تصل، اليوم الثلاثاء، قافلة حافلاتٍ تقلّ نحو 1200 شخص، انطلقت، مساء أمس، من مدينة دوما، إلى مناطق شمال غربي سورية، ومنها إلى مدينة جرابلس، بريف حلب الشمالي الشرقي، فيما لم ترشح معلومات جديدة، حول الاتفاق الذي سيحدد مآلات مدينة دوما، آخر معاقل المعارضة السورية المسلحة في الغوطة الشرقية لدمشق.
وينفي "جيش الإسلام"، حتى اليوم، توصله إلى اتفاقٍ مع المفاوضين العسكريين الروس، حول مصير مدينة دوما، في الوقت الذي يقول فيه قياديون، إنّ ما يجري حالياً من عمليات نقلٍ جماعي لأشخاصٍ من دوما، هو اتفاقٌ جزئي على إخلاء حالات إنسانية من المدينة.
وغادرت مدينة دوما في غوطة دمشق الشرقية، أمس الإثنين، 21 حافلة تقلّ نحو 1200 شخص، بينهم نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، أكرم طعمة، ومسؤولون آخرون في المعارضة السورية.
وقال المسؤول في "منسقي الاستجابة في الشمال السوري"، محمد جفا، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القافلة انطلقت من دوما، وتقل حالات إنسانية وأشخاصا، باتجاه مدينة جرابلس في الشمال السوري".
وتضم الحافلات التي تصل إلى شمال سورية، اليوم، نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة، ورئيس مديرية الصحة في دمشق وريفها، عماد قباني، إضافة إلى ناشطين إعلاميين وأشخاص آخرين، ومصابين من "جيش الإسلام".
وذكرت وسائل إعلام النظام السوري، أنّ الحافلات التي غادرت دوما، تحمل مقاتلين من "جيش الإسلام". فيما أكد ناشطون في مدينة دوما، لـ"العربي الجديد"، أنّ المقاتلين الذين خرجوا بسلاحهم الخفيف من دوما، هم عناصر فصائل ومجموعات عسكرية كانت فاعلة في الغوطة سابقاً، لكنهم غير محسوبين على "جيش الإسلام"، الذي لم يُعلن، بشكل رسمي، عن مصير بقائه أو خروجه من دوما حتى الساعة.
ويقول هذا الفصيل، الذي تعتبر مدينة دوما معقله الأساسي، إنّه يفاوض الجانب الروسي على البقاء في دوما وليس الخروج منها، وذلك كما ورد على لسان قائده، عصام بويضاني، في كلمة له في مدينة دوما منذ يومين، وكما أكد ذلك رئيس الهيئة السياسية لـ"جيش الإسلام"، محمد علوش.
ويبدي النظام السوري، عبر وسائل إعلامه، رفضاً قاطعاً لإمكانية أن يبقى عناصر "جيش الإسلام" في دوما، كما أن وزارة الدفاع الروسية تقول إن الحلول السياسية حول دوما ما زالت ممكنة، لكن مع عدم السماح لبقاء أي من "الجماعات المسلحة غير الشرعية" في الغوطة الشرقية.
ودوما هي أكبر مدن الغوطة الشرقية، وآخر مناطق سيطرة المعارضة هناك، وهي الأكثر كثافة بعدد السكان حالياً، إذ أن مختلف الإحصائيات تتحدث عن نحو 150 ألف مدني ما زالوا في دوما حتى اليوم، بعد أن غادرتها آلاف العائلات، في الأسبوعين الأخيرين، نحو "معبر الوافدين" الذي توجد فيه قوات روسية، وأخرى تابعة للنظام.
وأمس الإثنين، جرت عملية تبادل للأسرى بين فصيلي "جيش الإسلام" و"هيئة تحرير الشام"، في مدينة قلعة المضيق غرب حماة، إذ قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ "جيش الإسلام سلّم تحرير الشام 16 أسيراً مقابل 24 أسيراً من مقاتليه".
وكانت "هيئة تحرير الشام" نقلت أسرى من "جيش الإسلام" من الغوطة الشرقية إلى إدلب، أثناء خروجها برفقة مقاتلي "فيلق الرحمن" قبل يومين.