لم يخرج المحامي محمد مخامرة، بعد من وقع الصدمة، حين تلقى عبر وسائل الإعلام المحلية والعبرية نبأ تنفيذ نجله خالد (21 عاماً) مع ابن عمه محمد (21 عاماً) عملية إطلاق النار في "تل أبيب"، والتي قُتل فيها أربعة مستوطنين وأصيب آخرون.
ولم تبلغ، سلطات الاحتلال العائلة بعد بشكل رسمي عن اعتقال الشابين ولا حتى اتهامهما بتنفيذ العملية، واكتفت فقط باقتحام منزل أحدهم وتفتيشه وأخذ مقاسات له، وجل المعلومات التي حصلت عليها العائلة هي من وسائل الإعلام وعبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبصوت متقطع ومخنوق، يتحدث الأب لـ"العربي الجديد" عن وقع الصدمة وحالة الاستغراب لحظة استقبالهم نبأ العملية، فخالد ومحمد لم يظهرا أي شيء، ولم تلحظ العائلة عليهما أي تغيير يذكر، عدا أنهما غير مهتمين بالسياسة.
ويحبس مخامرة أنفاسه ويقول: "خالد كان أكثر شيء مهتماً بدراسته، يدرس الهندسة الإلكترونية في جامعة مؤتة الأردنية، لم يتبق عليه سوى سنة ونصف، قبل التخرج"، يتابع الأب: "قبل أيام دفع أقساط الفصل الصيفي.. كان ينوي السفر يوم الأحد القادم من أجل الالتحاق بالجامعة".
"خالد خلوق.. حنون على أخواته، لدي ست بنات كان يهتم بهن" يكمل الأب الحزين حديثه مع "العربي الجديد" ويتابع: "خالد لم يكن عنده أي اهتمام سياسي.. لم نلاحظ عليه شيئاً..صدمنا عند سماعنا الخبر".
أما ابن عمه محمد، فقد كان يعمل في ورشات البناء في بلدة يطا، محبوب بين الناس كخالد تماماً، يحافظان على علاقتهما الاجتماعية معاً، وكانت حياتهما طبيعية وفي ظروف مادية جيدة، بينما كانا يطمحان معاً لتحقيق أحلام الشباب الفلسطيني.
وللفدائيين، اثنان من الأعمام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أحدهما طالب مخامرة وهو أحد قادة كتائب شهداء الأقصى، والمحكوم بسبع مؤبدات أمضى منها 14 عاماً، والثاني خالد مخامرة والمحكوم بالسجن المؤبد أمضى منها عشر سنوات.
محمد وخالد منفذا عملية "تل أبيب" مساء أمس الأربعاء، أحدهما مصاب لم تتمكن العائلة معرفة هويته ولا وضعه الصحي، الأمر الذي يجعلها تعيش في حالة قلق دائم.
وتنوي سلطات الاحتلال الإسرائيلي معاقبة العائلتين وأهالي بلدة يطا في جنوب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، واقتحمت فجر اليوم الخميس منزل عائلة محمد مخامرة أحد المنفذين، وشرعت بتفتيشه وتخريب محتوياته وأخذ مقاساته، بينما أغلقت مداخل البلدة بالسواتر الترابية تمهيداً لفرض الحصار عليها.