجديد"، الحصول على تعقيب من رئيس بلدية جنين محمد أبو غالي، لكنه رفض الحديث وطلب التواصل مع محافظ جنين الذي تعرض للتهديد بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال، بحجة أن النصب تحريض ضد الاحتلال.
وتابع: "لقد أخبرتهم أننا في جنين مثل باقي الضفة الغربية المحتلة نقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي، ولن تقوم المحافظة بإزالة النصب التذكاري الذي يحمل اسم أحد أبناء المدينة، وقدرت تكلفته مع دوار الطرق الذي نصب عليه بـ 250 ألف شيكل".
وكان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد أرسل رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أخبره فيها أن السلطة الفلسطينية تقوم بالتحريض ضد الحكومة الإسرائيلية، وتقوم برعاية الإرهابيين، وقد وثق بالصور النصب التذكاري للشهيد خالد نزال، كمثال على ذلك.
والشهيد خالد نزال، من مواليد بلدة قباطية جنوبي جنين عام 1948، ومن أبرز قادة ومؤسسي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والثورة العسكرية الفلسطينية، كان قائدا لقوات إسناد الداخل برتبة عقيد في قوات الثورة الفلسطينية، اغتالته المخابرات الإسرائيلية "الموساد" في أثينا في 9 يونيو/حزيران عام 1986.
تنسب للشهيد المسؤولية عن عدد من العمليات الفدائية النوعية، ومنها عمليات "معالوت ترشيحا وبيسان وطبريا والقدس"، وقد قاد كثيرا من معارك حرب عام 1982 في بيروت.
من جهة أخرى، أفادت مصادر لـ"العربي الجديد" أن اللقاء الذي جمع أمس بين المبعوثين الأميركيين جاريد كوشنير وجيسون غرينبلات مع الرئيس محمود عباس اتسم بالتوتر.
وكان من أهم الملفات التي طُرحت في اللقاء رواتب ومخصصات الأسرى والشهداء والجرحى، وضرورة أن تقوم السلطة بقطعها، وثانياً ملف آخر يتعرض لرعاية السلطة الفلسطينية لما يسميه الاحتلال بالإرهاب وقيامها "بالتحريض".
واستهجنت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، مساء الخميس، إقدام بلدية جنين إزالة النصب التذكاري للشهيد القائد خالد نزال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين.
وقالت في بيان صحافي صادر عنها، مساء الخميس: "وفاءً من الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين لشهداء جبهتها وشهداء فلسطين عامة، وفي الذكرى الواحدة والثلاثين لاستشهاد الرفيق خالد نزال ووفاءً لدمائه الطاهرة وبالتنسيق والتعاون مع بلدية جنين ومحافظة جنين تم تدشين نصب تذكاري ودوار باسم الشهيد خالد نزال عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في 15/6 من هذا العام وأن هذا العمل لم يرق لسلطات الاحتلال وحكومته الفاشية والعنصرية التي هددت بإزالة النصب التذكاري وتبليغ السلطة الفلسطينية بذلك واحتجاجها عليه".
وتابعت: "إن إقدام سلطات الاحتلال على مثل هذه السياسة العنصرية تجاه شهداء شعبنا وأسرانا البواسل ليس بغريب عليهم، ولكن المستغرب والمستهجن أن تقدم بلدية جنين على الرضوخ لهذه السياسة والتماشي معها، حيث أقدمت على إزالة النصب التذكاري ضاربة بعرض الحائط كل الوفاء لدماء الشهداء وتضحياتهم، استجابة لطلب الاحتلال وللضجيج المفتعل الذي أثاره نتنياهو إزاء شهدائنا من أجل تنفيذ مخططاته الاستيطانية".
وأضافت: "إننا في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في محافظة جنين ومعنا جماهير شعبنا الفلسطيني وفصائل العمل الوطني، نؤكد أن شعبنا لن يتنكر لتاريخنا الوطني ولن يتخلى عن شهدائنا وأسرانا الذين صنعوا المجد وانتزعوا بتضحياتهم اعتراف العالم بنا وبحقنا بتقرير المصير".
وطالبت الجبهة السلطة الفلسطينية وعلى رأسها الرئيس محمود عباس بعدم الرضوخ لإملاءات الحكومة الصهيونية، وخاصة في قضية الشهداء والأسرى والجرحى، إضافة إلى مطالبتها باسم القوى الوطنية وكافة جماهير جنين بالإعادة الفورية للنصب التذكاري إلى مكانه.
ولفتت إلى أن الرضوخ لمثل هذه الإملاءات سيفتح شهية الاحتلال إلى مزيد من الضغط، فاليوم النصب التذكاري للشهيد خالد نزال، وغداً سيكون مقام الشهيد القائد الرمز أبو عمار، وميدان الشهيد جورج حبش في رام الله، والشهيدة دلال المغربي، ومؤسسات الشهيد خليل الوزير، بحسب قولها في البيان.