أعاد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) السيطرة على مدينة تدمر التاريخية شرق مدينة حمص، بعد عدة أشهر من خروجه منها، ما شكّل تحولاً هاماً في مجريات الصراع السوري، وخلطاً جديداً لأوراقه. وفي المقابل، تستمر جبهات القتال ضد "داعش" بريف حلب الشرقي، من قبل مقاتلي "درع الفرات". وتحدث قيادي في "الجيش السوري الحر" عن عملية "غير مسبوقة" لطرد التنظيم من مدينة الباب الاستراتيجية، آخر معاقله الكبرى في محافظة حلب.
وأكدت "تنسيقية الثورة في تدمر" أن مقاتلي "داعش"، فرضوا سيطرتهم على المدينة بعد "انهيار عناصر النظام والمليشيات الموالية له داخل المدينة"، وهروبهم إلى منطقة المثلث غربي المدينة. وكان "داعش" شن هجوماً مفاجئاً على المدينة مساء الخميس الماضي، من مواقع له شرقي تدمر، ما أدى إلى إرباك قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران، أبرزها لواء "فاطميون" الأفغاني، قبل أن تنسحب خارج المدينة. وكانت قوات النظام والمليشيات انتزعت السيطرة على المدينة في مارس/آذار الماضي، تحت غطاء غير مسبوق حينها، من قبل الطيران الروسي، بعد مرور نحو عام على سيطرة "داعش" على تدمر التي تعد من أهم المدن الأثرية في العالم.
وأكدت "تنسيقية الثورة في تدمر" أن مقاتلي "داعش"، فرضوا سيطرتهم على المدينة بعد "انهيار عناصر النظام والمليشيات الموالية له داخل المدينة"، وهروبهم إلى منطقة المثلث غربي المدينة. وكان "داعش" شن هجوماً مفاجئاً على المدينة مساء الخميس الماضي، من مواقع له شرقي تدمر، ما أدى إلى إرباك قوات النظام والمليشيات المدعومة من إيران، أبرزها لواء "فاطميون" الأفغاني، قبل أن تنسحب خارج المدينة. وكانت قوات النظام والمليشيات انتزعت السيطرة على المدينة في مارس/آذار الماضي، تحت غطاء غير مسبوق حينها، من قبل الطيران الروسي، بعد مرور نحو عام على سيطرة "داعش" على تدمر التي تعد من أهم المدن الأثرية في العالم.
من جانبه، أدلى محافظ حمص، طلال البرازي، بتصريحات إعلامية أكد فيها أن "داعش" بسط سيطرته على مدينة تدمر القديمة، معلناً أن قوات النظام السوري ستعمل على استعادتها. وأشار شاهد عيان من داخل المدينة، يدعى أبو علي الحمصي، إلى أن خبراء عسكريين روساً كانوا موجودين في قاعدة عسكرية بين المدينة والقلعة، لكنهم انسحبوا مع بدء الاشتباكات مساء الخميس، إلى قاعدة روسية أخرى في منطقة التيفور الواقعة غربي تدمر بنحو 60 كيلومتراً. وذكر أن النظام أعاد عدة آلاف من المدنيين إلى المدينة، إثر فرارهم يوم السبت نحو منطقة التيفور، مشيراً إلى أن كثيرين منهم هاموا على وجوههم في البراري والمزارع القريبة من تدمر، محاولين النجاة بأرواحهم، موضحاً أن التنظيم قام بتصفية عدد من المدنيين، واعتقال آخرين.
وأكد شاهد عيان آخر أن مطار المدينة العسكري، الواقع إلى الشرق منها بعدة كيلومترات، لا يزال بحوزة قوات النظام، مرجحاً سقوطه بيد "داعش" خلال ساعات. وكانت مدينة تدمر خلت من سكانها في شهر مارس/آذار الماضي، إذ فر نحو 100 ألف من سكانها مع تقدم قوات النظام والمليشيات، وبدء القصف الجوي من قبل الطيران الروسي على المدينة. وتوجه آلاف منهم إلى مخيم الركبان على الحدود الأردنية، فيما توجه آخرون إلى مدينة الرقة، والشمال السوري وتركيا. ولم يسمح النظام بعد سيطرته على المدينة قبل أشهر، بعودة سكان المدينة إليها، ما خلا نحو 5000 آلاف من سكانها، كانوا يقيمون في مناطق تقع تحت سيطرته.
اقــرأ أيضاً
وخلطت السيطرة الثانية لـ"داعش" على تدمر العديد من أوراق الملف السوري، خصوصاً أن موسكو استثمرت إعلامياً طردها للتنظيم في مارس الماضي، من مدينة لها مكانة مميزة في التراث الإنساني. وحاولت الظهور بمظهر من يحقق انتصارات على "إرهاب داعش"، والذي تدخلت في سورية تحت ذريعة محاربته. كما حاولت وزارة الدفاع الروسية تحويل مدينة تدمر إلى قاعدة عسكرية في قلب الجغرافيا السورية لترسيخ سطوتها وسيطرتها في إطار السباق المحموم بين أطراف دولية وإقليمية على سورية.
أما "تنظيم الدولة"، فيعمل من خلال سيطرته على تدمر لتعويض خساراته المتلاحقة في شمال سورية. وقد تزامن تقدمه في تدمر مع تقدم قوات المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي نحو مشارف مدينة الباب الاستراتيجية في شمال شرق حلب. كما تأتي سيطرة "داعش" على تدمر في سياق محاولات التأكيد لأنصاره، بأنه لا يزال متماسكاً، وبإمكانه التمدد في الجغرافيا السورية، وتحقيق اختراقات في بعض المناطق، من شأنها إعادته رقماً صعباً في معادلة الصراع السوري.
