مع ذلك، فإن اختيار ترشيح الجنرال كوخافي يرتبط، أيضا، بالتصورات الإسرائيلية للتحديات الاستراتيجية التي تواجه دولة الاحتلال، وخاصة في الجبهة الشمالية على الحدود مع سورية ولبنان.
ويتعزّز ذلك مع حقيقة كون كوخافي، الذي عيّن في العام الماضي نائبا لرئيس أركان جيش الاحتلال، كان قبل ذلك قائدا للمنطقة الشمالية في دولة الاحتلال، المسؤول عن الجبهة الشمالية، كما سبق له أن كان بين عامي 2010-2014 رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية "أمان"، وفي 11 مايو/ أيار 2017 تمت ترقيته وتعيينه في منصب نائب رئيس أركان الجيش.
وعلى مدار السنوات الثلاث المذكورة، كان الجنرال كوخافي ثاني مسؤول عسكري في جيش الاحتلال ممن فرضوا حضورهم في المؤتمر السنوي لهرتسليا للمناعة القومية.
وعلى مدار مشاركته في مؤتمر هرتسليا كان أهم عنصر في استعراضه التهديدات العسكرية لإسرائيل تركيزه على كون الحرب المقبلة تقوم في حال وقوعها أساسا على الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله"، وقدرات الحزب على إمطار إسرائيل بعشرات آلاف الصواريخ.
إلى ذلك، فإن كوخافي شغل أيضا منصب مدير قسم العمليات في شعبة الاستخبارات، وقائد المنطقة الجنوبية المسؤولة عن المواجهة مقابل قطاع غزة.
ويعرف كوخافي بأنه تولّى في حياته العسكرية مناصب قتالية في مختلف وحدات الجيش، منها قائد وحدة المظليين، ومن الجنرالات الذين دفعوا جيش الاحتلال خلال الانتفاضة الثانية لاجتياح البلدات الفلسطينية واقتحامها لضرب المقاومة الفلسطينية.
ووفقا لبيانات وزارة الأمن الإسرائيلية، وتصريحات الوزير ليبرمان، فإن اختيار كوخافي جاء لأنه "مرّ بكل مراحل القيادة في هرم الجيش الإسرائيلي، وأبدى قدرات قيادية مميزة".
ومع ذلك، لفتتت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أنه حائز على شهادتي ماجستير، الأولى من جامعة هارفارد في قسم الإدارة العامة، وعلى ماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جونز هوبكينز.
في المقابل، فإن الجنرال كوخافي مقرب من ليبرمان، مقابل الموقف المعادي الذي يحمله اليمين في إسرائيل للجنرال نيتسان ألون، المسؤول في جيش الاحتلال عن ملف إيران والتصدي له.
ولفتت الإذاعة الإسرائيلية، في هذا السياق، إلى أن التأخير في إعلان ترشيح كوخافي جاء بفعل موقف رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي كان يفضل فرض مرشحه المفضل لهذا المنصب الجنرال أيال زمير.