لا شيء وُظف في التاريخ الإنساني الحديث، لتحقيق مكاسب سياسية واقتصادية، كما حدث مع المحرقة النازية والجرائم التي نفذها هتلر. فكانت المحرقة أول "سلاح" رفعته الحركة الصهيونية وجنّدت عبره عقدة "الذنب الأوروبية" وحتى الأميركية (لتأخر التحرك الأميركي في دخول الحرب ومواجهة ألمانيا النازية)، لتبرير احتلال فلسطين والتستر على جرائم العصابات والجيش الإسرائيلي خلال حرب فلسطين وبعدها.
لم يكن استغلال المحرقة النازية وتوظيفها سياسياً، سوى لإسكات كل من يعارض إسرائيل، وطاولت مختلف المجتمعات السياسية والفنية والأدبية.
وظلت تهم "اللاسامية" جاهزة ومعدّة لإلصاقها بكل من يقف في وجه إسرائيل والحركة الصهيونية، منذ أواسط القرن الماضي. وطاولت تهم "اللاسامية" ومعاداة اليهود، رموزاً في الفكر الإنساني والأدبي، وبينهم يهود، مثل المفكر نوعام تشومسكي، والمستشار النمساوي السابق، برونو كرايسكي، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، النمساوي الأصل، كورت فالدهايم، كما طاولت المصري بطرس غالي، الذي كان إقراره لتقرير إدانة إسرائيل في مجزرة قانا اللبنانية، في 18 أبريل/نيسان 1996، سبباً في شن حرب عليه وإزاحته من منصبه. ولم يسلم كتاب وشعراء عالميون من تهم "اللاسامية"، كالفرنسي جان جانيه والبرتغالي خوسيه ساراماغو.
وإذا كان توظيف النازية ومذابحها ضد اليهود، في حقل السياسة معروفاً وموضع كتب ودراسات، فقد ظل البعد الاقتصادي والمالي لصناعة الهولوكوست مخفياً خلف ستار حديدي، ومعه أيضا حالة وأوضاع من نجوا من براثن النازية وهاجروا إلى فلسطين إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها.
وخلافاً لما كان متوقعاً، فقد بينت التقارير الصحافية الاسرائيلية، في الأعوام الأخيرة، حالة الانهاك التي عاشها الناجون في إسرائيل من المحرقة النازية، وتنكّر الحكومات الإسرائيلية لهم ولأوضاعهم، بالرغم من أن إسرائيل كسبت عشرات مليارات الدولارات من ألمانيا، كتعويض عن المحرقة، وكأموال مساعدات لإعادة تأهيل الناجين منها.
ومع أن حكومة إسرائيل تحت قيادة دافيد بن غوريون 1952، تحدثت عن مبلغ 3 مليارات مارك وقتها، غير أن المبالغ التي نالتها إسرائيل فاقت ذلك بكثير، إذ أبرمت اتفاقيات أخرى في شأن التعويض المباشر للناجين، وأخرى حول أملاك اليهود في أوروبا، وتضمّن ذلك ما ادّعته عن كنوز ولوحات فنية، لأشهر الرسامين صادرها النازيون من اليهود.
لكن وضع الناجين من المحرقة والذين وصلوا إلى فلسطين ظل تعيساً للغاية، وذكر تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن "عدد الناجين الذين يعيشون في إسرائيل اليوم، يبلغ 190 ألف شخص، يعيش نحو 50 ألف شخص منهم، في ظروف اقتصادية صعبة، وغير قادرين على تلبية حاجاتهم الغذائية والطبية، ويُصنّفون ضمن الشرائح التي تعيش تحت خط الفقر.
ودفع هذا الحكومة الإسرائيلية إلى إقرار خطة جديدة تنص على رصد مليار شيقل (حوالى 29 مليون دولار أميركي) سنوياً لتحسين حالتهم.