في غضون ذلك، لا تزال المعارك محتدمة بين قوات المعارضة السورية المندفعة بقوة، وبين تنظيم "داعش" على تخوم مدينة الباب الشمالية الغربية. وذكر ناشطون أن قوات المعارضة اغتنمت ثلاث دبابات من التنظيم في المعارك الدائرة في محيط المدينة. وأكد القيادي في "اللواء 51"، التابع لـ"الجيش السوري الحر" والمشارك في عملية "درع الفرات"، المقدم أمين دناور أبورشيد، أن مقاتلي "داعش" يبدون مقاومة وصفها بـ"العنيفة جداً وغير المسبوقة"، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن التنظيم يدرك أن مدينة الباب ستكون "باب كسره في سورية"، ومضيفاً أن قوات المعارضة ستحسم المعركة "قريباً جداً".
وربط القيادي في "الفرقة 13" التابعة لقوات المعارضة، المقدم أبو حمود، بين ما جرى في تدمر وما يجري في الباب، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن التنظيم اغتنم أسلحة من مستودعات سلاح في تدمر، من الممكن أن يوجهها إلى مدينة الباب للدفاع عنها، متوقعاً "مقاومة كبيرة" من التنظيم في المدينة. وكانت عملية "درع الفرات" بدأت أواخر أغسطس/آب الماضي بدعم تركي مباشر. وحققت نتائج سريعة، إذ تم طرد التنظيم من مسافة تبلغ طولها نحو 100 كيلومتر على الشريط الحدودي مع تركيا، ومن عدة مدن مهمة مثل جرابلس. لكن قوات المعارضة توقفت طويلاً على أطراف مدينة الباب بسبب "خلاف دولي" على مصير هذه المدينة، وفق مصدر في المعارضة، قبل أن تعاود العمليات العسكرية بقوة منذ أيام، لتكسر دفاعات "داعش". وباتت "درع الفرات" على مشارف المدينة، التي من المتوقع طرد "داعش" منها خلال أيام، لينسحب التنظيم لاحقاً كما هو متوقع، لمناطق أخرى بريف حلب الشرقي الممتد إلى الرقة.
اقــرأ أيضاً
وأكد شاهد عيان آخر أن مطار المدينة العسكري، الواقع إلى الشرق منها بعدة كيلومترات، لا يزال بحوزة قوات النظام، مرجحاً سقوطه بيد "داعش" خلال ساعات. وكانت مدينة تدمر خلت من سكانها في شهر مارس/آذار الماضي، إذ فر نحو 100 ألف من سكانها مع تقدم قوات النظام والمليشيات، وبدء القصف الجوي من قبل الطيران الروسي على المدينة. وتوجه آلاف منهم إلى مخيم الركبان على الحدود الأردنية، فيما توجه آخرون إلى مدينة الرقة، والشمال السوري وتركيا. ولم يسمح النظام بعد سيطرته على المدينة قبل أشهر، بعودة سكان المدينة إليها، ما خلا نحو 5000 آلاف من سكانها، كانوا يقيمون في مناطق تقع تحت سيطرته.
وخلطت السيطرة الثانية لـ"داعش" على تدمر العديد من أوراق الملف السوري، خصوصاً أن موسكو استثمرت إعلامياً طردها للتنظيم في مارس الماضي، من مدينة لها مكانة مميزة في التراث الإنساني. وحاولت الظهور بمظهر من يحقق انتصارات على "إرهاب داعش"، والذي تدخلت في سورية تحت ذريعة محاربته. كما حاولت وزارة الدفاع الروسية تحويل مدينة تدمر إلى قاعدة عسكرية في قلب الجغرافيا السورية لترسيخ سطوتها وسيطرتها في إطار السباق المحموم بين أطراف دولية وإقليمية على سورية.
أما "تنظيم الدولة"، فيعمل من خلال سيطرته على تدمر لتعويض خساراته المتلاحقة في شمال سورية. وقد تزامن تقدمه في تدمر مع تقدم قوات المعارضة السورية المدعومة من الجيش التركي نحو مشارف مدينة الباب الاستراتيجية في شمال شرق حلب. كما تأتي سيطرة "داعش" على تدمر في سياق محاولات التأكيد لأنصاره، بأنه لا يزال متماسكاً، وبإمكانه التمدد في الجغرافيا السورية، وتحقيق اختراقات في بعض المناطق، من شأنها إعادته رقماً صعباً في معادلة الصراع السوري.
وربط القيادي في "الفرقة 13" التابعة لقوات المعارضة، المقدم أبو حمود، بين ما جرى في تدمر وما يجري في الباب، مشيراً في حديث مع "العربي الجديد" إلى أن التنظيم اغتنم أسلحة من مستودعات سلاح في تدمر، من الممكن أن يوجهها إلى مدينة الباب للدفاع عنها، متوقعاً "مقاومة كبيرة" من التنظيم في المدينة. وكانت عملية "درع الفرات" بدأت أواخر أغسطس/آب الماضي بدعم تركي مباشر. وحققت نتائج سريعة، إذ تم طرد التنظيم من مسافة تبلغ طولها نحو 100 كيلومتر على الشريط الحدودي مع تركيا، ومن عدة مدن مهمة مثل جرابلس. لكن قوات المعارضة توقفت طويلاً على أطراف مدينة الباب بسبب "خلاف دولي" على مصير هذه المدينة، وفق مصدر في المعارضة، قبل أن تعاود العمليات العسكرية بقوة منذ أيام، لتكسر دفاعات "داعش". وباتت "درع الفرات" على مشارف المدينة، التي من المتوقع طرد "داعش" منها خلال أيام، لينسحب التنظيم لاحقاً كما هو متوقع، لمناطق أخرى بريف حلب الشرقي الممتد إلى الرقة.