تحوّلت أحدث جلسة استماع عقدتها المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس المحتلة لقتلة الشهيد محمد أبو خضير، اليوم الأربعاء، إلى محاكمة علنية قادتها والدة الشهيد التي لم تكف عن البكاء وهي توجه حديثها إلى اثنين من قتلته في عمر نجلها الشهيد محمد، حين صرخت فيهما من على منصة الشهود: لم أنم منذ عام ونصف.
وتابعت الأم: ابني محمد من جيلكم لماذا فعلتم ذلك بابني؟ ماذا فعل لكم محمد؟ فيما وجهت حديثها لهيئة قضاة المحكمة الإسرائيلية "أريدكم أن تعاقبوهم ليصبحوا عبرة وحتى لا يحدث هذا لأي أم أخرى".
اقرأ أيضا: تأجيل قبول التقرير النفسي للقاتل الرئيس للشهيد أبو خضير
أما حسين أبو خضير، والد الشهيد، فقد وقف على المنصة مخاطبا قضاة المحكمة الثلاثة بصوت متهدّج، لم يخل من عبارات غضب، وقال "لقد تحوّلت حياتنا إلى كابوس، فمنذ أكثر من عام ونصف ونحن نعيش في هذا الكابوس، لا تمر ليلة دون أن أستيقظ على صراخ زوجتي تسأل عن محمد. إنه وضع لا يطاق ولم نعد نتحمّله.. فماذا تقولون؟".
وأضاف: "من حقنا كعائلة فقدت أعز أبنائها أن نسأل هؤلاء القتلة لماذا فعلتم ذلك؟ إن أقل حكم يشفي غليلنا هو أن يبقى هؤلاء في السجن إلى الأبد، وأن تصدروا بحقهم أقصى عقوبة ممكنة، بما في ذلك هدم بيوتهم كما تفعلون مع العرب".
ووصف أبو خضير القتلة في حديثه الموجّه للقضاة بـ"النازيين الجدد"، محمّلا القضاة الإسرائيليين المسؤولية عن الجرائم التي اقترفت لاحقا من قبل متطرفين يهود وكذا حرق عائلة دوابشة.
وقال: "لو أنكم لم تتساهلوا مع قتلة ابني وتماطلوا في معاقبتهم لما تجرأ غيرهم من القتلة على حرق عائلة بأكملها"، في إشارة منه لعائلة دوابشة، التي قتلت حرقا على أيدي متطرفين يهود في قرية دوما، جنوبي نابلس، شمالي الضفة الغربية، العام الماضي.
وفي حديثه لـ"العربي الجديد"، قال والد الشهيد أبو خضير إن "هيئة المحكمة استمعت إلى شهادة والدة طفل من عائلة زلوم من بيت حنينا كان القتلة أنفسهم حاولوا قبل قتل نجلها بيوم اختطاف طفل من تلك العائلة. وشهدت والدة الطفل بمسؤولية القتلة الثلاثة عن محاولة الخطف الفاشلة".
واستنادا لوالد الشهيد، فقد تقرر أن تعقد المحكمة في الثاني من فبراير/ شباط القادم جلسة استماع للطبيب الذي أعد التقرير النفسي للقاتل الرئيسي، في حين ستعقد جلسة أخرى في الرابع من الشهر نفسه، لتصدر قرارها النهائي بشأن الحكم على اثنين من القتلة.
بدورها، طالبت النيابة الإسرائيلية بالسجن المؤبد لاثنين من القتلة، بعد أن كانا أدينا بالتهم المنسوبة إليهما بالمشاركة في جريمة خطف وقتل الفتى محمد أبو خضير حرقا وهو حي مطلع يوليو/ تموز من العام 2014.