في المقابل أشارت صحيفة "هآرتس" في تقرير خاص لها، الى أن "صناعة تخليد الهولوكوست لم تعد خفية أو محظور الحديث عنها، بعدما باتت الرحلة السنوية إلى بولندا و"مسيرة الحياة"، من معسكر بيركناو إلى معسكر الإبادة في أوشفيتس، صناعة تعود بمئات آلاف الدولارات على منظّميها، لا سيما وأن الآلاف من الإسرائيليين وغير الإسرائيليين يشاركون فيها.
لم يكن استغلال المحرقة النازية وتوظيفها سياسياً، سوى لإسكات كل من يعارض إسرائيل، وطاولت مختلف المجتمعات السياسية والفنية والأدبية.
وظلت تهم "اللاسامية" جاهزة ومعدّة لإلصاقها بكل من يقف في وجه إسرائيل والحركة الصهيونية، منذ أواسط القرن الماضي. وطاولت تهم "اللاسامية" ومعاداة اليهود، رموزاً في الفكر الإنساني والأدبي، وبينهم يهود، مثل المفكر نوعام تشومسكي، والمستشار النمساوي السابق، برونو كرايسكي، والأمين العام السابق للأمم المتحدة، النمساوي الأصل، كورت فالدهايم، كما طاولت المصري بطرس غالي، الذي كان إقراره لتقرير إدانة إسرائيل في مجزرة قانا اللبنانية، في 18 أبريل/نيسان 1996، سبباً في شن حرب عليه وإزاحته من منصبه. ولم يسلم كتاب وشعراء عالميون من تهم "اللاسامية"، كالفرنسي جان جانيه والبرتغالي خوسيه ساراماغو.
وإذا كان توظيف النازية ومذابحها ضد اليهود، في حقل السياسة معروفاً وموضع كتب ودراسات، فقد ظل البعد الاقتصادي والمالي لصناعة الهولوكوست مخفياً خلف ستار حديدي، ومعه أيضا حالة وأوضاع من نجوا من براثن النازية وهاجروا إلى فلسطين إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها.
وخلافاً لما كان متوقعاً، فقد بينت التقارير الصحافية الاسرائيلية، في الأعوام الأخيرة، حالة الانهاك التي عاشها الناجون في إسرائيل من المحرقة النازية، وتنكّر الحكومات الإسرائيلية لهم ولأوضاعهم، بالرغم من أن إسرائيل كسبت عشرات مليارات الدولارات من ألمانيا، كتعويض عن المحرقة، وكأموال مساعدات لإعادة تأهيل الناجين منها.
ومع أن حكومة إسرائيل تحت قيادة دافيد بن غوريون 1952، تحدثت عن مبلغ 3 مليارات مارك وقتها، غير أن المبالغ التي نالتها إسرائيل فاقت ذلك بكثير، إذ أبرمت اتفاقيات أخرى في شأن التعويض المباشر للناجين، وأخرى حول أملاك اليهود في أوروبا، وتضمّن ذلك ما ادّعته عن كنوز ولوحات فنية، لأشهر الرسامين صادرها النازيون من اليهود.
لكن وضع الناجين من المحرقة والذين وصلوا إلى فلسطين ظل تعيساً للغاية، وذكر تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأحد، أن "عدد الناجين الذين يعيشون في إسرائيل اليوم، يبلغ 190 ألف شخص، يعيش نحو 50 ألف شخص منهم، في ظروف اقتصادية صعبة، وغير قادرين على تلبية حاجاتهم الغذائية والطبية، ويُصنّفون ضمن الشرائح التي تعيش تحت خط الفقر.
ودفع هذا الحكومة الإسرائيلية إلى إقرار خطة جديدة تنص على رصد مليار شيقل (حوالى 29 مليون دولار أميركي) سنوياً لتحسين حالتهم.
في المقابل أشارت صحيفة "هآرتس" في تقرير خاص لها، الى أن "صناعة تخليد الهولوكوست لم تعد خفية أو محظور الحديث عنها، بعدما باتت الرحلة السنوية إلى بولندا و"مسيرة الحياة"، من معسكر بيركناو إلى معسكر الإبادة في أوشفيتس، صناعة تعود بمئات آلاف الدولارات على منظّميها، لا سيما وأن الآلاف من الإسرائيليين وغير الإسرائيليين يشاركون فيها.