باشرت وزارة الداخلية الأردنية، اليوم الأحد، بإغلاق ساحة المسجد الكالوتي، المقابلة لمقر السفارة الإسرائيلية في العاصمة عمّان، والتي احتضنت لسنين طويلة الاعتصامات المطالبة بإغلاقها، وإلغاء معاهدة السلام الأردنية- الإسرائيلية الموقعة في العام 1994.
ومن المقرر أن تغلق الساحة بسياج حديدي يبلغ ارتفاعه أزيد من مترين.
وقال محافظ العاصمة، خالد أبو زيد، إن إغلاق الساحة يأتي لأسباب أمنية، دون أن يشير إلى الاعتصامات التي تشهدها الساحة، ويأتي قرار إغلاق الساحة في أعقاب قرار أبو زيد بحظر اعتصام مجموعة الكالوتي "جك" والذي ينفذ بشكل أسبوعي منذ 293 أسبوعاً، تحت مبرر "الإرهاق الأمني الناتج عن الاعتصام وحماية المشاركين فيه".
وسبق قرار إغلاق الساحة بالسياج الحديد رفض مجموعة "جك" قرار حظر اعتصامها ومواصلتها تنفيذه، رغم إقدام قوات الأمن على فضه بالقوة.
ويمهد إغلاق ساحة الكالوتي، المعروفة بأنها أقرب نقطة للسفارة الإسرائيلية يسمح للمعتصمين بالوصول إليها، لمنع الاعتصامات في محيط وجود السفارة.
منسق التيار القومي التقدمي، خالد رمضان، يرى في قرار إغلاق الساحة "رسالة للكيان الصهيوني بالتزام السلطة التنفيذية في الأردن باتفاقية السلام"، منتقداً مصادرة حق الأردنيين في التعبير عن رأيهم، وهو الحق الذي كفله الدستور. وقال "القرار لا يخدم الأردن ومن أصدره غير متابع لما يقوم به الكيان الصهيوني من اعتداءات على القدس والمقدسات".
ورداً على تبرير إغلاق الساحة بالأسباب الأمنية، قال رمضان "المدقق بالأعداد التي كانت تشارك بالاعتصامات في ساحة الكالوتي المقابلة للسفارة الصهيونية، يدرك أنها لا تشكل خطراً أمنياً على المنطقة"، مشيراً إلى أن سياج الكالوتي ليس الأول الذي يهدف إلى مصادرة حق الأردنيين بالاعتصام، حيث سبق للحكومة تسييج الدوار الرابع المقابل لدار رئاسة الوزراء لعرقلة المعتصمين.
وتسبب قرار إغلاق الساحة بالسياج، بحالة غضب في صفوف الناشطين، الذين عبروا عن رفضهم للقرار، وتعهدوا بتحويل جميع شوارع البلد وساحاتها إلى مكان لمناهضة العدو الصهيوني، وكتب أحدهم على صفحته على الفيسبوك "كل الساحات والشوارع والأزقة تصلح لمناهضة العدو الصهيوني، كل شارع في البلد يصلح به التظاهر والاعتراض ضد معاهدة الذل #وادي_عربة وضد وجود سفارة العدو المحتل"، فيما علق آخر "سيجوا كل شيء لن تستطيعوا إيقاف المد الشعبي ضد العدو الصهيوني".
اقرأ أيضاً: جولات في المستوطنات ضمن برنامج تدريب الدبلوماسيين الإسرائيليين