أعلن 16 رئيس بلدية فرنسية، اليوم الخميس، عن منع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لهم، قبل يومين من زيارة النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، الأسير مروان البرغوثي، في سجن جلبوع الإسرائيلي شمالي فلسطين المحتلة، حيث يعتقل مروان، لكنهم وقفوا أمام السجن، وطلبوا من المسؤولين إيصال رسالة لمروان أنهم جاؤوا للتضامن معه وزيارته.
وقالت رئيسة بلدية بلنتو، فرانسوا بوت، في كلمة لها في مؤتمر صحافي عقد بمدينة رام الله اليوم: "جئنا لملاقاة مروان البرغوثي، لكن إسرائيل منعتنا، وقبل أن نأتي إلى هنا، حاولنا 3 مرات من أجل السماح لنا بزيارته، لكن لم يتم الرد علينا، وأبلغنا من خلال الخارجية الفرنسية أنه غير مرحب بنا".
وتابعت "لكن قررنا أن نأتي، عندما أبلغنا بأن الزيارة تزيد من المطالبة بالإفراج عن مروان البرغوثي، وحين جئنا، لم تمنعنا إسرائيل من الدخول، ولكن مُنعنا من لقاء مروان في سجن جلبوع، وأُخبرنا بأننا بحاجة إلى تصريح لذلك".
وأشارت إلى أنهم يسعون إلى إطلاق سراح مروان والأسرى الفلسطينيين، وقالت "نتذكر نيلسون مانديلا، حينما نستذكر مروان، الذي هو قائد للسلام ويمثل جيل الشباب الذي يريد الحرية"، في ما أكدت أنهم سيأتون في الخريف المقبل من أجل زيارة مروان، حيث يأملون بالحصول على التصريح اللازم بذلك.
من جهتها، عقّبت فدوى البرغوثي زوجة مروان، في حديثها لـ"العربي الجديد"، على رفض الاحتلال زيارة رؤساء البلديات لزوجها في سجنه، بالقول "كنت أعرف أن الاحتلال لن يسمح لهم بزيارته، لأن هناك تضييقا على مروان، فهو معزول منذ 14 عاما بشكل انفرادي وجماعي، ضمن سياسة الاحتلال في كتم الحقيقة".
وأكدت البرغوثي أن حملة الدعم لزوجها مروان تثبت أن إسرائيل فشلت في إسكات صوته وصوت الشعب الفلسطيني المطالب بالعدالة.
من جهته، اعتبر رئيس نادي الأسير الفلسطيني، قدورة فارس، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن منع إسرائيل هذه الزيارة يأتي ضمن تقليد إسرائيلي مكرر وثابت بحق العديد من الشخصيات التي حاولت في السابق زيارة مروان، لكن من دون جدوى، فإسرائيل قلقة ولا تعير بالاً للموقف والقانون الدولي.
وخلال المؤتمر، تطرق فارس، في كلمة له، إلى توقيع مذكرة روبن أيلاند من قبل 8 من الحائزين على جائزة نوبل للسلام، للمطالبة بالإفراج عن مروان البرغوثي وعن الأسرى، إضافة إلى دعم 3 من الحائزين على الجائزة لترشيح مروان لجائزة نوبل، بعد الحملة التي أطلقت من أجل ترشيح مروان لنيل الجائزة قبل عدة أشهر.
بدوره، قال رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، عيسى قراقع، في كلمة له خلال المؤتمر، إن "الزيارة تأتي في ظل الهجمة الإسرائيلية التي يتعرض لها الأسرى داخل سجون الاحتلال"، معتبراً أن الزيارة "مقاومة للظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، وأنها تصب في الوقوف إلى جانب نضالات الشعب الفلسطيني".
وأشار قراقع إلى أن فرنسا لها دور مهم في المطالبة بالإفراج عن مروان البرغوثي، حيث كانت فرنسا أول من أطلق حملة للإفراج عنه منذ اعتقاله قبل 14 عاماً ومازالوا متضامنين، ولها دعم كبير في الحملة الدولية المطالبة بالإفراج عنه، والتي أطلقت قبل 3 سنوات من زنزانة نيلسون مانديلا.
بدوره، قال رئيس بلدية ربواك، دانيال جريك، في كلمة له، إن "الزيارة تعبر عن تضامن الشعب الفرنسي مع الفلسطيني الممتد منذ عهد الرئيس الفرنسي السابق ديغول، ونحن نعرف أن الإفراج عن الأسرى له دور كبير في مسيرة السلام".
وأكد أن المبادرة الفرنسية جاءت لتعيد الأنظار إلى القضية الفلسطينية، من أجل تحقيق السلام، وقال "نأمل أن ينعقد المؤتمر الدولي للسلام. وفي حال عدم انعقاده على الأقل أن تعترف دول الاتحاد الأوروبي بدولة فلسطين وما يترتب عليها من حقوق".